الميدان اليمني – متابعة خاصة
قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أن إعلان الإمارات الأسبوع الماضي، عن تخفيض عدد قواتها المتواجدة في اليمن لفت الانتباه إلى تورط طرف فاعل غير مرئي في الصراع. إن السعودية هي المسؤول الأبرز عن هذه الحرب المدمرة، بشكل خاص، منذ أكثر من أربع سنوات.
أولا، كانت السعودية صاحبة مبادرة عملية “عاصفة الحزم”، وتترأس التحالف العربي الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ضد ميليشيات المتمردين الحوثيين التي تدعمها إيران. ثانيا، تسببت الغارات القاتلة التي نفذتها قواتها الجوية، في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين. وقد شجعت هذه الخروقات على ظهور حملات في الدول الغربية المختلفة مناهضة لشحنات الأسلحة الموجهة إلى الرياض.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت الأراضي السعودية مستهدفة بشكل متزايد من قبل صواريخ وطائرات مسيّرة قادمة من اليمن. وترتبط هذه الهجمات، التي تبنتها قوات الحوثي، ارتباطا واضحا بالأزمة بين الولايات المتحدة وإيران التي تثير تصاعد التوترات في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن متخصص الشؤون اليمنية في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فرانسوا فريسون روش، أن الإمارات ترغب في الترويج لـ”صورة إيجابية عن نفسها، ويمكن اعتبار هذا الإعلان بمثابة عملية اتصال”، مذكرا بأن الإمارات تتدخل براً بشكل أساسي، إذ تمسك بزمام السلطة.
وأضاف هذا المختص أن الإمارات “تدرب وتسلح الميليشيات الجنوبية المؤيدة للاستقلال التي تسيطر بواسطتها في الوقت الحالي على موانئ عدن، ومقر الحكومة اليمنية الشرعية، والمكلا على الساحل الجنوبي”.
وباعتبارها المكون الأساسي في التحالف العسكري إلى جانب المملكة العربية السعودية، أرسلت الإمارات آلاف الرجال، ودربت 90 ألف جندي يمني.
ومن جهتها، ما زالت القوى الإقليمية، سواء المعارضة صراحة للحكومة مثل إيران أو المتحالفة مع التحالف العربي، تلقى الدعم من الفصائل اليمنية شديدة الانقسام.
وأوردت الصحيفة أن جميع القوات المحلية والإقليمية والدولية المعنية لاحظت حدوث كارثة عسكرية وسياسية وإنسانية في اليمن.
ويتقاسم الجميع رغبة في معرفة مآل هذا النزاع، بمن فيهم الطرف الذي تتسبب في تفاقمها، وهو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وحسب فرانسوا فريسون روش: “أعتقد أن محمد بن سلمان يرغب في الخروج من هذا الصراع. ومع ذلك، فهو يريد حفظ ماء وجهه. فهو لا يستطيع تحمل قدرة المتمردين الحوثيين على الوقوف في وجه القوة الأولى في شبه الجزيرة العربية. وعلى الصعيد الداخلي، هل يمكن أن يحافظ على مصداقيته إذا أعطى الانطباع بخسارة صراع بدأه بنفسه؟”، بحسب تعبيره.