اقرأ في هذا المقال
- السعودية تخطط لأن تكون أكبر منتج للهيدروجين في العالم.
- أرامكو السعودية تركز على إنتاج الهيدروجين الأزرق في الوقت الحالي.
- أول شحنة تجارية للأمونيا الزرقاء عالميًا انطلقت من السعودية.
- أرامكو تدعم استعمال الهيدروجين في الشاحنات الثقيلة.
تنظر شركة أرامكو السعودية، أحد اللاعبين الرئيسين في سوق الطاقة العالمية، إلى وقود الهيدروجين بصفته أحد العوامل التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة في مجال تحول الطاقة.
وتعد عملاقة النفط السعودية أحد منتجي النفط الخام الأقل كثافة كربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، مع تنفيذ الشركة تقنيات حديثة؛ ومن بينها استخلاص الكربون وتخزينه وإعادة استعماله، وفقًا للرصد الدوري من جانب وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي السياق ذاته، تطور الشركة البنية التحتية للهيدروجين في السعودية لدعم طموح المملكة إلى أن تصبح أكبر منتج لذلك الوقود عالميًا، مع التركيز على النوع الأزرق، المنتج من الغاز الطبيعي، باستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.
ويشار إلى أن طريقة إعادة تشكيل الغاز الطبيعي عبر نظام يتفاعل فيه مع بخار شديد الحرارة، هي الأكثر شيوعًا في إنتاج الهيدروجين، بصفته عنصرًا كيميائيًا يحتاج إلى فصله عن المركبات المتكونة مع العناصر الأخرى، ومعظمها من الهيدروكربونات.
الهيدروجين في السعودية
عالميًا، قفزت استثمارات الهيدروجين المعلنة حتى عام 2030 إلى 680 مليار دولار حتى مايو/أيار 2024، ارتفاعًا من التقديرات السابقة البالغة 570 مليار دولار بنهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات مجلس الهيدروجين.
وتعمل أرامكو منذ سنوات على تطوير البنية التحتية لتقنية إنتاج الهيدروجين الأزرق، ومنها بدء تشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين والبخار والكهرباء في مصفاة جازان بتكلفة استثمارية 12 مليار دولار.
ومن المقرر -أيضًا- استعمال كميات كبيرة من الغاز المستخرج من حقل الجافورة للغاز غير المصاحب الذي سيبدأ التشغيل في عام 2025، لإنتاج الهيدروجين.
كما تبحث عملاقة النفط السعودية في كيفية استعمال الهيدروجين بوسائل النقل الثقيل بتكلفة تنافسية من خلال تطوير خلايا الوقود الهيدروجينية، لتعزيز القدرة على خفض الانبعاثات في مركبات الصناعات الثقيلة.
وفي شهر يونيو/حزيران 2024، وقّعت أرامكو اتفاقيات مع شركتي جيلي ورينو للاستحواذ على 10% من أسهم شركة متخصصة في أنظمة الدفع الهجينة، التي تجمع بين مزايا كل من خلايا الهيدروجين والبطاريات الكهربائية لتشغيل السيارة.
ويشار إلى أن خلايا الوقود الهيدروجينية تعمل على تزويد السيارة بالطاقة من خلال الجمع بين الهيدروجين والأكسجين، وفي المقابل تخزن البطاريات الطاقةَ الكهربائية لاستعمالها لاحقًا.
تشغيل أسطول من المركبات الهيدروجينية
استطاعت أرامكو السعودية، تشغيل أسطول صغير من المركبات الهيدروجينية الاختبارية، عبارة عن سيارات وحافلات، بعد أن افتتحت أول محطة للتزويد بوقود الهيدروجين بالمملكة عام 2019، في وادي الظهران للتقنية.
وتنفذ -أيضًا- عددًا من المشروعات البحثية والإنتاجية في مجال استعمال الهيدروجين للحد من انبعاثات قطاع الطيران، على اعتبار أن الهيدروجين عنصر أساس في وقود الطائرات المستدام وهو الأداة الرئيسة للحد من الانبعاثات الناجمة عن الرحلات الجوية.
ومن بين خطوات أرامكو السعودية في قطاع الطيران، استثمارها في شركة أوكسي سي يو “OXCCU”، التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية، والتي طوّرت عملية تصنيعية من خطوة واحدة لإنتاج وقود “اصطناعي”، عن طريق الجمع بين الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.
وقررت الشركة البريطانية إنشاء أول معمل تجريبي عالمي في مطار أكسفورد الإقليمي في سبتمبر/أيلول 2024، لإنتاج ذلك الوقود.
أول شحنة عالمية من الأمونيا الزرقاء
نجحت أرامكو السعودية بالشراكة مع شركة سابك وبالتعاون مع معهد اقتصادات الطاقة الياباني في عام 2020 بشحن 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان، واستُعملت لإنتاج كهرباء منخفضة الانبعاثات الكربونية، وكانت تلك الخطوة تعد الأولى عالميًا.
وكان المشروع المنتج منه الأمونيا الزرقاء دليلًا على أهمية تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى الأمونيا، وكذلك العمل على استخلاص واستعمال انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك وحقنها في آبار النفط لتحسين الإنتاج أو استعمالها في تصنيع الميثانول.
وفي عام 2022، نقلت أرامكو أول شحنة تجارية من الأمونيا الزرقاء عالميًا بكمية بلغت 25 ألف طن إلى كوريا الجنوبية، بالتعاون مع شركة سابك للمغذيات الزراعية.
وتعمل الشركة على استكشاف المزيد من وسائل نقل الهيدروجين الأزرق والأمونيا واستعمالها واعتمادهما، وتخصيص المزيد من الموارد لدراسة عملية تحويل هذه الأمونيا الزرقاء إلى هيدروجين، أو ما يعرف باسم “التكسير العكسي”.
ويأتي ذلك في إطار إنشاء مرافق إنتاج واسعة النطاق للهيدروجين والأمونيا في السعودية، وتتضمن استخلاص الكربون وتخزينه بكميات ضخمة.
ويشار إلى أن نقل الهيدروجين خصوصًا عبر المسافات الطويلة من التحديات التي تواجه وقود المستقبل، إذ يعد غازًا شديد الاشتعال ويتطلب تبريده في درجة حرارة 253 درجة مئوية تحت الصفر لنقله في حالة سائلة.
ويجب الحفاظ على درجة الحرارة تلك طوال مدة النقل، وهو ما يستدعي معه استعمال خزانات مبردة محكمة العزل وتعد باهظة الثمن.
وفي حالة تحويل الهيدروجين إلى أمونيا، تكون أسهل وأكثر أمانًا في النقل وأقل قابلية للاشتعال وتستفيد من البنية التحتية الحالية للإنتاج والإمداد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link