الميدان اليمني – خاص –
قال الباحث والمحلل السياسي اليمني عبدالستار الشميري إن الشلل هو أخف توصيف لحركة المجلس الرئاسي خلال تسعين يوما التي أوشكت على الانتهاء.
وأشار الشميري وهو مدير مركز جهود للدراسات في مقال نشر على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك :” إلى أن مجلس القيادة ذهب في هذه الفترة إلى أعمال بروتوكولية تشبه النزهة السياسية في جولة بدأت بالسعودية والإمارات وانتهت بالكويت والبحرين ومصر وقطر.
وأضاف :” لم تنضج حتى الآن نتائجها المرجوة وأهمية هذه الرحلة الطويلة والأيام ستخبرنا بكل شيء عن جدواها وهل كانت مهمة بكل هذا العدد من الزائرين أم أن وفدا حكوميا قليل العدد والكلفة كان أجدى؟!
مبينًا أن في هذه القضية تتباين وجهات النظر حول طريقة وتفاصيل ومستوى هذه الزيارات.
وأعتبر الباحث الشميري أن حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة عدن وغيرها من المحافظات نتاج طبيعي لحالة عدم الرضا عن أداء مجلس القيادة وحكومته خلال فترته التجريبية التي توشك على الانقضاء.
وأكد أن مجلس القيادة الرئاسي لم يقدم عملا نوعيا خدميا أو سياسيا وفشل في انتزاع مكاسب من الهدنتين بينما راكم الحوثيون مكاسب لا حصر لها.
ومضى قائلًا :” من المبكر القول إن الرئاسي هو النسخة الثانية من حكم هادي – محسن، ربما كانت مطالبات رئيس المجلس بمزيد من الوقت هي الرسالة الوحيدة التي يمكن التعامل معها والانتظار، حتى قرارات المجلس بخصوص لجنة عدن واللجنة العسكرية تبدو قرارات على ورق لم تجد طريقا لها إلى واقع عملي أو مرئيات تقود إلى التفاؤل.
وزاد بالقول :” استمرار الحال على ما هو عليه لا أفق له غير تفكّك الشرعية وتفشي الفساد ورواتب الموظفين لا تزال بالدولار ومعظمهم في الخارج وهي الرسالة الأهم التي لم ينجزها الرئاسي بتوحيد صرف الاستحقاقات لكل الموظفين بالريال، في تعارض تام مع الدستور اليمني الذي يقضي أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات.
واورد بالاضافة إلى ذلك :” على طاولة المجلس مهام وأولويات لم يشرع بها حتى اليوم، أهمها الملف الاقتصادي وتخفيف جائحة الفساد والهدر المالي في موارد النفط وملف الكهرباء يأتي في طليعة ما ينتظره الجميع من المجلس.
وأردف :” هذا الإخفاق مع انسداد تام في ملف الحوار والسلام والمعابر يجعل التفكير في الخيارات العسكرية أمرا حتميا تقتضيه الضرورة.
ولفت إلى أن الحديث عن رخاوة القيادة في تشكيلتها الجديدة بالمجلس الرئاسي وحكومة المناصفة يستدعي جردا لأهم إنجازاتها التي هي مفقودة، ويستدعي أيضا الحديث عن الفرز في المشهد السياسي واستحضار القوى التي مثّلت مكوّنات هذا الفرز وقاعدته.
واستطرد قائلًا :”من المهمّ التنصيص على أنّ هذين البعدين، أي الفرز وقاعدته، عرفا أطوارًا، مثلما عرفت القوى الفاعلة في المشهد تحولات في المواقع والمواقف في سياق سياسي متحوّل والقضية الجنوبية في طليعة الملفات المفتوحة المؤجلة إلى حين إنجاز التحرير أو السلام وكلاهما يبدو بعيد المنال.
وخلص كاتب المقال إلى أن هناك تجميد لكل شيء حتى الآن وتسكين وتبريد المشهد من خلال هدن، وشارع غاضب جائع يقتله الحر وموجات الفقر ونخبة متهمة بالفساد، ومتخمة به.
منوها أن أمام المجلس مهمات صعبة وتسعين يوما أخرى ليثبت أنه الفرصة الأخيرة وليس نسخة مكررة من زمن هادي – محسن، وإلى ذلك الحين وانقضاء الثلاثة الأشهر القادمة سننتظر كي يتبين الخيط الأبيض من الأسود..وإن غدا لناظره قريب.