استطاعت التشكيلية الامريكية من اصول يمنية سحر اللوذعي أن تنقل الفن التشكيلي اليمني إلى العالم، وتخطف أنظار الشعب الأميركي إلى فنها رغم قوة المنافسة، عبر تقديم أعمال لافتة تخاطب أعلى مراتب الذائقة البصرية، لتنال تكريماً خاصاً من قبل عضوة الكونغرس، نتاليا فرنانديز، بشهادة تقدير من ولاية نيويورك على إنجازاتها الفنية. كما حملت لوحة عنونتها “هل تراني” رسالة تحاكي الواقع المرير الذي يعايشه أطفال اليمن من ويلات الحروب ويعانون من مجاعة وتشريد وحصار يطبق أنفاسهم بصمت.
60 عملا بتوقيع تشكيليين من عدة محافظات
نظمت سحر مؤخراً معرض الفنون اليمني، وتم افتتاحه في نيويورك، ويعتبر أول معرض في أميركا ضم 60 عملاً تحمل رسائل حب وسلام، قدمها تشكيليون من عدة محافظات يمنية للتعريف عن اليمن الذي أنهكته الحروب ومزقته الصراعات.
وقالت سحر في حوارها معها إنها تسعى إلى افتتاح مزيد من معارض للفن التشكيلي اليمني في أميركا ودول أخرى، لنقل معاناة الشعب اليمني الذي يعيش ويلات الحرب والحصار منذ قرابة 8 أعوام.
مبادرات إنسانية تنقل مآسي اليمن عبر الفن
حصول سحر على الجنسية الأميركية لم ينسها اليمن فقد طوعت ريشتها في إيصال رسالة للمجتمع الأميركي عن بلدها الحزين، وتقول: “لديّ مبادرات إنسانية تنقل مآسي الشعب اليمني عبر التشكيل والمعارض، مشيرة بأنها تسعى أن تكون سفيرة للفن التشكيلي والثقافة اليمنية لبلد حضاري غني بالفنون مزقته السياسة والصراعات.وإلى جانب معارضها في أميركا، شاركت سحر في عدة معارض جماعية دولية في اليمن، وتركيا، ومصر، والإمارات، الجزائر إضافة الى العديد من المعارض الافتراضية التي جمعت فنانين من كل أنحاء العالم.
وتعلق سحر: “عندما سافرت إلى نيويورك في يناير ٢٠١٥ تخصصت في دراسة الفن التشكيلي ثم قررت عرض أعمالي في عدة معارض في نيويورك ولاحظت اهتمام الزائرين، ودارت نقاشات حول اليمن كحضارة ومنبع للفنون والثقافة والتراث الإنساني، كما استضافتني احدى الإذاعات في بروكلن بعد زيارة أحد معارضي”.
إلى اليمنيين: الفنون ترمم ما أفسدته السياسة
وتتبنى سحر مبادرات إنسانية عبر الفن، وتضيف: “قمت بتأسيس مؤسسة ” مرية للفنون الدولي” تحت شعار “فنك جوازك” لعرض أعمال الفنان اليمني الذي لم يسعفه جوازه وظروفه للسفر لعرض أعماله في الخارج وإيصال صوته”، لافتة إلى أن جزءا من ريع المعارض يعود لصالح جهات خيرية تدعم المحتاجين في اليمن.
وتابعت: “رسالتي الى اليمنيين: تمسكوا بالفنون من أجل ترميم ما أفسدته الحروب، ورسالتي الى العالم: استمعوا جيداً الى اليمن، نحن أغنياء بكل أنواع الفنون التي ستبهر العالم قريبا”.لا تشكك سحر في أن الفن يساهم في تجسيد واقع الحروب ومشكلات الفقر والحصار في اليمن، وتضيف: “الفن التشكيلي أداة مهمة وملهمة تجسد واقعنا النفسي والحياتي، فهو لا يقل أهمية عن أي طريقة تواصل أخرى بين الشعوب”.
إلى ذلك، تنتج سحر أعمالاً فنية بتقنيات متنوعة، منها التنقيط والتشكيل على الزجاج والرسم بالسكين والفحم والباستيل والاكريليك والزيت وغيرها، كما تستوحي أفكارها من مخزون التراث اليمني الغني بأشكال القمريات ونقشات العمارة