الجزيرة العربية تغرق وفيضانات وسيول تاريخية تؤثر على الامارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان وايران وتوقعات ان تكون الايام القادمة اعظم.
تعرضت اجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية وايران لموجة امطار “قوية جداً ” خلال الاسبوع الماضي، والمشهد كان بشكل عام مشابه للمشاهد التي تنتج عن الكوارث الطبيعية التي تتسبب بها الاعاصير.
وقال المركز العربي للمناخ ان جميع من شاهدوا مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي اصيبوا بالذهول من مناظر الاحياء والشوارع اللي تعرضت للغرق، خصوصا انه ومن المعروف ان البنية التحتية لتصريف مياه الامطار في دول الخليج قوية وبمواصفات عالمية وتحديداً في الامارات، فما هي الاسباب التي ادت الى هطول هذه الكميات الضخمة من الامطار ؟
وتساءل المركز: لماذا عجزت السلطات عن التعامل مع الفيضانات والسيول، رغم التحذيرات المبكرة من اقتراب موجات امطار قوية متوقعة؟
وقال قسم مراقبة المحيطات والبحار في المركز العربي للمناخ انه بدأ منذ فترة بملاحظة حدوث تبريد في مياه بحر العرب وشمال المحيط الهندي، وصل التبريد في مياه بحر العرب الى اكثر من ناقص درجتين عن المعدل العام قبالة سواحل اليمن الجنوبية، وحوالي ناقص درجة مئوية واحدة في الخليج العربي قبالة سواحل عمان والامارات الشرقية.
واضاف المركز انها تشكلت مؤخرا مراكز ضغط جوي منخفض عميقة وحركية فوق شبه الجزيرة ” الهندية ” وامتدت الى الجنوب الايراني حتى وصلت الى شرق الجزيرة العربية، هذه الوضعية ساهمت بانتقال كتل ضخمة من الرطوبة المدارية والاستوائية صوب جزيرة العرب تزامناً مع تسرب رياح درجة حرارتها ابرد من معدلات المنطقة بشكل ملحوظ من سلاسل الجبال الشرقية الشاهقة في ايران وما حولها نتجت عن تبريد موضعي .
وتابع انه بفعل المنظومة الجوية سابقة الذكر ومرور الرياح المدارية فوق المسطحات المائية الباردة نسبياً، تشكلت حالة مركبة ما بين منخفض جوي في بحر العرب وحالات متعددة من عدم الاستقرار الجوي بفعل التصادمات ما بين الرياح الرطبة الدافئة والرياح الباردة نسبياً، مما كون عدة محاور تفاعل في طبقات الغلاف الجوي المختلفة .
وقال انه بفعل قوة السحب والغيوم الركامية المدارية العملاقة وتجددها باستمرار والتي نتجت عن منضومة الضغط الجوي نادرة الحدوث، عاشت دول الخليج العربي حالة موسمية ماطرة بغزارة وتاريخية.
واكد المركز بأنه استناداً الى الأثر التدميري الذي تركته العواصف المطرية وموجة الطقس العنيفة، فيمكن تصنيف ما حدث انه احد الكوارث الطبيعية .
واضاف: على سبيل المثال تأثرت دولة الإمارات بعاصفة مطرية قوية للغاية تسببت بسيول جارفة وارتفاع في منسوب المياه، ضربت هذه العاصفة مناطق واسعة من الاجزاء الشرقية للامارات ، مثل رأس الخيمة والشارقة والفجيرة، وسط استنفار حكومي لإيواء المتضررين وتوفير الخدمات ومساعدة المحتاجين، وهطلت كميات ضخمة من الامطار على المنطقة وسجلت ارقام قياسية جديدة، مثل الفجيرة اللي سجلت خلال 24 ساعة حوالي 240 ملم، وهذا الهطول يوازي كميات الهطول التي تسقط على مناطق خلال موسم مطري كامل، لذلك قنوات تصريف مياه الامطار اصبحت غير قادرة على استيعاب و تصريف هذا الكم الهائل من المياه وعجزت السلطات عن ايجاد الحل الفوري للتعامل مع هذا النوع السيول والفيضانات .
واوضح المركز تدني درجات الحرارة بشكل كبير وملحوظ ونادر في اجزاء واسعة من جنوب شرق الجزيرة العربية حتى انها وصلت لاقل من المعدلات العامة ب 15 درجة في بعض المناطق .
وتوقع المركز استمرار الحالات الجوية الماطرة بغزارة في اجزاء واسعة من الجزيرة العربية خلال الفترة المقبلة، نتيجة استمرار منظومة الضغط الجوي سابقة الذكر، داعيا الجهات المختصة للاستعداد لموجات الامطار المتوقعة خلال الفترة القادمة واخذ اقصى درجات الحيطة والحذر .
شاهد فيديو المهندس احمد العربيد عن احوال الطقس: