الميدان اليمني – متابعة خاصة
تداولت وسائل إعلام محلية وناشطون صورة هي الأولى للرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض، تُظهر حقيقة وضعه بعد تنحيه ونائبه الفريق علي محسن صالح الأحمر، بضغوط سعودية إماراتية، لنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي برئاسة أحد رموز النظام السابق وعضوية قادة التشكيلات العسكرية المتمردة على الشرعية والموالية للإمارات والسعودية.
وأظهرت الصورة التي تداولها نشطاء على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، الرئيس هادي يرتدي ثوبا ويجلس في صالون بجواره هاتف مفصولة تمديداته. ما أكد المعلومات التي سربتها مصادر حكومية عن منع السلطات السعودية التواصل مع الرئيس هادي، وتجميد امواله، وإخضاعه واسرته للإقامة الاجبارية، ضمن ما سمي “اجراءات احترازية”.
وأثارت الصورة التي تباينت المعلومات عن جهة تسريبها، بين من قال إن “المخابرات السعودية سربت الصورة لنفي انباء وفاة الرئيس هادي وانباء تعرضه لجلطة ونقله للمستشفى وكذا معلومات تقييد حريته”، ومن رجحوا أن من سربها أحد ثلاثة مسؤولين حكوميين سمحت السلطات السعودية لهم بزيارة الرئيس هادي، الاحد، دون الكشف عن اسماء المسؤولين الثلاثة.
وتزامن تسريب الصورة، التي اعتبرت صادمة لجميع اليمنيين، مع حملة أطلقها نشطاء يمنيون على مختلف منصات التواصل الاجتماعي حملت هشتاق #اين_هادي، أدانت احتجاز السعودية للرئيس هادي، بعد تسريب مصادر حكومية معلومات عن اجبار حرس الديوان الملكي السعودي الرئيس هادي ونائبه على التنحي واصدار اعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس رئاسي.
وأفصح مسؤولان حكوميان، أحدهما مستشار والاخر دبلوماسي، رسميا، عن تفاصيل ما حدث منتصف ليل الخميس وقاد لإعلان الرئيس هادي اعفاء نائبه الفريق علي محسن صالح وتنحيه، بدلا عن تعيين نائبين له كما طرحت مشاورات الرياض، وإصداره قرار نقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وتفويضه صلاحياته كاملة، ضم قيادات فصائل التشكيلات العسكرية الموالية لأبو ظبي والرياض.
ووفقا للسكرتير الصحفي للرئاسة اليمنية سابقا ومستشار وزير الإعلام، فإنه “تم استدعاء كل القيادات السياسية للديوان الملكي، وتم عزلهم عن بعض من الساعة السابعة إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل دون معرفة أي تفاصيل عما حدث ويحدث تم استدعاء الرئيس هادي إلى الديوان على غير العادة حيث يذهب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مقر إقامة هادي”.
مضيفا في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر” السبت: “وصل الرئيس هادي إلى الديوان الملكي مع أولاده والحارس الشخصي وبعض الموظفين. ثم تم عزل الرئيس عن كل المساعدين، مع منع كل وسائل الاتصال عن جميع من وصولوا إلى القصر وهو ما يدل على حدوث شي كبير، هام، مفصلي وخطير”. وكشف عن تفاصيل مثيرة لما دار بين الرئيس وولي العهد السعودي.
وتابع المستشار الرحبي، قائلا: إن الخيار الأول كان هو أن يستمر الرئيس عبدربه رئيسًا للمجلس، لكن بدون صلاحيات. لكن الرئيس هادي رفض، وفضل أن يخرج من المشهد إذا كانت تلك هي رغبة السعودية ورغبة جميع الأطراف السياسية كما قيل له من السعوديين. ثم طلب من الرئيس قراءة كل القرارات، فرفض الرئيس هادي قراءة القرارات وتم الاتفاق أن يعلن القرار فقط”.
مردفا: “ثم استدعي وزير الإعلام (والثقافة والسياحة) معمر الأرياني لقراءة القرارات. رفض في البداية، وطلب لقاء الرئيس. وفعلًا، قابل الرئيس، وبدوره أعطاه الإذن بقراءة تلك القرارات وهو ما حدث وتم بث تلك القرارات عبر القناة الرسمية “. ولفت إلى أنه “تم إعلان قرار إقالة النائب علي محسن والإعلان عن بيان رئاسي في ظل عدم معرفة أي طرف سياسي” في الديوان الملكي.
في هذا، أكد السكرتير الصحفي السابق في رئاسة الجمهورية ومستشار وزارة الاعلام، مختار الرحبي، إدارة المخابرات السعودية الحيلة وممارستها على كل من الرئيس هادي والمكونات السياسية المشاركة في المشاورات، دون معرفة الاخر، قائلا: إن “كل من كان في الديوان الملكي لا يعرفون أي شيء، ولم يسمح لهم بالخروج من الغرف التي كانوا متواجدين فيها الا بعد إنهاء كل شي”.
مضيفا:” بعد أن وقع الرئيس على القرارات تم وضع كل القيادات السياسية أمام أمر واقع وهو إن الرئيس وقع على القرارات وليس أمامكم إلا الموافقة وإصدار بيانات الدعم والاشادة ولم تتح لهم أي فرصة للنقاش أو الرفض “، مؤكداً بأن جميع من كانوا في الديوان الملكي، بمن فيهم أعضاء ورئيس المجلس الرئاسي. أجروا لقاء سريع مع الرئيس هادي وهو ما عرض في وسائل الإعلام”.
وتابع: “ثم عاد الرئيس هادي إلى مقر إقامته. لكن أولاد الرئيس، ومنهم ناصر وبعض المقربين، ظلوا إلى اليوم الثاني في الديوان دون معرفة بما حصل”. متحدثا عن ان مشاورات الرياض كانت مسرحية نظمتها السعودية لتكون غطاء لهذه الخطوة الانقلابية على الشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الاحمر، واسقاطها ايذانا لإعلان انهاء تحالف دعمها.
مردفا: إن “مشاورات الرياض كانت مجرد غطاء فقط لهذه القرارات التي اتخذتها السعودية بعيدًا عن كل الأطراف، بمن فيهم رئيس الجمهورية ونائبه وكل الأطراف السياسية. وهذا يدل على أن السعودية تريد التخلص من الشرعية والبدء بمشاورات مع جماعة الحوثي وإنهاء الحرب“. واختتم بالإشارة إلى غموض مصير الرئيس هادي ومكان تواجده الان وكيف سيكون التعامل معه لاحقا.
وأكد السكرتير الصحفي السابق في رئاسة الجمهورية ومستشار وزارة الاعلام، مختار الرحبي، ما أعلنه دبلوماسي يمني، في وقت سابق، بشأن غموض مصير الرئيس هادي، بقوله: “حتى الآن لا يعرف مصير الرئيس هادي ولا عائلته، ولا أحد يعرف كيف سيتم التعامل معه؟ وأين هو الآن؟ حيث لم يتم التواصل معه من لحظة خروجه من الديوان الملكي وحتى هذه اللحظة”. حد قوله.
الى ذلك، كشف المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، سابقا، ورئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات “هنا عدن” الناشط السياسي والاعلامي المعروف، انيس منصور، عن معلومات صادمة بشأن تفاصيل الساعات الاخيرة للانقلاب الابيض على الشرعية، الذي قاده ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان على الرئيس هادي قبل إعلانه قرار تنحيه.
وأكد أنيس منصور في تصريح مصور بثه على حسابه الرسمي بمنصة “تويتر” ليل السبت: إن “الرئيس هادي تعرض لعملية انقلاب عسكرية متكاملة الأركان قادها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان”. وتحدث عن احتجاز الرئيس قائلا: “حسب ما وصلني بأن أولاد الرئيس عبدربه منصور هادي وهم جلال عبدربه منصور وناصر عبدربه منصور لا أحد يعلم أين هم؟!”.
مضيفا: ” ليلة أمس منذ منتصف الليل منع لقاء أولاد الرئيس بوالدهم في الجناح الذي يقيم فيه وطلعت الحراسات والآن أولاد الرئيس لا أحد يعرف أين هم ومخفيين طبعا، وحسب ما وصلنا بأن هناك من أخذهم من داخل القصر إلى مكان مجهول ناصر عبدربه وجلال عبدربه وهؤلاء أولاد الرئيس إلى الآن مصيرهم مجهول ولا يمكن التواصل معهم ولا معرفة مصيرهم ولا أين مكانهم”.
وتابع: هذا ما قامت به السلطات السعودية أو بعد دخول محمد بن سلمان وكان الرئيس نوعا ما متعنت وعنيف ورافض بعض الإجراءات لكن تحت الضغط والإكراه وقع ما وقع”. مردفا: “البعض يجلد الرئيس يعتقد أن الرئيس انقلب على نفسه ولكن الموضوع كان مبيت بليل وإنا لله وإنا إليه راجعون تعازينا للوطن وللشعب ونسأل الله أن يخلص البلد من آل سعود ومكرهم وخداعهم وآل نهيان”.
جاء التصريح المصور للمستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، سابقا، ورئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات “هنا عدن” الناشط السياسي والاعلامي، انيس منصور، تأكيدا لكشفه الجمعة في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر” عن احتجاز واخضاع الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وأولاده للإقامة الاجبارية، وقطع الاتصال بهم في مقر اقامتهم بالرياض.
وقال منصور الجمعة: “ما يزال الجناح الذي يقيم فيه الرئيس عبدربه منصور هادي مع زوجته محاط بقوة من الأمن السعودي”. وأردف في تغريدة ثانية على حسابه بموقع “تويتر”: “وتم فصل الرئيس عن جميع اولاده واحفاده الذين أطلق سراحهم مساء اليوم ومصادرة كل هواتفهم الشخصية واغلاق الاتصالات والانترنت من القصر ومنع الزيارات او الخروج من القصر #المتغطي_بالسعوديه_عريان”.
مضيفا: إن “المختطفين من حاشية الرئيس هادي من السلطات السعودية: جلال وناصر عبدربه منصور، وعبدربه وصدام وسند ناصر منصور، واخرين من احفاد الرئيس وطاقم المراسيم والاعلام الخاص بالرئيس”. قبل أن يعلن أن “السلطات السعودية تطلق سراح اولاد واحفاد ألرئيس عبدربه منصور ومدير المراسيم بناء على ضغوطات للدبلوماسية البريطانية، لكنهم حتى الان لم يتمكنوا من لقاء الرئيس”.
ومن جانبها، فجرت الناشطة الحقوقية والسياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، مفاجأة صادمة بكشفها خفايا كواليس صدور قرار تنحي الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح عن السلطة بضغط سعودي اماراتي، ونقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي يضم قيادات النظام السابق للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المحلية المتمردة على الشرعية اليمنية والموالية للرياض وابوظبي.
جاء ذلك في تدوينة على حائطها بموقع “فيس بوك” الجمعة، قالت فيها: “المهم إذا قال لكم أي أحد من المتشاورين الذين ساقتهم السعودية إلى الرياض إنه تم مشاورته حول أي شيء مما حدث من اقالة لهادي وتعيين بديل عنه فلا تصدقوه، لأن الذي حدث بالضبط.. أنهم حبسوا كل واحد من المتشاورين في غرفة عدة ساعات، ثم أتوا وطلبوا منه التوقيع على بيان هادي، الذي هو الآخر كان محبوس في غرفة”.
مضيفة: “ويعلم الله أيش حصل له، ملطام او تهديد وعين حمراء او اغراء مادي بالفلوس، يعلم الله!!”. متوقعة المصير نفسه للقيادي المؤتمري نائب رئيس الوزراء لشؤون الامن والدفاع وزير الداخلية سابقا، المشير الدكتور رشاد محمد العليمي بقولها: “على الصعيد الشخصي بيني وبين رشاد العليمي احترام متبادل وليس لدي مشكلة معه.. والذي هو الآخر يعلم الله متى سيخلعه السعوديون؟!!”.
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون على حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية، ويُعين أحد رموز النظام السابق رئيسا للمجلس وقادة الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي اعضاء فيه.
وفجر الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، أعلن عبد ربه منصور هادي نقل جميع صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي مكون من 8 أعضاء، وأعفى نائبه اللواء علي محسن الأحمر من منصبه، وذلك تزامناً مع دعم سعودي بـ3 مليارات دولار، تتقاسم مليارَين منها مع الإمارات.
ويتولى مجلس القيادة الرئاسي الجديد باليمن “إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية”، ليطوي بذلك فترة حكم “هادي”، الذي يعد الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، منذ فبراير 2012.
ويتكون المجلس من رشاد محمد العليمي رئيساً، وعضوية 7 أعضاء هم: سلطان العرادة، وطارق صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي، وفرج البحسني.