الميدان اليمني – متابعة خاصة
عرضت جماعة الحوثي، اليوم الخميس 5 أغسطس/آب 2021، مبادرة جديدة على المملكة العربية السعودية، تتضمن الدخول في مفاوضات مباشرة بينهما، وإستبعاد الشرعية اليمنية عن المشهد برمته، من أجل وقف الحرب وتغليب مصلحة البلدين.
وتضمنت المبادرة التي طرحها نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين بصنعاء “حسين العزي”، إستبعاد من وصفهم بـ”المرتزقة”، (في إشارة منه للشرعية اليمنية)، وتدشين مرحلة جديدة من العمل الجاد لرفع الحصار ووقف الحرب واستعادة حسن الجوار وتغليب مصالح البلدين والمنطقة بشكل عام، حد تعبيره.
وقال القيادي الحوثي البارز في سلسلة تغريدات له على حسابه بموقع تويتر رصدها “الميدان اليمني”، إنه “من غير المعقول بقاء من وصفهم بـ”المرتزقة” (في إشارة إلى الشرعية) حجر عثرة في طريق السلام”.
داعيا السعودية الى الإنخراط في مفاوضات جادة مع جماعته بشأن كيفية الوصول إلى السلام العادل والمرضي للطرفين.
وفي مارس الماضي ، أعلنت المملكة العربية السعودية عن مبادرة لوقف إطلاق النار تحت رقابة الأمم المتحدة مقابل إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد المواد الغذائية والوقود عبر ميناء الحديدة.
لكن المبادرة قوبلت بتحفظات حوثية كبيرة، على الرغم من التأييد الأممي والدولي والاقليمي لها.
ويرى مراقبون أن الخطة السعودية لم تكن خروجًا كبيرًا عن الشروط التي كانت قيد المناقشة بشكل خاص منذ ربيع عام 2020، إلا أن حقيقة طرحها علنًا تعد خطوة إلى الأمام.
وبحسب المبعوث الأممي السابق الى اليمن، فإن رؤية الحوثيين للتعاطي مع خطة السلام، تقوم على أساس البدء بالشق الإنساني من خلال اتفاق منفصل قبل الخوض في مشاورات متقدمة حول باقي بنود المقترح الذي ينتهي بمفاوضات موسعة لتقاسم الحكم في البلاد.
وبينما تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق منذ العام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.
وتشهد اليمن منذ أكثر من سبع سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أنه له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين والعسكرين في الجانبين؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية للبلاد، وانتشار الأمراض والأوبئة، ونزوح السكان من مناطق القتال.