الميدان اليمني – متابعات
قال البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري في رسالة بعثها إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إن “اليمن أسد جريح سينهض من جديد رغم كل التحديات”.
وأضاف الحميري -في رسالته التي نشرها في صفحته بموقع فيسبوك، “هلل الشعب اليمني وكبر بتدخل الأشقاء لنصرته ضد الانقلاب، ولكنه يوما بعد يوم يشعر هذا الشعب بفقدان هذه النشوة التي شعر بها في بداية العاصفة ويصاب بخيبة أمل وأصبحت كلمة أن 80٪ من الأرض اليمنية محررة كلمة تدعو للسخرية، وشماتة الأعداء بمن رحبوا بهذا التدخل”.
وأضاف “لأن هذه النسبة التي نقول إنها محررة لم تستوعب الرئيس الشرعي فيها وهو مَنْ بشرعيته ودعوته للأشقاء بالتدخل كان تدخلكم ولولا شرعيته لكنتم بنظر العالم معتدين”.
وتابع “لَم تستطع الحكومة ممارسة سلطاتها على الأرض المحررة وأن تواجد البعض من أفرادها في مساحات ضيقة في عدن فهم في عداد الإقامة شبه الجبرية وتحت رحمة قوات تتلقى أمرها من قبلكم، وأصبحت الشرعية وإخواننا في الطرف الآخر سواء بمسمى المجلس الانتقالي أو الحزام الأمني أو قوات طارق عفاش وكل المكونات التي دُعمت لتكون ضِد بعضها جميعهم ضحايا صراع مفروض عليهم رغم أنهم شركاء نضال”.
وأردف البرلماني اليمني: “الأمل بات يُقْتل على يد النصير قبل العدو بعد أن انحرفت البوصلة وأصبح الصراع يراد له أن يكون في مناطق تبعد مئات بل بعضه آلاف الكيلومترات عن الحوثي وقواته كما حصل ويحصل في جزيرة سقطرى اليمنية”.
واستطرد مخاطبا بن زايد “أرجو أن تدرسوا تاريخ اليمن جيداً هذا الوطن الضارب بجذوره وحضارته في أعماق التاريخ، وقد مرت عليه عواصف أقسى مما هو عليه الآن، ضَعُفَ في حقب من تاريخه ولكنه لم يمت بل سرعان ما ينهض ويعود أقوى مما كان رغم ما كان يحاك له ويمارس ضده بهدف القضاء عليه، شعب عصي على اليأس أقوى من أن يذوب أو يتلاشى”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني لا تزيده الصدمات إلا تشبثا بالحياة وكلما ظن أعداؤه أنه قد مات فاجأهم بحياة جديدة أقوى، مستمدا قوته من إيمانه بالله أولاً ثم من حضارته المتراكمة عبر الأزمنة والتي لا يستطيع أي مؤثر محوها أو التطاول عليها.
وقال الحميري مخاطبا بن زايد “لا زال الكثير من أبناء اليمن يؤملون أنكم ستصححون المسار وستعملون على تصحيح خط البوصلة التي انحرفت والمسار الذي اعوج بين الشرعية والتحالف”.
ولفت إلى أن “من يلعب بأمن اليمن ووحدته واستقراره كمن يلعب بالمتفجرات يكون في مقدمة ضحاياها”.
وفي الرسالة ذكّر البرلماني اليمني ولي عهد أبو ظبي بالاحتلال البريطاني قائلا: “لأهمية موقع اليمن وموانئه التي تسيل لعاب الطامعين جاءت بريطانيا التي كانت لا تغرب عنها الشمس فاحتلت الجزء الجنوبي من الوطن وكانت تحسب عدن جزءا من أملاك إمبراطوريتها وفجأة وبدون مقدمات تزلزلت الأرض من تحت أقدامها بعد أن كانت قد مزقت جنوب الوطن إلى مشيخات وإمارات واعتقدت أنها بسياسة التفريق ستتسيد على هذه الرقعة من بلادنا، وأدركت ولكن بعد فوات الأوان أن سياسة التفريق مع هذا الشعب لا تجدي لأنه سرعان ما يفوق ويعود إلى لحمته”، بحسب قوله.
وقال “اليمن ليست حزب الإصلاح ولا حزب المؤتمر أو الناصري أو الاشتراكي فقط وأن كان هؤلاء ضمن مكونات أصيلة من هذا الشعب، ولكنها أرض وحضارة وإنسان يعشق الحرية ويتوق العدل والمساواة ويرفض الضيم وأي انتقاص لكرامته وسيادته على أرضه من أي طرف كان”.
ويمضي الحميري في رسالته لولي عهد أبوظبي بالقول “الرئيس الشرعي يتلقى اللوم والإساءات والتشفي من الأعداء وهو صابر صبر الجبال الرواسي، والتقارير الدولية تتناولكم بصور ستعود عليكم وعلينا بمخاطر وإدانات لن نستطيع نحن ولا أنتم تبريرها عندما تحركها الأيادي الخارجية لتخدم أجندتها التي ستستهدفكم قبل أن تستهدف اليمن”.
وقال “مجلس النواب استمرينا قرابة عامين كاملين منذ أن أصدر الرئيس هادي قرار نقل جلساته إلى العاصمة المؤقتة عدن ولَم نستطع عقد الجلسات في عدن بسبب عدم رضاكم، ولولا ضغط الأشقاء في المملكة العربية السعودية وإلقاء كل ثقلهم من أجل ذلك لما كنّا استطعنا استئناف جلسات المجلس في سيئون”.
وأردف “نصارحكم أن الوضع غير طبيعي وقد طفح الكيل، وكل مشاكل المناطق المحررة التي تجري اليوم على ساحاتها ابتداء من عدن وانتهاء بسقطرى، وما حصل أخيرا للبسطاء في عدن من أبناء المحافظات الشمالية كل أبناء اليمن يشيرون بأصابعهم نحو من كنّا نعتبرهم السند والنصرة، وباختصار تشير الأصابع نحوكم وهذا بالتأكيد لا يشرفكم”.