مستقبل شرطة الاخلاق في إيران .. هل يستطيع بزشكيان الوفاء بوعوده؟

تعتبر شرطة الاخلاق في إيران من أكثر المؤسسات إثارة للجدل، حيث أنها المسؤولة عن فرض تطبيق الحجاب الإلزامي وباقي القوانين المتعلقة بالزي الإسلامي، تأسست هذه الهيئة بهدف ضمان الالتزام بالمعايير الدينية، لكنها أثارت استياء شريحة كبيرة من الإيرانيين، خاصة النساء، بسبب تدخلاتها المتكررة.

شرطة الاخلاق في إيران

في خطوة تعتبر تحولاً مهمًا في السياسة الإيرانية، أعلن الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان عن نيته الحد من تأثير شرطة الاخلاق على حياة النساء، وخاصة فيما يتعلق بقضية الحجاب الإلزامي، إذ تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع الذكرى الثانية لوفاة الشابة مهسا أميني، التي فجرت وفاتها احتجاجات واسعة في إيران، هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول إمكانية تحقيق هذا التغيير، وما إذا كان بزشكيان قادرًا على الوفاء بوعوده.

بزشكيان وتوجهه نحو الإصلاح

منذ تولي مسعود بزشكيان منصبه كرئيس، بات واضحًا أنه يسعى لتغيير السياسة المتعلقة بشرطة الأخلاق، فقد أعلن بوضوح أن الشرطة لن يكون لها الحق في ملاحقة النساء في الشوارع بسبب ملابسهن، ما يشير إلى وجود رغبة حقيقية في إصلاح القوانين التي طالما اعتبرت قمعية، ومن أبرز ملامح سياسته:

  • تعهد بإيقاف المضايقات التي تتعرض لها النساء بسبب الحجاب، مؤكدًا أن هذه السياسات لا تتماشى مع رؤية الإصلاح التي يتبناها.
  • تعيين زهرة بهروز آذار، وهي شخصية بارزة ومعارضة قوية لشرطة الأخلاق، في منصب نائبة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، وهي خطوة تعتبر إشارة واضحة إلى أن الحكومة تنوي إجراء تغييرات جذرية فيما يتعلق بالحريات الشخصية.

احتجاجات مهسا أميني

لم تكن وفاة مهسا أميني مجرد حادثة عابرة، بل كانت بمثابة نقطة تحول في النقاش العام حول الحريات وحقوق المرأة في إيران، إذ إن توقيفها بسبب عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح أشعل غضبًا شعبيًا، حيث خرج الآلاف للتظاهر في جميع أنحاء البلاد، وشملت أبرز ملامح الاحتجاجات:

  • انتشار الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، مع مطالبة المتظاهرين بتغيير السياسات القمعية ووقف تدخل “شرطة الأخلاق”.
  • لم تقتصر المشاركة في المظاهرات على النساء فقط، بل شملت مختلف فئات المجتمع الإيراني، مما يعكس حجم الاستياء من هذه المؤسسة.
  • انتهت الاحتجاجات بمقتل العديد من المتظاهرين واعتقال آلاف الأشخاص، مما دفع الحكومة إلى مراجعة سياساتها في محاولة لتهدئة الوضع.

هل التغيير ممكن؟

وتظل تساؤلات كبيرة حول قدرة بزشكيان على تنفيذ هذه التغييرات، في ظل المعارضة التي قد يواجهها من التيار المحافظ في البلاد، وعلى الرغم من التحديات، فإن التوجهات الإصلاحية التي أطلقها بزشكيان، إلى جانب تعيين زهرة بهروز آذار في منصب حساس، تشير إلى إمكانية حدوث تحولات تدريجية في سياسات الحكومة تجاه شرطة الأخلاق.


Source link

شارك هذا الخبر