كشف الناشط علي البخيتي في معرض رده على يحيى عفاش بعد وصف شباب ثورة 11 فبراير بالدنق عن فساد عفاش (الأخلاقي) والطائرات الخاصة التي كانت تنقل العشيقات إلى باريس وكيف انقلب على النظام الجمهوري.
ويبدو ان ما كشفه الناشط علي البخيتي من تفاصيل خطيرة تنشر لأول مرة عن حياة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، موضحا كيف تسبب فساده الأخلاقي في إسقاطه بثورة 11 فبراير حيث تحدث عن الأسباب السياسية والاقتصادية والأخلاقية لانهيار نظام صالح واغتصاب-فتاةفي مسبح دار الرئاسة والطائرات الخاصة التي كانت تنقل عشقياته إلى باريس .
وقال البخيتي ” بعد كل ما حصل منذ 11 فبراير 2011 وبالذات سيطرة جماعة الحوثي على السلطة في 21 سبتمبر 2014 وما تفعله باليمن واليمنيين، قال الكثير “سلام الله على صالح” وافتقدوا نظام حكمه فهل كان نظام صالح جيدًا؟ وهل كان قابلًا للحياة؟ وهل كان يمثل أحلام اليمنيين؟ ومن الذي تسبب في سقوطه؟ “دنق 11 فبراير” كما يسميهم يحيى صالح أم لأسباب أخرى؟ دعونا نجيب على هذه الأسئلة وغيرها بهدوء وموضوعية قدر ما نستطيع وسأتناول من خلالها ثلاثة جوانب الجانب الاقتصادي والجانب السياسي والجانب الأخطر والمخفي والذي لم يسبق تناوله وهو الجانب الأخلاقي، والذي كان من وجهة نظري السبب الأول وراء تصدع أركان النظام والذي مهد لسقوطه لاحقًا.
🔻الجانب الاقتصادي
كانت أوضاع المواطنين قبل 2011 سيئة جدًا الحد الأدنى للمرتبات أقل من 200 دولار، تخيلوا هذا المبلغ كان يستلمه الجندي والموظف البسيط في الدوائر الحكومية وكان مرتب المستحقين لمعونة من التأمينات الإجتماعي مثلًا لعجزهم عن العمل مبلغ يساوي ثلاثين دولار شهريًا، وكان الناس يتزاحمون عليه وبمئات الآلاف في عموم المحافظات، ويفترض أن يلبي احتياجات أسرة كاملة وكانت مظاهر التسول تملأ المدن اليمنية في عهد صالح ولولا تحويلات المغتربين اليمنيين لجاع الشعب بأكمله، فقد توسعت الهوة بين عموم الشعب وبين الأسرة الحاكمة والدوائر المحيطة بها بين غنى فاحش وفقر مدقع، وتقلصت نسبة الطبقة المتوسطة وكادت تنقرض والفساد كان الأصل في عهد صالح والنزاهة استثناء.
🔻الجانب السياسي
” منذ 1993وبعد انتصار صالح وحلفائه في حرب 1994 سقطت الديمقراطية واتفاقية دولة الوحدة وتحول نظام صالح لنظام دكتاتوري قمعي عنيف على المعارضة والصحفيين، مثلًا تم اغتيال 149 قياديًا وكاتبًا وناشطًا في الحزب الاشتراكي اليمني بين عامي 1993/ 1994، أدار عمليات الاغتيال تلك علي محسن الأحمر بتوجيهات مباشرة من الرئيس السابق صالح، وزُج بعشرات الصحفيين في السجون بعد الحرب، وتم اخفاء وتعذيب بعضهم، وانهارت الديمقراطية أكثر مع كل تجديد لولاية صالح ومع كل تعديل للدستور.
والأخطر مما سبق هو انقلاب صالح على النظام الجمهوري نفسه وتحويله عمليًا إلى نظام أسري عائلي، فلأول مرة منذ نجاح ثورة سبتمر 1962 يعين رئيس جمهورية أقاربه وأبنائه من الدرجة الأولى في أهم المناصب العسكرية وبالجملة وبدون أدنى خجل، فبعد رسوب أحمد علي عبدالله صلاح في عدد من الكليات العسكرية عينه والده قائدًا للحرس الجمهوري، والذي كان فيه كفاءات عالية من حملة الدكتوراة في العلوم العسكرية وممن لهم تجربة لعقود في الميدان وترقوا في مناصبهم بالتدريج،
فنزل عليهم شاب يدعى أحمد بالبراشوت، وقيل لهم عليكم طاعة هذا فقط لانه ابن الرئيس، ولنا أن نتخيل حال كبار الضباط الذين خدموا لثلاثين سنة مثلًا وامتلأت أكتافهم وصدورهم وحوائط منازلهم بالأوسمة والرتب والشهادات العسكرية والأكاديمية، ثم بين ليلة وضحاها يقودهم شاب بلا أدنى خبرة سبق وفشل في الكلية التي كان يدرس فيها في بريطانيا.
وتكرر الأمر في الأمن المركزي، تم تعيين يحيى محمد عبدالله صالح، شاب مدني لا علاقة له بالجانب الأمني والعسكري ولا يحمل أي شهادات ولا دورات تدريبية، وفجأة اضطر كبار الضباط في قوات الأمن المركزي لأداء التحية العسكرية له فقط لأنه ابن أخو الرئيس.
ونفس التعيينات الأسرية تكررت في الأمن القومي بتعيين عمار يحيى محمد عبدالله صالح، الذي أشرف بنفسه على أقذر عمليات التعذيب في السجون اليمنية، والتي لم تكن مألوفة من قبل حتى دخل عمار جهاز الأمن القومي وتجاوز كل الحدود.
وسأدون في مقالة لاحقة تفاصيل عن عمار وما فعله في الأمن القومي وكيف انتهك كرامة وحقوق المعتقلين، وكيف تنصت على هواتف الجميع بهدف ابتزازهم لاحقًا، ولا أدري هل يكرر عمار ذلك الآن في الساحل وما هو دوره بالضبط وكيف يدير منظومة الأمن وبالذات أنه يتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، والتي تستمر فضائحها بالظهور يومًا بعد يوم في اليمن، وآخرها ما نشرته بي بي سي في الفلم الوثائقي الذي اعدته الصحفية نوال المقحفي وبراء شيبان وهدى الصراري، والذي أثبت وبأدلة قاطعة استئجارها لمرتزقة أجانب لتنفيذ عمليات اغتيال في عدن.
🔻الجانب الأخلاقي
وبالنظر إلى تصرفات الرئيس السابق صالح نفسه والمرحلة التي وصل لها، فهناك تفاصيل كثيرة وصلتني من مسؤولين كبار عملوا معه وكانوا من المقربين جدًا منه والموالين جدًا له التقيت بعضهم خارج اليمن، في القاهرة وعمَّان ولندن وعواصم ومدن عربية وأوروبية أخرى، وذكرني حديثهم بما وصل له نظام حكم الملك فاروق في مصر من انحلال أخلاقي بمعايير الشرق، والذي وثقه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه “سقوط نظام”،
وسأذكر هنا شذرات فقط، وهي جزء من مشروع كتاب أعده، وأضع فيه تلك الشهادات الموثقة، وقد لا أنشره إلا بعد أن يرحل اصحابها عن الحياة حتى لا يتعرضوا للإحراج، وقد أنشره دون الإفصاح عن أسمائهم، مع حفظ نسخه فيها الأسماء تنشر لاحقًا في الوقت المناسب.
كتابتي لهذه المقالة الهدف منها تذكير يحيى محمد عبدالله صالح وكل من يُحمل من خرجوا في 11 فبراير 2011 مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن ويسميهم يحيى “الدنق”، أنهم ليسوا مسؤولين عن سقوط نظام عمه وأسرته، فتلك حتمية تاريخيّة لنظام حكم سقط أخلاقيًا ووصل لطريق مسدود بعد أن انقلب على كل شعارات ثورة 26 سبتمبر 1962 التي ارتكز عليها والتي كانت الأساس لشرعيته، ولأثبت ليحيى صالح أن من فجر 11 فبراير 2011 ليسوا من نزل للساحات، بل الفساد السياسي والأخلاقي والانسداد الذي وصل له نظام الرئيس السابق صالح.
ومن تلك الشذرات المتعلقة بالانهيار الأخلاقي للنظام أن الرئيس السابق صالح كان لديه مسبح في دار الرئاسة، وكان يؤتى له بالفتيات بشكل شبه يومي، ولدي أسماء دائرته المقربة التي كانت تدير تلك العملية،
بل والتقيت بواحدة ممن جمعتها علاقة مع الرئيس السابق، التي وأثناء حديث مطول معها عن علاقتها ووالدها بالرئيس صالح إنهارت باكية، وعند سؤالي عن السبب رفضت الحديث، وبعد إلحاحي وفضولي لأعرف السبب أخبرتني أنها وفي سن السابعة عشرة من عمرها تعرضت-للاغتصاااب-من الرئيس السابق صالح في ذلك المسبح، والمؤلم في القصة أنها كانت ابنة أحد العاملين معه، وما جعلها تنهار وتبكي ليست الحادثة في حد ذاتها، التي كانت قد تصالحت لحد ما معها في تلك المرحلة بحكم صغر سنها وضعف وعيها، إذ واست نفسها بعد الحادثة بسنوات قليلة باعتبارها صديقة لرئيس الجمهورية، والذي كانت تراه قدوة وشخصية كبيرة، وحاولت ترميم صورته وحادثةالااغتصــ.ــااب-بأنها غلطة منه في لحظة هياج جنسي، واستمرت علاقتهم لسنوات بعدها، وفي أحد الأيام طلب منها صالح -عبر أحد معاونيه-الحضور، وعند وصولها المسبح تفاجئت بوجود الدكتور عبدالكريم الإرياني وشخصية أخرى أتحفظ على اسمه الآن، كان الثلاثة يسبحون معًا،
فقال صالح للدكتور الإرياني: أيش رأيك في هذه ……..؟، احمر وجه الفتاة، ووجه الدكتور الإرياني وصاحبه، وخجلوا من الموقف وطريقة صالح في التعامل المهين معها، ولم يرد عليه الإرياني ولا الثالث ببنت شفه، وهذه النقطة تحديدًا وليس-الااغتصــ.ــااب-هي ما أثرت على الفتاة وتسببت في كآبتها وتدمير حياتها، فقد رممت نفسها من الحادثة وحاولت إسعاد نفسها أنها صديقه مقربة من رئيس الجمهورية، فإذا بها تفاجأ أنه ينظر لها كعاهرة رخيصة يعرضها على أصدقائه ويتباها بما يفعله بها أمامهم.
وفي نفس السياق كان عفاش يستخدم نساء وبنات خصومه للنيل منهم وفي محاولة لإخضاعهم، وقد يكون شكل من أشكال الانجذاب الـ .ـجنــ. ــســــي-لديه أنه يسعى لبنات ونساء خصومه السياسيين الأقوياء الذي يعجز عن مواجهتهم كشكل من أشكال الانتقام، لكنه كذلك كان ينجذب لنساء وبنات العاملين معه من دائرته المقربة، وقد كان سكوتهم عن ممارساته جزء من ضريبة مزايا القرب منه، وهناك قصص كثيرة رواها لي سياسيين ورجال دولة كبار كانوا مقربين منه سيأتي الوقت للكتابة عنها.
لن أذكر أسماء ولا أسر، وقد يأتي الوقت المناسب لنشر ذلك بعد عقود، من باب العبرة ولكي يعرف الناس أسباب سقوط الأنظمة والدول ولماذا كان هناك أحقاد عميقة في الصراع مع صالح، فقد وصل الحال به إلى أن “دخل الديمة” بالمصطلح اليمني كما قالها لي حرفيًا أحد كبار رجال دولة صالح، أي أنه مس أسرهم وكرامتهم وشرفهم، مستغلًا منصب رئيس الجمهورية، وسيطرته على الأجهزة الأمنية والاتصالات،
حيث كان يتجسس ابن أخيه عمار عبر جهاز الأمن القومي على اتصالات الكثير والكثيرات لمنح صالح فرصة لمعرفة مشاكلهم وعلاقاتهم ومن ثم النفاذ لداخل أسرهم، وكان صالح يقضي جزء مهم من وقته في تلك القصص، إذ كان مولعًا بها بل مدمنًا عليها، وكان يستغلها عندما يلتقي ببعض الشخصيات النافذة فيوجه له كلامًا أو سؤالًا فيه تلميح إلى أنه يعرف نقطة ضعفه.
وسأذكر نموذج واحد فقط لسلوك صالح تجاه بعض الأسر القوية والنافذة في اليمن، كان هو وأحيانًا ابنه أحمد علي يتواصلون مع بناتهم ويغدقون عليهن المال ويدخلون في علاقات معهن فيساعدون على إفسادهن، ما سبب جرح عميق لم يندمل ولن يندمل، وهذه الأسرة لا ينقصها مال ولا جاه، ولم تكن تحتاج نسائهم للمال، فقط كان إخوانهن يسعون لضبط مواردهن حتى لا ينفلتن ويتسببن بفضيحه ما لهم، وكان صالح -المحافظ جدًا في ما يتعلق بأسرته وبناته ويشهد الكثير على ذلك- يسعى وبشكل حثيث لإفساد نساء الآخرين، مقربين وخصوم على السواء.
ذلك الانحدار الذي وصل له صالح ونظامه، من انقلابه على النظام الجمهوري وتحويله لنظام أسري، ومن دخوله لـ “ديمة” خصومه هو السبب يا يحيى صالح في سقوط النظام وليس الشباب الأبرياء الحالمين بمستقبل أفضل الذين خرجوا في 11 فبراير 2011، قبل استحواذ أحزاب اللقاء المشترك على الساحة وتحريضهم للجنرال على محسن الأحمر لينشق بقواته والذي أدى لاحقًا لتصدع مؤسسات الدولة بأكملها وصولًا لانهيارها أمام الحوثيين.
الدنق يا يحيى هم من تم تعيينهم في مناصب لا يستحقونها وليسوا أكفاء لها، الدنق يا يحيى هم من انقلبوا على الديمقراطية والجمهورية وسعوا لتوريث شعب ودولة لأحمد علي،
الدنق يا يحيى صالح هم من استغلوا الدولة وأجهزتها الأمنية للتجسس على منافسيهم والعمل على افساد بناتهم، الدنق يا يحيى صالح هم من أوصلوا البلد إلى أن تنقل بنات من صنعاء إلى باريس وعواصم أخرى بطائرات خاصة لإسعاد أحد أبناء الرئيس في أثناء زيارته لتلك البلدان، إذ لم يكن يتحمل فراق عشيقاته لبضعة أيام.