عبدالباري عطوان مفاجأة بشأن قناة المسيرة
عبدالباري عطوان

عبدالباري عطوان يكشف عن أحداث ساخنة ومفاجآت مدوية في الخليج خلال هذا الشهر ويقدم أدلة قاطعة

الميدان اليمني – متابعة خاصة

توقع الكاتب والصحفي العربي عبدالباري عطوان، أن تشهد منطقة الخليج أحداثاً ساخنة ومفاجآت مدوية خلال شهر أغسطس الجاري.

وفي مقالة استهلها عبدالباري عطوان، بعدد من التساؤلات كعادته قال بأن “حالة اللّاسِلم واللّاحرب الرّاهنة في الخليج لا تصُب في مصلحة إيران ولهذا لا نستبعِد مُفاجآت أكثر خطورة من احتجاز ناقلة أو إسقاط طائرة مُسيّرة.. كيف وصَلنا إلى هذا الاستنتاج؟ إليكُم الإجابة”

وإليكم نص المقالة كما هي :

عبد الباري عطوان

يصعُب علينا أن نفهم حالة السّعار التي تتلبّس الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، وتنعكِس في هوسه بتشكيل تحالف من ستّين دولة لضمان أمن المِلاحة في مضيق هرمز، فمِياه الخليج تزدحم بناقلات النفط من كُل الجنسيّات باستثناء النفط الإيراني الذي تراجعت كميّات صادراته إلى حواليّ 200 ألف برميل بعد أن وصلت إلى أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًّا.
مسؤوليّة تأمين المِلاحة في مضيق هرمز، أو في مياه الخليج تقع على عاتِق الدول المُطلّة عليه، أيّ الدول العربيّة الخليجيّة وإيران، اللّهم إلا إذا كان الرئيس الأمريكي يُريد توريط المِنطقة والعالم في حربٍ جديدةٍ، بعد أن فشلت كُل ضُغوطه وحِصاراته في تركيع إيران وجرّها إلى مائدة المُفاوضات وِفق شُروطه.
*
المُستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل كانت شجاعةً وجريئةً عندما رفضت التجاوب مع الدعوة الأمريكيّة هذه، وأبدَت تحفّظات عليها، ونأت بنفسها وحكومتها عنها لأنّها لا تثِق بخطوات الرئيس ترامب المُتهوّرة، وتخشى من أخطارها، ولهذا أكّد البيان الرسمي الصادر عن حُكومتها تمسّكها بالخِيار السلميّ لتسوية الأزمة في الخليج، لأنّ الانسحاب الأمريكيّ من الاتفاق النووي الإيراني هو الذي يقِف خلف التوتّر الحالي في المِنطقة، وألمانيا كانت من الدول العُظمى السّت التي وقّعته، وما زالت تتمسّك به.
الرّد الإيجابي الوحيد لدعوة الرئيس ترامب لإقامة هذا التّحالف جاء حتّى الآن من بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، الذي يَعتبِر الرئيس الامريكي الأب الروحي للعنصريّة الغربيّة الجديدة التي تُروّج للعِرق الأبيض، بطريقةٍ مُماثلةٍ للعقيدة النازيّة.
لا نعتقد أن الصّبر الإيراني على الحِصار الأمريكي بلا حُدود، والشيء نفسه يقال عن سياسية الأمر الواقع التي تُريد واشنطن فرضها على إيران مُحاكاةً للنّموذج الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة، وهضبة الجولان المُحتلّين، ولا نستبعِد ضربات أو تحرّشات من الحرس الثوري الإيراني، أو أذرعه العسكريّة التي يُشكّل حاضنتها، لكسر هذا الجُمود، ومنع استمراره.
المسؤولون الإيرانيّون يُؤكّدون في كُل المُناسبات أنّهم لا يُريدون الحرب، ولن يكونوا البادئين في إشعال فتيلها، ولكن إذا انفَجرت فإنّ الرّد سيكون مُزلزلًا على القواعد الأمريكيّة في مِنطقة الخليج، والأهداف الحيويّة الإسرائيليّة في فِلسطين المُحتلّة.
إسقاط طائرة مُسيّرة أمريكيّة بصاروخٍ إيرانيٍّ، واحتجاز سفينة بحريّة بريطانيّة في عرض الخليج، وسحبها من وسط عدّة سفن بحريّة أمريكيّة مُدجّجة بالأسلحة والصواريخ، والدعم العلَني المُتصاعد لحركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قِطاع غزّة، وحزب الله في لبنان، و”أنصار الله” في اليمن، بالسّلاح والمال، هو تسخينٌ للحرب، ورسائل يجِب أن تُؤخَذ بعين الاعتبار بأنّ الإيرانيين لن يستمرّوا طويلًا في سِياسات ضبط النّفس الحاليّة، خاصّةً أنّ الحِصار الاقتصاديّ بدأ يُعطي نتائج كارثيّة على المُواطنين الإيرانيين، وما وَقف التّعامل بالريال الإيراني وإحلال “التومان” مكانه، وارتفاع نسبة التضخّم إلى أرقامٍ قياسيّةٍ (48 بالمئة حاليًّا) إلا بعض الأمثلة في هذا الصّدد.
ترامب يُريد استخدام هذا التحالف البحريّ لحلب المزيد من المِليارات من دول الخليج، فالعِبارة الأكثر تردّدًا على لسانه هي التي تقول “لا حماية أمريكيّة مجانيّة بعد اليوم وعلى دول الخليج العربيّة أن تفتح خزائنها وتدفع ثمن حمايتها”.
*
شهر آب (أغسطس) الذي بدأ اليوم الخميس ربّما يكون الأكثر سخونةً سياسيًّا وعسكريًّا، إلى جانب السّخونة المناخيّة في مِنطقة الخليج، ومثلما فُوجئنا بإسقاط الطائرة الأمريكيّة المُسيّرة، واحتجاز السفينة البريطانيّة كردٍّ على احتِجاز الناقلة الإيرانيّة في مضيق جبل طارق، سنفتح أعيننا على مُفاجآتٍ أكثر خُطورةً من الأُولى.. واللُه أعلم.