تستثمر شركة مدعومة من صندوق استثمار “كارلايل” نحو مليار دولار في مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه في أميركا من محطة كهرباء تعمل بالغاز، الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل في عام 2028.
وتنفّذ المشروع شركة خطوط أنابيب نقل النفط “كريسنت ميدستريم”، المدعومة من صندوق الاستثمارات الأميركي العملاق “كارلايل”، وفقًا لما أعلنته في بيان، أمس الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُقام المشروع المشترك لاحتجاز الكربون وتخزينه في أميركا، في مدينة لاك تشارلس بولاية لويزيانا، بمنطقة مشروع محطة كهرباء بالغاز مملوكة لشركة “إنترجي”، بقدرة تبلغ 994 ميغاواط.
وأشار تقرير حديث، طالعته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن قدرة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا قد تزيد بمقدار 7 أضعاف بحلول 2035.
وحاليًا، يُستعمل احتجاز الكربون في أميركا بصورة أساسية بمعالجة الغاز الطبيعي، إلى جانب استعماله في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط.
إضافة جديدة لاحتجاز الكربون
وتخزينه
تستعين شركتا “كريسنت ميدستريم” و”كارلايل” بتقنيات شركتي “سامسونغ إي آند إيه” و”هانيويل” في تدشين مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه في أميركا، بقدرة تبلغ 3 ملايين طن سنويًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024.
ويُعد المشروع إضافة جديدة لقطاع مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا، الذي يشهد نشاطًا ملحوظًا مقارنة بباقي أنحاء العالم، خاصة أنه من المشروعات الواعدة في مجال خفض انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ.
وقد استحوذ احتجاز الكربون في أميركا على 25% من الاستثمارات العالمية، العام الماضي (2023)، التي شهدت قفزة، ووصلت إلى أكثر من 11 مليار دولار، بزيادة تقارب 100% مقارنة بعام 2022، وفق تقرير صادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، في شهر يوليو/تموز 2024.
وفي 2023، بلغت استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا نحو 2.8 مليار دولار، وذلك بفضل الدعم الحكومي والمشروعات الجديدة، لذلك تتصدّر الولايات الريادة العالمية في الاستثمارات التراكمية لتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.
غير أن صناعة احتجاز الكربون تتسم بأنها كثيفة رأس المال، ويمكن أن تؤدي إضافة هذه التقنية لمحطات الفحم أو الغاز إلى زيادة التكلفة الإجمالية للكهرباء المولّدة بنسبة تصل إلى 56% في الولايات المتحدة، ما قد يمثّل عائقًا قد يقف في سبيل هذا النشاط.
تباطؤ المشروعات
شهدت الأشهر الستة الأولى من العام الجاري تباطؤًا لإعلانات مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا، إذ بلغت السعة المعلنة لاحتجاز الكربون وتخزينه 6 ملايين طن فقط، ما يتناقض مع موجة الإعلانات خلال العام الماضي، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وقد يرجع ذلك -على الأرجح- إلى استمرار حالة عدم اليقين السياسي في أميركا، بالإضافة إلى أن إدارة الضرائب بالولايات المتحدة لم تحدد كيفية تنفيذ الائتمان الضريبي (45Q) -حافز ضريبي للشركات مقابل كمية محددة من احتجاز الكربون-، ما يسبّب حالة من الشك بين المستثمرين، خاصة أنه من غير المنتظر أن تتحرّك الأمور قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يُذكر أن دراسة لمعهد أكسفورد، صادرة قبل عام، كانت قد رجحت استمرار بعض المخاطر الاستثمارية التي يصعب التخفيف منها رغم الائتمانات المنصوص عليها في القسم الخاص بدعم احتجاز الكربون وتخزينه في قانون الحد من التضخم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وألزمت الولايات المتحدة نفسها في عام 2021، بأهداف طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% إلى 52%، بحلول 2030 مقارنة بمستويات الانبعاثات في عام 2005.
كما شملت الالتزامات الوصول إلى مزيج كهرباء خالٍ تمامًا من الكربون بنسبة 100% بحلول عام 2035، تمهيدًا للوصول إلى الحياد الكربوني على المستوى الوطني عام 2050.
ولم تشمل الأهداف المناخية للولايات المتحدة التزامات محددة حول حجم السعة المطلوبة في التقاط الكربون وتخزينه، إلا أنها أكدت أن الكهرباء النظيفة بنسبة 100% وتوسعة نطاق مشروعات إزالة الكربون أولويات رئيسة في خطتها الإستراتيجية.
يُذكر أن شركة كريسنت ميدستريم الأميركية التي أعلنت مشروعًا لاحتجاز الكربون وتخزينه في أميركا، تمتلك نحو 1200 ميل من خطوط أنابيب نقل النفط، حول ولاية لويزيانا وخليج المكسيك، وتنقل نحو 200 مليون برميل سنويًا.
ووفق الموقع الإلكتروني لمدينة لاك تشارلس، التي ستكون مقرًا لمشروع احتجاز الكربون وتخزينه، فهي تحتضن مجمعًا لتكرير النفط، على بُعد 150 ميلًا شرق هيوستن بولاية تكساس.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link