أصدرت الرباعية الدولية ( الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والسعودية والامارات) بيانا صادر عن اجتماع سفراء الرباعية المتعمدين لدى اليمن، عبّروا فيه عن قلقهم بشأن الوضع الإنساني والاقتصادي الخطير الذي يواجهه الشعب اليمني، مشددين على العلاقة الوطيدة لهذا الوضع بالتصعيد العسكري المستمر، ورفض اطراف الصراع ايقاف الحرب، حسب تعبير البيان.
وهو ما اعتبره مراقبون ردا من الرباعية الدولية على ما ورد في احاطة المبعوث الاممي الاخيرة الى مجلس الامن الدولي، والتي قدمها قبل يومين وطلب فيها خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن، في اتهام صريح للرباعية للدولية بالتصعيد الاقتصادي في اليمن وضلوعها في انهيار العملة وتدهور الوضع المعيشي في اليمن.
كما اعتبر مراقبون ما قامت به الرباعية الدولية محاولة للتنصل من مسؤوليتها وذر للرماد في العيون، حيث حاولت اتهام الشرعية بالفساد والحوثي بالتصعيد العسكري معتبرة لهما سبب الانهيار الاقتصادي المريع.. وذلك امر واضح في محاولة التهرب من المسؤولية بحسب مراقبين.
واكد المراقبون ان هذا الاجتماع والبيان الصادر لن يعفيهم عن المسؤولية امام الشعب اليمن الذي يعي ويفهم انهم المتسببون في الوضع الاقتصادي المزري بالبلاد جراء تحكمهم في كل صغيرة وكبيرة واستخدامهم الجانب الاقتصادي كورقة في حرب اليمن
وكان المبعوث الاممي الى اليمن دعى الى خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن، في اشارة منه الى الرباعية الدولية المتحكمة بالشأن اليمني (الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والسعودية والامارات).
وقدم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غرندبرغ الى مجلس الأمم مقترحا يفضي الى ايقاف حرب اليمن اثناء احاطته الثلاثاء الماضي.
وكشف هانس لمجلس الأمن عن صدمته خلال زيارته الأخيرة الى اليمن حيث قال بأنه سمع “تعبيرات قوية عن اليأس والإحباط في عدن وتعز وفي كل مكان قابلت فيه يمنيين ويمنيات.
وقال هانس إن الحل العسكري لن يجدي في اليمن مشيرا الى أهمية العودة الى دعم تسوية سياسية تنهي الحرب بشكل نهائي.
وأضاف هانس في إحاطته التي قدمها اليوم الى مجلس الأمن بأن الخيارات العسكرية لن تؤدي لنتائج مستدامة ، داعياً الى ضبط النفس وخفض التصعيد والعودة الى الحوار.
مضيفاً : هناك حاجة عاجلة إلى خفض التصعيد الاقتصادي، وإلى إصلاحات أوسع لتحسين سبل العيش وخفض تكلفة السلع وحماية العملة”.
وتابع قائلاً : بناء على المناقشات مع اليمنيين وغيرهم خلال الثلاثة شهور الماضية، أنا مقتنع بالحاجة إلى منهج شامل ، يجب معالجة الاحتياجات والأولويات الفورية في سياق عملية تتجه نحو تسوية سياسية شاملة.
مؤكداً بان الحل في اليمن “لن يكون مستدامًا إذا لم يمثل مصالح اليمنيين على تنوعهم، سواء من المشاركين في القتال أو من غير المشاركين” ، وأضاف :” يجب أن نعمل من أجل سلام عادل ومستدام، وليس من أجل مجرد غياب الحرب”.
ونوه الى أن المشاورات السياسية يجب ان تدعم حلول قريبة المدى ، وأن تبني التوافق حول عناصر تسوية سياسية تنهي الحرب بشكل مستدام وتؤسس ترتيبات حكم جامعة وتضمن حقوق اليمنيين.
ولفت هانس الى إن الدعم الدولي والإقليمي المنظم والمنسق حيوي بالنسبة لتلك المشاورات ، قائلاً بأن على الفاعلين الخارجيين مسؤولية لدعم اليمنيين خلال نقاشهم لبناء التوافق حول حلول سلمية ، مخاطباً مجلس الأمن بالقول : سيكون الدعم من المجلس ضروريًا للوصول الى حل نهائي ينهي الحرب الى الأبد.”
وشهدت المدن اليمنية ثورة جياع عارمة منذ مطلع ٢٠٢١م حتى اللحظة بسبب انهيار العملة المحلية وتدهور الوضع المعيشي الصعب في البلاد، نتيجة حرب التحالف المستمرة في اليمن منذ سبعة أعوام بقيادة السعودية والحصار على تثدير ثروات البلاد وتحكم دول التحالف في قرار الحكومة الشرعية بشكل كلي يؤثر على ادائها واستقلالها.