يُشكِّل اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، نقطة محورية في توقعات أسعار النفط خلال المدة المقبلة، وسط مراقبة الأسواق لحالة التوترات التي قد تهدد أكبر مناطق إنتاج النفط.
وتوقع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن تهدأ تقلبات سعر النفط في أعقاب التغيرات الناجمة عن التوترات بالشرق الأوسط مع أخذ المخاطر الجيوسياسية في الاعتبار بالفعل.
وقال نوفاك، ردًا على سؤال بشأن تأثير مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في أسعار النفط: “الأحداث التي تقع هنا (في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية) والآن في الشرق الأوسط تؤثر بالتأكيد في السوق”.
وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي، في تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن): “في الأسابيع الأخيرة كانت الأسعار متقلبة.. أعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها”.
سعر النفط
استهلّت أسعار النفط تعاملاتها الصباحية، اليوم الإثنين 30 سبتمبر/أيلول (2024)، على ارتفاع، مدعومة بتصاعد المخاوف بشأن ضغوط الإمدادات المحتملة من منتجي الشرق الأوسط في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على لبنان وجماعة الحوثي في اليمن.
وفي الأسبوع الماضي، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 3%، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 5% مع تزايد المخاوف بشأن الطلب بعد فشل التحفيز المالي من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، في طمأنة ثقة السوق.
وبحلول الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (01:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، تحولت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، للتراجع بنسبة 0.42%، لتصل إلى 71.68 دولارًا للبرميل.
وقال ألكسندر نوفاك إن التصعيد في الشرق الأوسط انعكس بالفعل على أسعار النفط، ولهذا السبب لا يوجد تقلب في سوق النفط الآن، موضحًا أنه من غير المتوقع حدوث تقلبات قوية في سعر النفط بالمستقبل.
وأضاف، في مقابلة مع قناة العربية: “لا أعتقد أن الأسعار ستتقلب كثيرًا، هذه المخاطر الجيوسياسية دخلت بالفعل بالحسبان في السعر بطريقة أو بأخرى”، حسبما ذكرت وكالة تاس.
وأشار نوفاك إلى أن الجغرافيا السياسية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في أسعار النفط، قائلًا: “مع ذلك، فإننا غالبًا ما نرى أنه إذا كان للجغرافيا السياسية تأثير قوي في مرحلة ما، فإن المستثمرين والمشاركين في السوق يدمجونه لاحقًا”.
وأضاف: “من الناحية الأساسية لا نلاحظ التقلبات لاحقًا، وهذا ليس بالأمر الجديد، لذلك أعتقد أن عامل الشرق الأوسط قد وُضِع بالاعتبار منذ مدة طويلة في السعر الآن”.
وأشار إلى أن هناك عوامل عديدة تؤثر في أسعار النفط، وليس فقط العرض والطلب، ومن بينها العامل الجيوسياسي الذي يؤدي دائما دورًا في السوق.
روسيا وأوبك+
قال نوفاك إن روسيا ستواصل تعاونها مع منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” بعد عام 2025، بعد انتهاء الاتفاق الحالي بشأن قيود إنتاج النفط من قبل تحالف أوبك+.
وأضاف نوفاك، الذي يُشرف أيضًا على الاقتصاد الروسي، أن الاقتصاد المتضرر من العقوبات سيتحمل أي ضغوط وقيود أسعار يفرضها الغرب على النفط الروسي.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي قدرة بلاده على تجاوز أي أسعار للنفط، بما في ذلك مدة طويلة من انخفاض تكلفته، قائلًا: “سنتمكن من تحقيق أهدافنا بأي ثمن”.
وقال ردًا على أن روسيا لن تكون قادرة على التعامل مع مدة طويلة من انخفاض أسعار النفط: “اعتماد اقتصادنا على النفط والغاز آخذ في الانخفاض بشكل عام وإستراتيجي؛ ففي السابق كانت صادرات الطاقة تشكل أكثر من 50% من إيرادات الميزانية، وأصبحت الآن أقل من 30%”.
التعاون مع أميركا
قال ألكسندر نوفاك، في مقابلته، إن روسيا لا تزال منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة في قطاع الطاقة، حسبما ذكرت وكالة تاس.
وأضاف: “كنا دائمًا منفتحين، لم تكن روسيا هي التي قطعت العلاقات في مجال الطاقة بين البلدين، إذ كانت الولايات المتحدة هي التي حظرت إمدادات موارد الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة، لم تكن موسكو هي التي اتخذت القرار”.
وأشار نوفاك إلى أنه حتى لو انتخب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة؛ فإن روسيا لا تعرف كيف ستتصرف البلاد في قطاع الطاقة.
وقال: “في كل الأحوال، وبغض النظر عن السياسة المتبعة، فسوف يتعين علينا الاستجابة لحالة التوازن العالمي في مجال الطاقة والطلب والعرض بطريقة ما. دعونا نرَ ما السياسة التي ستُتَّبع”.
عُلِّقَ التعاون في مجال الطاقة بين روسيا والولايات المتحدة بسبب سياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن؛ إذ تحظر العقوبات القطاعية التي فرضتها الولايات المتحدة الاستثمار والتعاون التكنولوجي في مشروعات استكشاف الجرف الروسي؛ بما في ذلك القطب الشمالي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link