أغرقت إسرائيل لبنان بالدم والنازحين مع إعلانها بدء «هجوم جوي واسع النطاق»، أمس (الاثنين)، خلَّف أكثر من 356 قتيلاً و1246 جريحاً في حصيلة أولية للغارات التي طالت عمق الجنوب والبقاع مستهدفة مباني ومنازل مدنية. وفي المقابل، رد «حزب الله» برشقات صاروخية تجاوزت حيفا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساءً، أنه هاجم أكثر من 1300 هدف، واستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية خلال أيام، عبر استهداف القيادي في «حزب الله» علي كركي، الذي يعد الرجل الثالث عسكرياً في الحزب بعد فؤاد شكر وإبراهيم عقيل اللذين قُتلا بضربات مماثلة. وأكد «حزب الله»، من جهته، أن كركي بخير و«انتقل إلى مكان آمن».
وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى نزوح الآلاف من العائلات، بعدما تلقى السكان رسائل هاتفية تطالبهم بإخلاء منازلهم، ما أدى إلى حالة من الهلع.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت قدمت عرضاً عبر قنوات دبلوماسية، وربما عبر قوات «يونيفيل»، لوقف هجمات «جبهة الإسناد» لتتوقف إسرائيل عن القصف، لكن «حزب الله» رفضه رفضاً قاطعاً. كذلك أرسلت المنسقة العرض نفسه عبر قنوات رسمية، وجاءت الإجابة بالرفض.
وقال مصدر فضّل عدم كشف اسمه إن جهود وقف النار تجري على قدم وساق بين واشنطن وباريس ودول أوروبية، وإنه تم إبلاغ الوسطاء بأن «لبنان يخشى مصيراً كمصير غزة».
وبشأن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان التي يُفترض أنها تهدف لإخراج ملف الرئاسة من التأزم، فقد أخذت طابعاً بروتوكولياً في ظل القصف الإسرائيلي.