خفايا واسرار خطيرة.. كيف علّق الإعلام الإسرائيلي على مشروع بايدن لربط أوروبا بآسيا؟

كيف علّق الإعلام الإسرائيلي على مشروع بايدن لربط أوروبا بآسيا؟
القدس المحتلة- أفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحة واسعة من التغطية الصحفية حول إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة لإنشاء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، ويمر عبر السعودية وإسرائيل.
ووقعت السعودية وأميركا مذكرة تفاهم لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، عبر الاستفادة من موقع السعودية الذي يربط قارتي آسيا وأوروبا.

استكمال مشروع التطبيع
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشروع إنجازا لحكوماته المتعاقبة، في حين قللت وسائل الإعلام الإسرائيلية من أجواء الاحتفالات التي بثها نتنياهو بتصريحاته، رغم أهمية المشروع من وجهة نظر المحللين.ولفتت إلى أن رؤية المشروع مثيرة للإعجاب في نطاقها العام؛ لأنها تسعى لدمج إسرائيل بشكل كامل في الشرق الأوسط، والتغلغل في عموم دول آسيا.
حقول ألغام

وقال محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” تسيبي برئيل “يجدر بنا أن نأخذ نفسا طويلا ونتفحّص حقول الألغام التي تنتظر هذه الرؤية”.وأضاف برئيل “من الواضح أن هذا المشروع لا يبشر بالتطبيع مع السعودية، فلم يذكر أي شيء على هامش قمة مجموعة العشرين بخصوص التقدم والاختراق الحاصل في هذا الموضوع”.

ويرى محللو الشؤون العربية أن مسألة التطبيع الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل ستصبح ثانوية مقارنة بالهدف الرئيسي لواشنطن، والمتمثل في الصراع مع الصين في الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

ويعتقدون أن إسرائيل تبحث عن حجم الفائدة المرجوة من المشروع عبر إعادة تأسيس تحالف مناهض لإيران، خاصة أن كافة الدول العظمى بالمنطقة لا تنوي أن تكون جزءا من اللعبة الإستراتيجية الإسرائيلية.

صراع المصالح والنفوذ
وأوضحت صحيفة “معاريف” أن إسرائيل والمحور الموالي للغرب بقيادة أميركا يدفعان لتطوير هذا المشروع بهدف محاربة المحور الإيراني والنفوذ الصيني.ونوهت الصحيفة إلى أن إيران تخطط لإنشاء مسار مواز، وشبكة بنى تحتية تمر عبر العراق وسوريا ولبنان، وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، موضحة أن الترويج للخطة مجددا تأتي محاولة من بايدن لمواجهة الضغوط التي تمارسها الصين على البنية التحتية العالمية، من خلال تقديم واشنطن كشريك ومستثمر بديل للدول النامية.

وتأتي جهود بايدن في مرحلة دقيقة تمر بها العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، حيث يحاول الرئيس الأميركي تحقيق إنجازات قبيل انتهاء ولايته عبر تقديم “إغراءات” إلى نتنياهو لثنيه عن خطة “التعديلات في الجهاز القضائي الإسرائيلي” التي أثارت مؤخرًا موجة رفض واسعة.
ويتوقع مراسل الشؤون السياسية في موقع “والا” بارك رافيد أن المشروع يمكّن إسرائيل من الاندماج في الشرق الأوسط، وتحقيق تعاون نادر مع السعودية.

وتعتقد محللة الشؤون السياسية في صحيفة “إسرائيل اليوم” سريت أفيطان كوهين أن هذا المشروع يخدم -في الأساس- إسرائيل التي تعد صاحبة فكرة المشروع الذي انطلقت به من خلال تحديث سكة الحجاز في إسرائيل والضفة الغربية، وتوسيع شبكة القطارات والطرق السريعة وإيصالها حتى المناطق الحدودية مع الأردن، وسيناء، ولبنان.

المواعيد النهائية
وتساءل محرر الشؤون السياسية والاقتصاد في صحيفة “غلوبس” دين شموئيل إيلباس: ما فرص نجاح مشروع بايدن العملاق وإخراجه إلى حيز التنفيذ؟ مشيرا إلى وجود أسئلة كثيرة على جدول الأعمال بعد أن يتم نشر الخطة الكاملة خلال 60 يوما.وقال “من السابق لأوانه معرفة إذا كان المشروع سيخرج إلى حيز التنفيذ قريبا، كون إسرائيل أثبتت أنها دولة تواجه صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية عندما يتعلق الأمر بمشاريع البنية التحتية، كما أن الخطة التي قدمها بايدن حاليا هي فقط في الخطوط العريضة العامة”.

المصدر : الجزيرة

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

تحذير مبكر عالي الخطورة: الانذار المبكر يحذر جميع المواطنين من فيضانات مدمرة في 5 محافظات نهاية شهر ابريل

تحذير مبكر عالي الخطورة: الانذار المبكر يحذر جميع المواطنين من فيضانات مدمرة في 5 محافظات …