شهدت تكلفة الطاقة المتجددة سلسلة من الانخفاضات المتتالية خلال السنوات الـ10 الماضية، مع تسارع نشرها في العالم واتساع التداول التجاري لتقنياتها، ما أدى إلى زيادة قدرتها التنافسية مع مصادر الوقود الأحفوري.
في هذا السياق، أظهر تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن معظم مشروعات الطاقة النظيفة الجديدة في عام 2023 كانت أقل تكلفة من الوقود الأحفوري رغم عودة أسعاره إلى الارتفاع بالقرب من مستويات التكلفة التاريخية.
وأضافت الطاقة المتجددة 473 غيغاواط خلال عام 2023، كانت تكاليف 81% منها أو ما يعادل 382 غيغاواط على نطاق المرافق أقل من تكاليف بدائلها العاملة بالوقود الأحفوري، بحسب التقرير.
وجاء تفوّق تكلفة الطاقة المتجددة بعد عقود من الانتشار و تحسن التقنيات على مستوى العالم، خاصة المرتبطة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما جعل الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المصادر أكثر إقناعًا من ذي قبل، بعدما كان التركيز على الفوائد البيئية أكثر شيوعًا في السابق.
قادت الطاقة الشمسية انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة خلال العام الماضي، مع انخفاض متوسط التكلفة المستوية للكهرباء المولدة منها بصورة مذهلة إلى 4 سنتات أميركية لكل كيلوواط/ساعة فقط خلال 2023.
وكانت تكلفة الطاقة الشمسية أقل بنسبة 56% من الوقود الأحفوري والطاقة النووية في عام 2023، بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” الذي أصدرته اليوم الثلاثاء (24 سبتمبر/أيلول 2024) على هامش قمة الطاقة المتجددة العالمية ضمن فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
والتكلفة المستوية للكهرباء هي مقياس اقتصادي لتقييم تكاليف توليد الكهرباء ومقارنتها حسب المصادر على مدار العمر الافتراضي للوحدة، ويطلق عليها -أحيانًا- التكلفة القياسية للكهرباء، وهي المعيار المعتمد لدى وكالة آيرينا في تقييم تكلفة الطاقة المتجددة وتطوراتها سنويًا.
وفي عام 2023، انخفض متوسط التكلفة المستوية للكهرباء (LCOE) لمشروعات الطاقة المتجددة المركبة حديثًا بداية من الطاقة الشمسية وحتى طاقة الرياح البرية والبحرية، بحسب التقرير.
وكان أكبر انخفاض في متوسط هذه التكلفة للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق بنسبة 12%، تليها طاقة الرياح البحرية بنسبة 7%، والطاقة الكهرومائية بنسبة 7% -أيضًا-.
وبينما انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية المركزة بنسبة 4%، تليها تكلفة طاقة الرياح البرية بنسبة 3%، مقارنة بمتوسط التكلفة المستوية خلال عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير آيرينا.
ويشير جانب آخر من البيانات إلى انخفاض تكاليف مشروعات تخزين الكهرباء بنسبة 89% بين عامي 2010 و2023، ما يسهل عمليات دمج حصص عالية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال المساعدة في معالجة تحديات البنية التحتية للشبكة.
وفّرت مشروعات الطاقة المتجددة المركبة عالميًا منذ عام 2000 ما يصل إلى 409 مليارات دولار أميركي من تكاليف الوقود في قطاع الكهرباء، بحسب تقديرات وكالة آيرينا.
وحتى عام 2023، سجلت آسيا أعلى وفورات تراكمية من نشر الطاقة المتجددة خلال المدة من 2000 إلى 2010، بما يُقدّر بنحو 212 مليار دولار، تليها أوروبا بمبلغ 88 مليار دولار، ثم أميركا الجنوبية بنحو 53 مليار دولار، بحسب تقديرات الوكالة.
ويشجع الانخفاض المستمر في تكلفة الطاقة المتجددة الدول على نشر هذه المصادر على نطاق واسع، بعد أن أصبحت ذات جدوى اقتصادية ملحوظة إلى جانب فوائدها البيئية والمناخية في خفض الانبعاثات.
واتفقت الدول الأطراف في قمة المناخ الماضية كوب 28 المنعقدة بدولة الإمارات نهاية العام الماضي، على هدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.
ويتطلّب هذا الهدف وصول القدرة العالمية المتجددة إلى 11.2 تيراواط بحلول عام 2030، ما يحتاج إلى إضافات سنوية لا تقل عن 1044 غيغاواط على مستوى العالم.
ومن المتوقع أن تأتي 8.5 تيراواط من هذا الهدف من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية، بوصفهما أكبر مصادر الطاقة المتجددة سهولة في الانتشار.
وحثّ المدير العام لوكالة آيرينا فرانشيسكو لاكاميرا، دول العالم على الاستفادة من انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة وزيادة قدرتها التنافسية مع الوقود الأحفوري على المستوى الاقتصادي، مشيرًا إلى أن أسعار الطاقة المتجددة لم تعد عذرًا بعد الآن.
وأشار لاكاميرا إلى أن التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة في الدول التي تشهد ارتفاعًا في الطلب على الكهرباء يمكنه أن يقلل بصورة كبيرة من تكاليف نظام الكهرباء على مدار العمر التشغيلي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..