الميدان اليمني – متابعات
تعقيدات كثيرة تعيشها المحافظات الجنوبية في اليمن، أبرزها تحديد الهوية والولاءات المتعددة والمختلفة والتي قد تصل إلى الصراع داخل الفصيل الواحد.
ويرى مراقبون أن حملة الانتقادات التي ظهرت مؤخرا من جانب بعض القيادات في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، مؤشر واضح على حالة التخبط التي تعيشها الشرعية.
وقال المحلل السياسي الجنوبي، صالح منصور، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، تعيش الحكومة بل والشرعية اليمنية بشكل عام حالة تخبط جعلتها عاجزة عن تقديم مبررات مقنعة للمجتمع الدولي واليمنيين، خاصة لحالة الفشل التي رافقت عملها خلال السنوات الأربع الماضية من الحرب وعدم قدرتها على تحقيق أي تقدم.
وأضاف صالح، لذلك تتعالى العديد من الأصوات المنتمية للشرعية اليمنية لمهاجمة التحالف وتحميله أسباب الفشل والانكماش الذي تعيشه الشرعية والذي بات ملحوظا بقوة ويثير استفسارات عديدة عن أسبابه.
وتابع المحلل السياسي، لا يمكن فهم تعالي أصوات في الحكومة، من وزراء وقيادات وسطى وهي تهاجم التحالف وتحديدا الإمارات بعد كل الدعم الذي تلقته الشرعية، وفي الوقت ذاته نرى محاولة تلك الأصوات تبرير الفشل والفساد الذي اعترى أداء الشرعية وتسبب في ظهورها في حالة لا تليق بسلطة حظيت بدعم العالم أجمع سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وأشار صالح إلى أن: “حديث شخصيات بارزة في الشرعية عن خذلان التحالف للشرعية هو نكتة، وكان الأولى بها الاعتراف بأن آداء الشرعية الضعيف هو من خذلها وخذل معها الشعب اليمني والتحالف العربي”.
وأوضح المحلل السياسي الجنوبي أن التحالف وبالتحديد الإمارات قدم للشرعية دعما عسكريا وسياسيا واقتصاديا سخيا، بل تجاوز ذلك بأن خاض المعركة نيابة عنهم، كما قدم مشايخ وأمراء إماراتيون أرواحهم انتصارا لمشايخ يمنيين يقيمون في فنادق الرياض ويمتهنون التجارة في أوروبا وتركيا.
وكان اللواء محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني اليمني، قال في حديث مع تلفزيون اليمن الحكومي إن التحالف لم يقدم للجيش اليمني أسلحة ثقيلة وإن الجيش يقاتل بأسلحة خفيفة ومتوسطة، مضيفا أن التحالف يدعم بطائراته ومدفعية الجيش اليمني وهو ما جعل الجيش مرتهنا للتحالف.
وعلى آثر هذه التصريحات، أفادت مصادر عسكرية يمنية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أمر بإيقاف مدير دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف عن عمله وإحالته للتحقيق.
وقال المصدر ذاته إن ذلك الإجراء جاء بعد أيام من انتقادات وجهها خصروف للتحالف السعودي الإماراتي بسبب بطء الدعم الذي يقدمه للجيش اليمني ومنعه من حسم المعارك.