يورد هذا التقرير قراءة معمقة عن السؤوال المطروح في عنوان هذه المقالة.. اقرأوا جيدا فمشكلة العرب كما يقال انهم لا يقرأون كثيرا.
فجأة وبدون مقدمات، اعلنت السعودية وايران ابرام اتفاق جديد لإعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين بعد عدة سنوات من القطيعة، فما ابعاد وتداعيات الاتفاق الجديد خصوصا في ملف اليمن؟
على الرغم من رفع السعودية يافطة “ايران” كذريعة لحربها على اليمن في مارس من العام 2015، لم تتأثر العلاقات بين البلدين الا في العام 2016، وبسبب قيام محتجين غاضبين على اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر، باقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وهو ما عدته السعودية حينها اختراق ايراني للمواثيق الدولية..
حتى في ذروة الحرب السعودية على اليمن وحملتها على لبنان وسوريا وصولا إلى العراق بذات الذرائع، لم تتوقف الاتصالات والزيارات بين المسؤولين السعوديين والايرانيين وعندما كانت تتعثر السعودية في المفاوضات مع صنعاء تستدعي كبار المسؤولين الايرانيين في محاولة لتذويب الجليد في طريقها.
ومع أن الاتفاق الاخير الذي رعته الصين لا يحمل الجديد في سياق علاقات الطرفين، ناهيك عن محاولة الصين الاستعراض به كنفوذ جديد في المنطقة، يبقى السؤال حول تأثيرات الاتفاق في اليمن؟
المهم الأن هو توقيت الاتفاق الذي يتزامن مع تقارير عن ترتيبات سعودية لتوقيع اتفاق مع صنعاء يتوقع ان يتم في رمضان ، وهو ما يشير إلى ان السعودية التي البست حربها على اليمن العمامة الايرانية تحاول الخروج منها بـ”البشت” الفارسي، عبر اضفاء دور ايراني وعكسه على الاتفاق المرتقب باعتباره ناتج عن تقارب الرياض وطهران وليس مع اليمن الجديد.
ايا تكون الاهداف التي تنشدها السعودية من عودتها للحضن الايراني، قد لا يلعب الاتفاق الذي بدأت السعودية حملة عبر ناشطيها لتصويره كبداية لمرحلة جديدة في المنطقة تغيب فيه “ايران” دور بارز في اية اتفاقيات بين صنعاء والرياض، لكنه يبقى محاولة سعودية ذكية للخروج من المستنقع اليمني بحفظ ماء الوجه ولو بطبع الصورة الايرانية عليه.