جندي يدقق في الوثائق
في مدينة يمنية جميلة يقف جندي يدقق في الوثائق في وسط الطريق خلف برميل فارغ من النفط مليئ بالغباء والفوضى .
وبالقرب من ذلك البرميل تحدث أكبر مأساة على وجه الأرض لرجال الأعمال والتجار من قبل النقاط الأمنية المختلفة التي يقودها ثلة من الميلشيات المختلفة.
هكذا وصف الصحفي العدني فتحي بن لزرق حال عدن وما يجري فيها.
جاء ذلك في منشور له على صفحته بالفيسبوك ورصده “الميدان اليمني” .
واليكم نص المنشور:
#لصوص_وثوار
فتحي بن لزرق
في عدن تحدث اكبر مأساة على وجه الأرض لرجال الأعمال والتجار من قبل النقاط الأمنية المختلفة التي يقودها ثلة من الميلشيات المختلفة.
يكفي في عدن ان تقف على حاجز تفتيش وتشهر سلاحك في وجه كل بضاعة داخلة وخارجة المدينة .
يكفي مثلا لكي تنهب البضاعة وتقوم ببيعها في السوق السوداء ان تخبر صاحبها انك تشك انها بضاعة يمكن ان يستفيد منها الحوثي..
هكذا بكل بساطة يمكن لك ان تنهب بضاعة بمئات الملايين من الريالات ..
هو زمن الميليشيات واللصوص واخس القوم حينما باتوا على حين غفلة يتحكمون بمصير عباد الله.
بدأت المعاناة مع التجار من محافظات شمالية من عمليات ابتزاز ونهب ومن سيتحدث سيتم سجنه .
ومؤخرا طال النهب كل التجار شماليين وجنوبيين والتهمة جاهزة بضاعة يمكن ان تكون تابعة للحوثي..
اتهام واسع وفضفاض وشائك..
وتحت هذه اليافطة يتم نهب التجار كل يوم والخسائر بالملايين.
مؤخرا تم ايقاف قاطرة في طريقها الى صنعاء وتم نفل حمولتها كلها بحجة ان الواح الطاقة الشمسية غير مطابقة لما ورد في البيان الجمركي رغم ان البضاعة خرجت من الميناء بصورة قانونية وتم نهب البضاعة..
وقبل أيام تم ايقاف تاجر حضرمي كان يحمل بضاعة قادمة من دبي لشركة مصافي عدن وتم سجن السائق ومصادرة السيارة وكل البضاعة رغم ان اوراقه سليمة..
حدث هذا في نقطة دوفس..
وتحدث اشياء كثيرة من هذا القبيل في نقاط امنية مختلفة ..
الابتزاز للتجار ونهبهم صار مسلسل يتواصل كل يوم ..
كانت البداية بالتجار الشماليين واليوم بات النهب يطال الجميع..
يحكي لي تاجر انه تعرض للإيقاف بحاجز تفتيش حيث تعرض للمسألة لاكثر من 20 دقيقة عن بضاعته ليكتشف لاحقا ان الجندي الذي دقق في الاوراق ووجه العديد من الاسئلة لا يقرأ ولا يكتب ..!
أي والله ..
هذا المساء هددت شركة النقل الدولية في عدن (dhl) بتعليق عملها في عدن واغلاق مكتبها.
صرخ مديرها قائلا :” من اين جاء هؤلاء وكيف يفكرون؟
بضاعته قدمت من دبي مرت بعمان ومنفذ شحن وحضرموت وشبوة وابين ولم تتوقف لاي ايقاف الا على مشارف “عدن”.
كيف يمكن لعدن ان تنهض وفيها نقاط تتسابق على هيانة المستثمرين والتجار ورجال الاعمال.؟
كيف يمكن لمدينة ما ان تلتقط انفاسها وكل بضاعة عٌرضة للنهب..
هذه ليست عدن ..
وهؤلاء لم ولن يكونوا دولة ..
هذه ميليشيات ..
من اين اتى هذا الجراد ؟
هيانة مسافرين وحدث مالا يقبله انسان حر وعزيز لكن ان يصل الامر الى نهب حقوق الناس فهذا الامر الذي يجب الا يقبله عاقل في هذه البلاد..
هل من دولة تحمي حقوق الناس في عدن؟…
فتحي بن لزرق
27 يونيو 2019
تابعنا على فيسبوك
للانتقال الى الاخبار الدولية اضغط هنا