يأمل عشرات الملايين من مغاربة وعرب وأفارقة، أن تكتمل الفرحة بتأهل منتخب المغرب (أسود الأطلس)، إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه، وذلك عندما يلاقي فرنسا في تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
واحتفى العالم بإنجاز غير مسبوق في كأس العالم، بعد أن استطاع “أسود الأطلس” بلوغ نصف النهائي، لكن المدرب وليد الركراكي يرفض هذا الاحتفاء، ويؤكّد أن طموح فريقه يتجاوز المربع الذهبي، متمسكاً بحلمه في المنافسة -أيضاً- على اللقب.
ورغم أن المنتخب الفرنسي هو المرشح الأكبر للتأهل والحصول على اللقب، خاصة أنه الفريق الذي حصل على لقب الدورة الماضية، وقد وصل إلى هذا الدور نتيجة وأداء، إلا أن هناك 4 أسباب ترجح كفة فوز المغرب أو لنقل 4 نقاط قوة ترجح كفة فريق المغرب في هذه المباراة.
1- الجمهور
لا شك أن التشجيع الجماهيري يؤدي دوراً في نجاح المنتخب العربي، وهو يصب بشكل كبير في مصلحة أسود الأطلس، إذ أن البطولة في قطر، وسيكون الحضور الخليجي والعربي كبيراً جداً، وضعف الجمهور الفرنسي على الأقل، ليساند منتخب الأسود.
2- الضغط النفسي
سيقع المنتخب الفرنسي تحت ضغط نفسي أكبر بكثير من المنتخب المغربي، وذلك لأنه مطالب الحفاظ على اللقب، كما إن الخشية من خسارة أمام منتخب يصل لأول مرة إلى دور نصف النهائي ستكون لها حساباتها السلبية أيضا
بينما سيلعب المنتخب المغربي براحة نفسية أكبر، إذ إن ما حققه حتى الآن كان كافياً ليحوز على الاحترام والتقدير في المغرب وكل العالم العربي، فهور أول فريق عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي في كأس العالم في تاريخ المسابقة قبل 92 عاماً.
3- الفرصة التاريخية
سيضع المنتخب المغرب في حسبانه أن وصوله في هذه الدورة إلى الدور نصف النهائي هو إنجاز كبير قد لا يتكرر، لذلك سيكون هذا دافعاً كبيراً للاعبين والمدرب إلى بذل أقصى جهد لتجاوز الفرنسيين والتأهل للمباراة النهائية.
4- حارس استثنائي وفريق استثنائي
يملك منتخب المغرب حارساً استثنائياً، هو ياسين بونو، والذي لعب دوراً استثنائياً في تجاوز المغرب للإسبان بدور ثمن النهائي، عندما تصدى لركلتي ترجيح، كذلك ساهم بشكل كبير في تجاوز البرتغال بتصديات رائعة خلال المباراة التي انتهت بهدف وحيد للمغرب وأهلته لنصف نهائي.
وليس الحارس وحده هو الاستثنائي، فالمغرب يملك ثلاثياً دفاعياً قوياً جداً شكّل مع الحارس سدّاً منيعاً أمام كل من لعبوا معه، إذ لم يستطع أي فريق التسجيل في المغرب، من بلجيكا إلى البرتغال مروراً بالإسبان والكروات والبلجيك، والهدف الوحيد الذي تلقاه المغرب كان خطأ من الدفاع وبنيران صديقة أمام منتخب كندا في دور المجموعات.
كما يملك المغرب 3 أجنحة بمستوى عالٍ جداً في هذا البطولة وهم، حكيم زياش وأشرف حكيمي، وسفيان بوفال، كما يملك لاعبين على مستوى عال جداً في خط الوسط، وهما سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي.
ومن حسن حظ المنتخب المغربي أيضاً أن جميع الأسماء المذكورة ستكون حاضرة اليوم، ولن يغيب سوى الشخص الذي سجل خطأ في الفريق بمباراة كندا نايف أكرد، ووليد شديرة الذي طرد في مبارة البرتغال، وكان قد أضاع للمغرب فرصة هدفين أمام البرتغال ومثلهما أمام إسبانيا.
فرنسا: قوة ضاربة
ويبقى المنتخب الفرنسي قوة ضاربة ومرشحاً فوق العادة للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، ولكن يبدو لكل ما تقدم وغيره حرص مدرب الأسود وليد الركراكي على تحقيق المزيد في هذه النسخة الاستثنائية من المونديال، التي تجرى في الوطن العربي للمرة الأولى.
وقال الركراكي -في اللقاء الصحفي الذي يسبق المباراة- “ما تحقّق هو إنجاز رائع؛ لأن الفريق صنع التاريخ وأصبح واحداً من أفضل 4 منتخبات في العالم، وهو يمثّل القارة الأفريقية”.
وأضاف الركراكي بأنه لدى اللاعبين قناعة الآن بأنهم يرغبون في مواصلة الإنجاز والوصول إلى المباراة النهائية، بل المنافسة بقوة على اللقب، مشيراً إلى ضرورة تغيير العقليات التي تكتفي بالمشاركات المشرّفة فقط، وعدم التنافس بقوة على الألقاب”.
وأثبت المنتخب المغربي أنه يمتلك الشخصية القوية ورباطة الجأش للمضي قُدماً في البطولة، ليصبح قادراً على مقارعة عمالقة كرة القدم في العالم، فخلال رحلته في المونديال، حافظ على سجّله خالياً من الهزائم خلال مبارياته الخمس التي خاضها حتى الآن في المسابقة.
وحقّق منتخب المغرب 3 انتصارات على: بلجيكا وكندا والبرتغال، في حين تعادل دون أهداف مع كرواتيا بدور المجموعات، ثم أمام إسبانيا، وأحرز في تلك المسيرة المظفّرة 5 أهداف، في الوقت الذي سكن شباكه هدف وحيد، جاء عبر “النيران الصديقة”، بعدما سجّل لاعبه نايف أكرد هدفاً عكسياً خلال مواجهة كندا، ليصبح صاحب أقوى دفاع في المونديال حتى الآن.