سجّلت واردات مصر من كوك النفط زيادة ملحوظة خلال شهر أغسطس/آب 2024، إذ يلقي الارتفاع بظلاله على صناعة الأسمنت في الدولة الأفريقية.
ويُطلق مصطلح كوك النفط على المواد الصلبة الناجمة عن مخلفات تكرير النفط الخام، ويُعد أحد بدائل الفحم مرتفعة الطاقة، غير أن حجم انبعاثاته المرتفعة تقلص استعمالاته في محطات الكهرباء.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لبيانات الواردات، ساعد انخفاض أسعار الفحم المستخرج من تكرير النفط في نمو طلب القاهرة على شحناته خلال الشهر الماضي.
وتتيح واردات مصر من كوك النفط وفرة التوسع في استعمال الوقود بمصانع الأسمنت، خاصة بعد موجة تقلبات شهدتها هذه الصناعة في مصر، إثر نقص تدفقات الغاز وانقطاعات الكهرباء خلال الأشهر الماضية.
زادت واردات مصر من كوك النفط بنسبة 53% على أساس شهري خلال الشهر الماضي، مسجلة 80.001 طنًا متريًا، وفق بيانات نقلتها إس آند بي غلوبال (S&P Global) عن ميناء الإسكندرية.
وبالنظر إلى خريطة واردات مصر من كوك النفط، تُعد أميركا وإسبانيا مصدر شحنات القاهرة في أغسطس/آب الماضي، إذ تُعد الدولتان المورّدين الرئيسين للبلاد (بالإضافة إلى شحنة واحدة من فنزويلا، استوردتها مصر خلال شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري).
ورغم ارتفاع واردات كوك النفط على أساس شهري، تُعد واردات شهر أغسطس/آب منخفضة بنسبة 18% مقارنة بالشهر ذاته خلال العام الماضي 2023، في خضم أزمة الكهرباء التي واجهت القاهرة وتسببت في قطع الكهرباء.
وكان ميناءا الإسكندرية وشرق بورسعيد منفذًا لدخول شحنات كوك النفط لصالح منتج أسمنت، لم تذكر البيانات اسمه، خاصة بعدما زاد معدل الطلب على هذا الوقود بعد انخفاض أسعاره.
وبصورة إجمالية، بلغت واردات مصر من كوك النفط 486.776 طنًا متريًا، منذ مطلع العام الجاري حتى شهر أغسطس/آب الماضي.
ويُعد ذلك ارتفاعًا طفيفًا عن معدل واردات المدة ذاتها العام الماضي، الذي بلغ 406.775 طنًا متريًا.
جاءت الزيادة في واردات مصر من كوك النفط الشهر الماضي، بعد تراجع خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز السابقين، اللذين شهدا ارتفاعًا في واردات الفحم الحراري.
بلغت واردات القاهرة من الفحم الحراري خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز 611.197 طنًا متريًا، و645.899 طنًا متريًا على الترتيب، لتستعيد البلاد بذلك مستوياتها المسجلة في يونيو/حزيران 2019 قبل انتشار جائحة كورونا.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، بلغت صادرات الفحم الحراري الأميركي إلى أفريقيا 4.8 مليون طن متري، ارتفاعًا من 3 ملايين طن شحنتها خلال الأشهر ذاتها من العام الماضي.
وكانت مصر إحدى أبرز وجهات الشحنات الأميركية بما يعادل 2.2 مليون طن متري، ارتفاعًا من 1.6 مليون طن متري على أساس سنوي، حسب ما حللته وحدة أبحاث الطاقة استنادًا إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويشكّل الفحم الحراري الأميركي عنصرًا جاذبًا للقاهرة نظرًا إلى ارتفاع محتواه الحراري، بما يلبي طلب صناعتي الأسمنت والطوب.
وكان نقص الغاز قد أضر بالصناعات كثيفة الاستهلاك في مصر قبل أشهر، وتوقف على أثر ذلك إنتاج عدد من مصانع الأسمدة واليوريا.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أن مصر لا تعد ضمن أكثر الدول الأفريقية تطويرًا لسعة توليد الكهرباء بالفحم:
اتخذت مصر إجراءات لتقييد استعمال الفحم، وكانت على رأس 5 دول عربية ألغت مشروعات توليد الكهرباء بالوقود الملوث منذ عام 2010، وفقدت قدرة تصل إلى 15.24 غيغاواط.
ومقابل ذلك توسعت القاهرة في مشروعات الطاقة المتجددة، وحددت مستهدفًا لحصة نظيفة تصل إلى 42% من مزيجها بحلول 2030، وقد ترتفع إلى 60%.
وبحسب البيانات الرسمية، يرجح امتلاك مصر لقدرة متجددة -سواء قيد الإنشاء حاليًا، أو مستهدفة مستقبلًا- بنحو 45 ألف ميغاواط.
ويشكّل الغاز الطبيعي غالبية مزيج الكهرباء المصري، بحصة 83.86% (ما يعادل 168.54 تيراواط/ساعة)، ما يفسّر تأثر انتظام التيار في البلاد بنقص الغاز مؤخرًا.
وكشفت بيانات صدرت في مايو/أيّار الماضي، إقبال مصر على شراء الفحم الروسي، حسب بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..