النفايات البلاستيكية تشكّل 90% من مخلفات البرازيل.. ما تحديات إعادة تدويرها؟

[ad_1]

يُسهم التوسع في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بالبرازيل بدور حيوي، نظرًا إلى فوائده الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فضلًا عن أهميته لحماية البيئة البحرية، وتقليل معدل الانبعاثات الكربونية.

وبحسب تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خلصت دراسة حديثة إلى أن منظومة جمع المخلفات من شواطئ البرازيل غير فعّالة، وتترك أشياء ذات أهمية على الشواطئ دون جمعها.

وأفادت الدراسة الصادرة مؤخرًا بأن ما يقارب الـ90% من نفايات مخلفات الشواطئ البرازيلية تُصنّف بوصفها ضمن النفايات البلاستيكية.

وتواجه هذه الصناعة تحديات تحول دون تحقيق دورها، لا سيما أن معدل الطلب على مادة البوليمر يفوق المعروض منها، في حين يسعى القائمون على شركات إعادة التدوير إلى تأمين احتياجاتهم من المواد الخام، لتلبية الاحتياجات السوقية المتزايدة.

ويؤدي هذا إلى اتساع الفجوة السعرية بين الراتنجات (مواد صمغية تكون في صورة مواد صلبة، أو مواد ذات لزوجة عالية) المعاد تدويرها، والأخرى الخام، ما يزيد التكلفة التي تتكبدها الصناعة ككل.

وتدخل مادة البوليمر في صناعة المنتجات البلاستيكية المختلفة، كما يُعد الراتنج الخام العمود الفقري لصناعة البلاستيك ومنتجات التعبئة والتغليف، ومن أهم محددات أسعار الرقائق البلاستيكية النهائية.

آراء بحثية

شاركت في دراسة إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في البرازيل 3 جهات بحثية، هي: سي شبرد برازيل (Sea Shepherd Brasil)، ومعهد أوشن غرافيك التابع لجامعة ساو باولو (the Oceanographic Institute of the University of São Paulo)، وجامعة يو إس بي (USP) المحلية، بحسب ما أورده موقع “إس آند بي غلوبال”.

وعكفت الجهات البحثية الـ3 على إعداد الدراسة خلال مدة استغرقت عامًا و4 أشهر، وغطت ما يقارب 7 آلاف كيلومتر في 306 شواطئ بالبرازيل.

وأفادت الدراسة بأن إعادة تدوير مادة البولي إيثيلين تستأثر بـ70% من إجمالي حجم المخلفات بالبرازيل البالغة 500 ألف طن متري سنويًا، وذلك نظرًا إلى عدم كفاية مدخلات الإنتاج.

رجل يسير بجوار قمامة ملقاة على إحدى شواطئ ريو دي غانيرو
رجل يسير بجوار قمامة ملقاة على أحد شواطئ ريو دي جانيرو – الصورة من رويترز

وأظهرت الأشعة السينية (إكس راي) أن جميع الشواطئ التي تمت دراستها ملوثة بالنفايات البلاستيكية، في حين استأثرت المواد أحادية الاستعمال بـ61% من المخلفات التي جُمعت.

وتمثلت أبرز المخلفات المجمعة في: المعادن والزجاج والسيراميك والورق والمطاط والخشب وغيرها.

وأفادت دراسة ذات صلة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، بأن كميات النفايات البلاستيكية التي تُجمع لإعادة التدوير تبلغ 15% من المعدلات الإجمالية.

ومن المعروف أن التلوث الناجم عن المخلفات البلاستيكية لا يهدد البيئة البحرية فقط، وإنما يُخلّف أيضًا إهدار الكثير من المنتجات دون استغلال.

تحديات عدة

أكدت رئيسة مؤسسة سي سفيرد برازيل، ناتالي غيل، الحاجة إلى سياسات حكومية عاجلة لمعالجة عدم فاعلية منظومة جمع النفايات البلاستيكية من الشواطئ، وتغيير ثقافة الاستهلاك لدى مواطني البرازيل.

إزاء ذلك، تعاني صناعة إعادة تدوير مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) الشفافة (شبه البللورية) -وهي أحد الأنواع التي يمكن إنتاجها من النفايات البلاستيكية- من نقص المواد الخام اللازمة، رغم زيادة معدلات المخلفات الموجودة أسفل المحيطات وتؤثر في البيئية البحرية ككل.

ويُعد ذلك مؤشرًا على مدى فشل منظومة الجمع والإدارة التي يتبعها القائمون على هذه الصناعة، وهو تحدٍ قائم على المستوى العالمي أيضًا.

اتصالًا بذلك، يفوق معدل الطلب على مادة البولي إيثيلين حجم المعروض منها، ما يخلق منافسة شرسة بين القائمين على صناعة إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في البرازيل للتعاقد على شراء هذه المادة.

وأدت المنافسة إلى رفع أسعار مخلفات زجاجات البولي إيثيلين المستعملة منذ بداية العام الجاري 2024، لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

رجل يعمل في منظومة جمع مخلفات الألمونيوم لاستعمالها في صناعة إعادة التدوير بالبرازيل
رجل يعمل في منظومة جمع مخلفات الألومنيوم لاستعمالها في صناعة إعادة التدوير بالبرازيل – الصورة من موقع jusoorpost

هوامش ربح سلبية

ارتفع سعر نفايات الزجاجات الشفافة المصنوعة من البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) إلى ما يقارب 5.20 ريالًا برازيليًا (0.936 دولارًأ أميركيًا)/كيلوغرام في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، بمعدل 70 سنتًا/كيلوغرام منذ بدء وضع الدراسة البحثية في 12 أغسطس/آب الماضي، وفق تقييم بلاتس.

وبلغ سعر رقائق مادة البولي إيثيلين المعاد تدويرها 8.60 ريالًا برازيليًا/كيلوغرام يوم الخميس 19 سبتمبر/أيلول الجاري، بمعدل زيادة 1.10 ريالًا برازيليًا/كيلوغرام عن سعرها في 12 أغسطس/آب الماضي.

*(الريال البرازيلي= 0.18 دولارًا أميركيًا)

ومن المتوقع أن تتكبد شركات تعمل في إعادة تدوير مخلفات المنتجات البلاستيكية في البرازيل هوامش ربح سلبية خلال العام الجاري (2024)؛ نتيجة زيادة نفقاتها وتكاليف التشغيل عن حجم إيراداتها المتمثل في عائد عملية تكسير المخلفات إلى جزيئات صغيرة لإعادة تصنيعها.

توقعات إيجابية

تشير بيانات الناتج المحلي الإجمالي البرازيلي إلى توقعات إيجابية لأداء قطاع جمع النفايات البلاستيكية وغيرها من مواد “الخردة”، وكميات المواد الخام المتوفرة في البلاد، إذا استمرت معدلات التجميع بوتيرة متسارعة.

في المقابل، قال أحد بائعي الخردة البرازيلية إنه رغم هذه المؤشرات الإيجابية يظل هناك تأخير في الحصول على المنتجات اللازمة.

ووافقت غرفة التجارة الخارجية البرازيلية -قبل أيام- على زيادة الضرائب المفروضة على واردات مادة البولي إيثيلين؛ ما قد يرفع الأسعار المحلية للراتنج الخام، وكذلك الرقائق البلاستيكية فيما بعد.

وترى الدراسة أنه إذا تمكنت البرازيل من سد الفجوة بين إنتاج النفايات البلاستيكية الكبير ومعدلات جمعها لاستعمالها، فإن الأزمة قد تتحول إلى فرصة اقتصادية كبيرة توفر حلًا لقطاع صناعي رئيس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

[ad_2]
Source link