الميدان اليمني – خاص
أفادت مصادر عسكرية اليوم الأربعاء 28 يوليو/تموز 2021، بأن طائرات حربية إماراتية اخترقت الأجواء اليمنية وحلقت بشكل مكثف في إحدى المحافظات بعد ساعات من وصول قيادات كبيرة في الدولة قادمة من خارج البلاد.
وقالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، أن الجيش رصد تحليق مكثف وغير طبيعي لطائرات درون (بدون طيار) تابعة للإمارات فوق سماء مدينة سيئون، بالتزامن مع وصول هيئة رئاسة مجلس النواب وتحضيرات استئناف المجلس جلساته في المدينة.
وأكدت المصادر أن الجيش رصد تحليق قرابة ست طائرات بدون طيار، على نحو كثيف فوق سماء مدينة سيئون.
وأضافت المصادر أن “الدفاعات الأرضية تصدت للطائرات المسيرة، بعد أن صدرت توجيهات عاجلة من قيادة الجيش بالتعامل معها”.
وأوضحت أن “الطائرات التي تم رصدها كانت تحلق على مستويات منخفضة يجعلها مرئية للعين، فضلا عن كون هدير تحليقها كان مسموعا، والطائرات هي تابعة للإمارات، لرصد تحضيرات العسكرية والامنية لجلسة مجلس النواب”.
وحذرت المصادر العسكرية دولة الإمارات و”المجلس الانتقالي الجنوبي” التابعة لـ”أبوظبي” من “تبعات أي حماقات”.
مؤكدة بأن “وحدات وألوية المنطقة الأولى على أهبة الاستعداد والجهوزية القصوى للرد الرادع والقاصم”.
يأتي هذا عقب ساعات من وصول هيئة رئاسة مجلس النواب الموالي للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، الثلاثاء، إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرقي البلاد، في إطار التحضيرات الجارية لإستئناف إنعقاد جلسات البرلمان
وقالت مصادر محلية إن رئيس هئية المجلس الشيخ سلطان البركاني ونائبيه محمد الشدادي، وعبدالعزيز جباري، وصلوا إلى مطار سيئون.
حيث كان في استقبالهم كلاً من نائب رئيس مجلس النواب محسن باصره، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، وعدد من أعضاء مجلس النواب، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عصام حبريش وقيادات عسكرية ومحلية واجتماعية.
وما أن حزمت الحكومة الشرعية حقائبها نحو “سيئون” لاستئناف عقد جلسات البرلمان، حتى شرع عدد من قادة المجلس الانتقالي الجنوبي ومناصريه، في كيل التهديدات للحكومة ولأعضاء البرلمان في حال عاود عقد جلساته مجدداً في مدينة سيئون، عاصمة مديريات وادي حضرموت شرقي اليمن.
وفي أول تحرك من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، على وصول هيئة رئاسة مجلس النواب إلى مطار سيئون الدولي، استنفر المجلس الانتقالي قياداته وعقد رئيس المجلس عيدروس الزبيدي اجتماعا موسعا، كُرس لمناقشة ما وصف بـ”الاجراءات الأمنية في عدن”.
ويعد الاجتماع مؤشراً على استنفار المجلس للتصعيد مع الشرعية، خصوصاً وأنه يأتي عقب أيام على تهديد قيادات المجلس لـ”الشرعية” وعلى رأسها أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي.
وكان رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وهي بمثابة (برلمان غير منتخب)، أحمد بن بريك هدد في تغريدات على حسابه بموقع تويتر رصدها “الميدان اليمني”، بمنع إجتماعات الحكومة المعترف بها أو البرلمان الموالي لها في الأراضي الجنوبية.
وأضاف “سنزلزل الوادي وسيئون تحت أقدام من باعوا مأرب ويريدوا أن يشرعنوا أنفسهم في أرض الجنوب”، مضيفاً ” اذهبوا للجحيم أنتم وشرعيتكم.. لا لعقد أي اجتماعات مجلس النواب أو الحكومه.. النصر للجنوب وللمجلس الانتقالي”، حسب تعبيره.
يشار إلى أن زيارة هيئة رئاسة البرلمان لمدينة سيئون، هي الأولى منذ عامين على تعثر عقد جلساته في العاصمة المؤقتة عدن، بفعل رفض “المجلس الانتقالي الجنوبي” ومنعه بقوة السلاح الحكومة والبرلمان.
ويعد مجلس النواب اليمني الأطول عمراً، حيث انتُخب أعضاؤه البالغ عددهم 301 في العام 2003، وباتفاق عرف باسم “اتفاق فبراير”، وتمددت فترة المجلس لمدة عامين، وبقيام ثورة الشباب اليمنية، لم تُجرَ الانتخابات، وبحسب المبادرة الخليجية نهاية العام 2011 تمددت لمدة عامين آخرين.
ومن المتوقع أن يعمق انعقاد جلسات البرلمان في المدينة الخلاف بين الانتقالي والحكومة الشرعية، حيث تشهد العلاقة بين الطرفين توترا كبيرا منذ أشهر.
وتمارس الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، مهامها من خارج البلاد منذ أشهر وسط اتهامات للمجلس الانتقالي بعدم تسهيل عملها في العاصمة المؤقتة عدن التي يسيطر عليها المجلس.
ويفرض “المجلس الانتقالي الجنوبي”، سيطرته العسكرية على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد، من خلال قوات “الحزام الأمني” و”النخبة الشبوانية والحضرمية”، التي أنشئت في العام 2016 بتمويل وإشراف إماراتي، وتضم في صفوفها تنويعاً من العسكريين اليمنيين ونشطاء الحراك الجنوبي وبعض المحسوبين على “التيار السلفي”، ولا يقرّ بسلطة حكومة الرئيس هادي، وتذهب قيادته إلى القول إن مساندتها لقوات التحالف بقيادة السعودية تندرج في إطار مساعيها لتحقيق “مشروع استعادة دولة الجنوب العربي”، على حدّ تعبيرها.