الميدان اليمني عينك الثالثة على وقائع الميدان ومستجداته
الميدان اليمني – خاص
أفادت وسائل إعلام سعودية بأن أحد أمراء الأسرة الحاكمة في المملكة “آل سعود” وقائد بارز في الجيش السعودي، بدأ انقلابا عسكريا على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أن تمكن من الفرار من سجنه بالعاصمة الرياض.
وقالت أن الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود، المقال من قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بدأ انقلابا عسكريا وأمنيا كبيرا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسب ما نشر موقع “اسرار السعودية” على قناته بمحرك “يوتيوب”.
وكشف أن الأمير فهد بن تركي، استطاع الفرار من سجنه بالعاصمة السعودية الرياض، بعدما أصدرت محكمة سعودية عسكرية، حكم بإعدامه بتهمة الخيانة الكبرى والتآمر على الملك، هو الأول في تاريخ السعودية، بحق أحد أمراء الأسرة الحاكمة.
موضحا أن “الأمير فهد بن تركي، أطلق هجوماً حاداُ في أول تصريح له عقب فراره من السجن، قال فيه: إن محمد بن سلمان لا يستحق ولاية العهد وقيادة وزارة الدفاع، وورط المملكة في أزمات عدة، تسببت في تراجعها على مختلف المستويات، بينها حرب اليمن”.
وذكر الموقع إن الأمير فهد بن تركي، أكد أن محمد بن سلمان خطر على المملكة، ويتّبع اهواءه ويفتقد لمؤهلات الحكم. وأعلن عن تشكيل تكتل عسكري وأمني واسع، لوقف تهوره وانتهاكاته لحقوق الإنسان في المملكة، وجرائمه بحق أفراد الأسرة الحاكمة والمعارضين لحماقاته”.
وكان فهد بن تركي يتولى قائد القوات المشتركة في وزارة الدفاع للفترة الممتدة من 27 فبراير/ شباط 2018 حتى أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بإحالته للتقاعد مع إحالته للتحقيق في 1 سبتمبر/ أيلول 2020.
وشغل الأمير فهد بن تركي مناصب عدة في وزارة الدفاع هي (قائد القوات البرية، وقائد العمليات الخاصة المشتركة، ونائب قائد القوات البرية، وقائد وحدات، ومساعد قائد، وركن عمليات، وقائد كتيبة، وقائد قوة، وقائد جناح، وضابط معلم، وضابط عمليات، وقائد سرية، ومساعد قائد سرية، وقائد فصيل، وضابط وحدة متابعة”.
والأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود ينتمي إلى الجيل الثالث في العائلة المالكة السعودية، وهو ابن الأمير تركي الثاني بن عبد العزيز، ووالدته هي الأميرة نورة بنت عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود.
وهو متزوج من ابنة الملك السعودي الراحل عبد الله، الأميرة عبير بنت عبد الله بن عبد العزيز، وله منها ابن وحيد هو الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي، الذي أبعد عن منصبه وأحيل للتحقيق مع والده، وله إلى جانب ذلك ثلاث من البنات.
وتقول تقارير أن الأميرة عبير ابنة الملك الراحل عبد الله، كانت في المنفى باسكتلندا قبل اعتقال زوجها الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز وابنها العام الماضي، وتوصف بأنها تسيطر على مليارات الدولارات في شكل ممتلكات متنوعة حول العالم.
وحاز الضابط السعودي على درجة الماجستير من جامعة الولايات المتحدة الأمريكية الدولية في عام 1983، قبل أن يلتحق بالحياة العسكرية.
وكانت بداية التحاقه بالخدمة العسكرية في ذات العام، وتم منحه شهادة الدبلوم من مدرسة المشاة للجيش الأمريكي في قاعدة “فورت بيننج” في جورجيا.
وحصل على شهادة الدبلوم بنجاح في الدورة التأسيسية لضباط المشاة من ذات القاعدة في سبتمبر/ أيلول من العام 1984.
تدرج الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز في المناصب العسكرية حتى أصبح نائبا لقائد القوات البرية وقائدا لوحدات المظليين والقوات الخاصة.
وفي 2015 أصبح الأمير فهد مشرفا على العمليات العسكرية في اليمن، عقب إعلان تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
وبعد ذلك تولى الفريق ركن فهد بن تركي قيادة العمليات الخاصة المشتركة في عملية “عاصفة الحزم وإعادة الأمل”.
ونال فهد بن تركي، عدة أوسمة وأنواط وميداليات أبرزها (نوط الأمم المتحدة – مشاركة الصومال، ونوط جوقة الشرف من فرنسا، وميدالية تحرير الكويت من الكويت، ونوط الإتقان، ونوط المعلم، وميدالية تحرير الكويت من السعودية، ووسام الملك فيصل، ووسام الملك فهد من الدرجة الثالثة.
يشار إلى أن قيادة القوات المشتركة بوزارة الدفاع السعودية مسؤولة عن “تعزيز الكفاءة القتالية والجاهزية للقوات وقيادة العمليات القتالية بناء على التهديدات الناشئة والبيئة الأمنية على المستوى الإقليمي”، وتعمل “ضمن تحالفات إقليمية ودولية لضمان أمن المملكة”، وفقا لموقع وزارة الدفاع.
وكان هذا الفرع يعرف باسم “قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات” عندما تم تفعيله في الرياض خلال حرب الخليج الثانية عام 1990.
وبحكم منصبه قائدا للقوات المشتركة منذ فبراير/شباط 2018 أشرف الأمير الفريق الركن فهد بن تركي على معظم عمليات القوات السعودية داخل اليمن، وتابع تمويل وتسليح القوات الحكومية اليمنية والتنسيق معها عسكريا.
وكان مرسوم ملكي صدر في سبتمبر من العام الماضي بإحالة الأمير فهد بن تركي للتقاعد والتحقيق معه، بناء على ما أحيل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -الذي يتولى كذلك منصبي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع -إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “بشأن ما تم رصده من تعاملات مالية مشبوهة في وزارة الدفاع وطلب التحقيق فيها، وما رفعته الهيئة عن وجود فساد مالي في الوزارة”.
وينص الأمر الملكي على إنهاء خدمة الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة بإحالته إلى التقاعد مع إحالته للتحقيق، وكذلك إعفاء نجله الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي نائب أمير منطقة الجوف من منصبه وإحالته للتحقيق.
وتضمن القرار أيضا إحالة 4 شخصيات أخرى للتحقيق، واستكمال الإجراءات “مع كل من له علاقة بذلك من العسكريين والمدنيين، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة بحقهم”.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أطلق خلال السنوات الأخيرة حملة ضد ما وصف بالفساد في الحكومة.
ففي عام 2017 احتُجز عشرات من شخصيات العائلة المالكة، والوزراء، ورجال الأعمال، في فندق ريتز-كارلتون في الرياض ثم أفرج عن معظمهم بعد تسوية مع الحكومة.
وفي أوائل العام الماضي، أفادت صحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأمريكيتان باعتقال ثلاثة أمراء بارزين وتردد حينها أن الاحتجاز جاء نتيجة محاولة انقلاب على الملك سلمان وولي عهده.
وفي مارس/آذار الماضي، اعتقلت السلطات نحو 300 مسؤول حكومي، بينهم ضباط في الجيش والأمن، بتهم تتعلق بالرشوة واستغلال المناصب العامة.
غير أن منتقدين يرون أن استخدام “شعار محاربة الفساد” وإن كانت السعودية بحاجة إليه فهو بمثابة “سلاح” في يد ولي العهد لإحكام سيطرته على السلطة.
ويرى مراقبون أن المرسوم الملكي الأخير قد يرجح هذه الفرضية، إذ أن قرارات الإقالة والتحقيق شملت قائد العمليات المشتركة لقوات التحالف في اليمن وابنه نائب أمير منطقة الجوف في نفس الوقت، مشيرين إلى أن إحالة فهد بن تركي إلى التقاعد ربما تهدف إلى إبعاده بشكل كامل عن المشهدين العسكري والسياسي في البلاد.
تابعنا عبر جوجل نيوز لتصلك آخر الأخبار
