قفزت قدرة الطاقة الشمسية في الصين بأكثر من 8 مرات على مدار السنوات الـ5 الماضية وحتى 2023، بينما لم تتمكن بقية دول العالم كلّها من زيادة القدرة من هذا المصدر إلّا بما يقرب الضعف فقط.
وأضاف العالم 425 غيغاواط من قدرات الطاقة الشمسية الجديدة في عام 2023، منها 263 غيغاواط في الصين وحدها، بينما توقفت حصة العالم كله عند 162 غيغاواط، بحسب تقرير تحليلي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتهيمن الطاقة الشمسية في الصين -حاليًا- على عملية التحول الأخضر العالمية، إذ تمكنت مضاعفة القدرة أكثر من 3 مرات (317%) خلال المدة من 2021 إلى 2023، بينما زادت القدرة في بقية العالم بنسبة 62% فقط خلال المدة نفسها.
وأضافت دول العالم مجتمعة -باستثناء الصين- 90 غيغاواط من التركيبات الجديدة للطاقة الشمسية في 2019، زادت إلى 100 غيغاواط في 2021، ثم إلى 133 غيغاواط في عام 2022، ثم إلى 162 غيغاواط في 2023، بحسب التقرير.
تضاعفت قدرة الطاقة الشمسية في الصين بعد عدّة عقود من الانخفاض المذهل في تكلفة تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات الكهربائية، وانتشار موجات الدعوات المناخية، إضافة إلى الدعم السياسي القوي وزخم مبادرات تحول الطاقة.
ويبدو فارق القدرات بين الصين والولايات المتحدة هائلًا في تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة مع وصولها إلى 263 غيغاواط في بكين خلال عام 2023، مقابل 33 غيغاواط فقط بالولايات المتحدة، بحسب التقرير التحليلي المنشور في موقع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
كما لم تصل تركيبات الطاقة المتجددة في جميع دول مجموعة الـ7 الصناعية الكبرى، وهي الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وبريطانيا، إلى ربع التركيبات التي نجحت الصين في نشرها خلال عام 2023.
وأنشأت الصين خلال العام الماضي 2023 محطات طاقة رياح جديدة بقدرة 74 غيغاواط، مقابل 43 غيغاواط للعالم كلّه، منها 6 غيغاواط في الولايات المتحدة.
كما بلغت مبيعات السيارات الكهربائية بالصين 8.1 مليون وحدة خلال العام الماضي، مقارنة بنحو 5.6 مليون مركبة في بقية دول العالم، منها 1.4 مليون وحدة بالولايات المتحدة، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير توقعات حديثة إلى أن الصين ستواصل الهيمنة على مشهد الطاقة المتجددة، لتستحوذ على 67% من إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة في العالم خلال العام الحالي (2024).
لا تقتصر هيمنة الصين على مشهد تركيبات الطاقة المتجددة وزيادة قدرة توليد الكهرباء النظيفة فحسب، بل تمتد إلى قطاعات تصنيع مكونات الطاقة الشمسية والرياح والسيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات المتجددة.
ففي عام 2022، صنعت الصين 90% من الرقائق والخلايا الشمسية المتداولة في العالم، كما صنعت 60% من توربينات الرياح، بينما جاءت 60% من مبيعات السيارات الكهربائية في العالم من الصين.
ويشار إلى أن حصة الولايات المتحدة من تصنيع الطاقة الشمسية العالمية كانت تصل إلى 13% في عام 2004، لكنها لم تستطع الحفاظ على هذا التقدم، لتهبط حصتها إلى أقل من 1% في عام 2023.
على العكس من ذلك، كانت حصة الصين قبل عشرين عامًا لا تتجاوز 1% من تصنيع الطاقة الشمسية عالميًا، لكنها الآن صارت تتجاوز 80%، بحسب التحليل المنشور بموقع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وتشير بيانات متصلة إلى أن الصين ستحقق أهداف الطاقة المتجددة المستهدفة في عام 2030 خلال عام 2024، أي قبل الموعد المحدد بـ6 سنوات، بينما يبدو أن الولايات المتحدة تركّز أكثر على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
موضوعات متعلقة ..
اقرأ أيضًا ..