الميدان اليمني – متابعة خاصة
كشف خبير عسكري سعودي، بأن هناك دول لا تريد إيقاف الحرب في اليمن ولها مصالحها سواء في بيع السلاح أو عمليات السيطرة الجيوسياسية في المنطقة، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الدول التي تود توريط أمريكا نتيجة تضررها من أسعار النفط.
وقال الخبير العسكري الاستراتيجي السعودي، العميد علي التواتي، أنه يمكن عن طريق الدول المتضررة من إرتفاع النفط مثل الصين والهند واليابان، إضافة إلى إيران أن تزود “الحوثيين” بالتقنيات الحديثة من الطائرات المسيرة وتسليحها، هذا بجانب دول عربية لديها الاستعداد لمساندة الحوثيين، لأن الأنظار كلها تتجه نحو الخليج.
وتابع التواتي، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية اليوم الأحد، إن الوضع في اليمن يتشابه بعض الشىء مع ماحدث في سوريا، حيث تم تسليح المعارضين من جانب بعض الدول، الأمر الذي أطال أمد الأزمة.
وحول الاستراتيجية التي يجب على المملكة اتباعها لمواجهة تلك التطورات قال الخبير الاستراتيجي، أنا لا أتكلم باسم الحكومة السعودية، منذ أن قبل التحالف بالحلول الجزئية في المسألة اليمنية، بدأ يحدث نوع من الانقسام في حكومة الشرعية، حيث بدأ ظهور فصائل سياسية في الجنوب مثل المجلس الانتقالي وفصائل الحراك المتعددة، كما بدأ التفكك أيضا داخل الشرعية الشمالية.
وأشار التواتي إلى أن أي أزمة تطول هى مرشحة للتشعب وأن يكثر أطرافها المحليين قبل الدوليين، وأرى أن الوصول إلى حل شامل بمساندة الأمم المتحدة ولو بالقوة، هو المخرج لتلك الأزمة، كما يجب ترك فرصة لليمنيين للتفاهم فيما بينهم.
وأكد التواتي، أن الطبيعة الجغرافية في شمال اليمن لا تسمح بحلول عسكرية، كما أن الحاضنة الشعبية للحوثي كبيرة وأكثر من المساندة للشرعية، طالما أن الغالبية من الشماليين مساندين للحوثيين من الصعب أن تفرض الشرعية نفسها بالقوة، لذا يجب أن يكون هناك حل سياسي ليس لليمن فقط، بل ولدول الجوار أيضا.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن الكثير من الأطراف الدولية لها مصلحة في استمرار الحرب، منها الدول التي لا تكسب مواقع جيوسياسية في الجزيرة العربية، يهمها استمرار الحرب حتى تجد لها موضع قدم، كما أن الدول التي تتراكم اساطيلها في جيبوتي الآن لها مصلحة في استمرار الحرب، لأن عيونها على مضيق هرمز وباب المندب والموانىء اليمنية، وهذا ما يقوم به “جريفيث” من تمركز بريطاني في الجنوب.
وقال التواتي، إن الدول الأخرى التي لا يهمها أن تتمركز بريطانيا أو غيرها في الجنوب وعلى تلك المنافذ الهامة، يعنيها أيضا استمرار الحرب حتى تجد موطىء قدم أو تتوصل إلى اتفاق بالتواجد في اليمن.
وتتواصل على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة الحوثي من جهة وبين الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة الحوثي في يناير/ كانون الثاني من العام 2015.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75% من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم المقبلة.