الميدان اليمني
يسعى الكثيرون إلى معرفة الأسباب التي تقف خلف انخفاض نسبة القدرة على التركيز لديهم في بعض الأوقات،
خصوصا في وقت الامتحانات لدى الطلاب، حيث يعاني البعض من تشتت الذهن والملل.
تؤكد الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية وجود علاقة وطيدة بين طبيعة النظام الغذائي الذي يتبعه الإنسان وبين كفاءة عمل الدماغ وقدرته على الاستجابة السريعة.
نشرت مجلة “eatthis” المتخصصة بالغذاء والصحة مقالا بعنوان (افضل المكملات للحصول على تركزي أفضل)، جمعت فيه آراء عدد من المختصين العاملين في مجال التغذية والصحة العامة، الذين أكدوا وجود 5 مكملات غذائية مسؤولة عن رفع مستويات التركيز لدى الإنسان، بعضها شائع جدا.
تعتبر “فيتامينات ب المركبة” من أفضل المكملات الغذائية لرفع طاقة جسم الإنسان،
ومنها “فيتامين ب12″، حيث أكدت العديد من الدراسات وجود علاقة وطيد بين هذه المكملات الغذائية ورفع القدرة البدنية بشكل عام، ويمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول فوائد “فيتامين ب المركب”،
في مقال بعنوان (المكمل الغذائي رقم 1 لفرع طاقة جسم الإنسان).
وتقول خبيرة التغذية المتخصصة، ميليسا نيفيس، نقلاً عن دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية:
“يترافق انخفاض تركيز (فيتامين ب 12) في جسم الإنسان مع انخفاض معدلات الإدراك”.
تضيف نيفيس: “قد يحدث نقص (فيتامين ب 12) بشكل خاص لدى كبار السن، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم مشكلة انخفاض التركيز لديهم،
حيث يتطلب إضافة المكملات الغذائية”، وأكدت الخبيرة أن “فيتامين ب 12” من أفضل المكملات لرفع التركيز.
“زيت السمك”… يغير قواعد اللعبة
يستخدم “زيت السمك”، الذي يحتوي على نسبة عالمية من “أوميغا 3” على نطاق واسع كمكمل غذائي هام جدا لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية،
وبحسب المقال فإن هذا المكمل من شأنه أن “يغير قواعد اللعبة بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين تركيزهم أيضًا”.
وتوصي الخبيرة والمستشارة في مجال التغذية، كريستين جيليسبي، بمكملات
“زيت السمك” لأي شخص يكافح من أجل رفع مستويات التركيز لديه على مدار اليوم.
وتتابع الأخصائية: “تحتوي مكملات زيت السمك على مزيج من أحماض (أوميغا 3) الدهنية، والتي تساعد في تعزيز صحة الدماغ. وأحد أشكال أحماض (أوميغا 3) الدهنية،
موجودة بشكل كبير في خلايا الدماغ وتلعب دورًا حيويًا في وظائف الدماغ بشكل عام”، ويمكن معرفة المزيد من تأثيرات “أوميغا 3” على جسم الإنسان في المقال التالي بعنوان (كشف التأثير “الغامض” لأحماض “أوميغا 3” على القلب والأوعية الدموية).
“البروبيوتيك”… الرابط السري بين الدماغ والمعدة
بحسب المقال، إذا كنت تبحث عن تحسين المزاج العام والتركيز بـ”ضربة واحدة”، فإن إضافة مركب “البروبيوتيك”
إلى نظامك الغذائي المعتاد هو أسهل طريقة للحصول على هذه النتيجة.
وتقول الخبير ومختصة التغذية، تريستا بيست، إن “إحدى الفوائد التي نادرًا ما يتم تسليط الضوء عليها هي الارتباط بين القناة الهضمية والدماغ والذي يتم تحسينه من خلال استخدام البروبيوتيك”.
وتضيف الخبيرة: “تحتوي القناة الهضمية على بكتيريا مفيدة،
والتي تلعب هذه البكتيريا دورا رئيسيا في الحفاظ على الصحة في كل من الجسم والدماغ. وتشمل هذه الفوائد الصحية الصحة العقلية أيضًا.
ووجد الباحثون أن هناك خط اتصال مباشر بين الدماغ وعقلك”.
وتتابع الخبيرة موضحة طبيعة هذا الرابط بين الدماغ ومعدة الإنسان: “الجهاز العصبي المعوي:
أو ما يطلق عليه محور الأمعاء-الدماغ.
يعمل خط الاتصال هذا في كلا الاتجاهين (من الدماغ إلى المعدة والعكس)، ويربط المراكز العاطفية والمعرفية للدماغ بوظيفة الأمعاء الطرفية”، بحسب الخبيرة.
ووجدت دراسة أجريت في عام 2021 ونشرت في مجلة جامعة أكسفورد تحت عنوان “مكملات البروبيوتيك تعمل على تحسين الوظيفة الإدراكية والحالة المزاجية مع التغيرات في ميكروبيوتا الأمعاء لدى كبار السن الذين يعيشون في المجتمع” أنه من بين مجموعة من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر،
فإن أولئك الذين تلقوا مكملات “بروبيوتيك” لمدة 12 أسبوعيا ارتعت لديهم نسبة المرونة العقلية وانخفض لديهم معدل الإجهاد، وكلاهما كان له تأثير على التركيز مقارنة بأقرانهم الذين لم يحصلوا على المركب.
يمكن الحصول على عنصر “البروبيوتيك” من بعض المنتجات الغذائية مثل الزبادي ومنتجات الألبان، والملفوف المخلل، والنخالة التي تجدها في حبوب القمح، والخبز الكامل،
وبذرة القطوناء، بالإضافة إلى الكبسولات التي تباع في الصيدليات (يفضل استشارة طبيب مختص).
الشاي الأخضر… يملك “سيرة ذاتية لا تصدق”
يعتبر الشاي الأخضر من الأغذية المفيدة جدا لصحة الإنسان بشكل عام، حيث يلعب دورا هاما بحرق الدهون
وغيرها من الفوائد التي يمكنكم التعرف عليها في المقال بعنوان (5 فوائد صحية لشرب الشاي الأخضر يوميا).
وتقول الخبيرة، لوسيانا غودوي، إن “للشاي الأخضر سيرة ذاتية لا تصدق عندما يتعلق الأمر بفوائده الصحية،
ولكن أحد المكونات التي يتم التغاضي عنها دائما هو (L-theanine)، وهو أكثر الأحماض الأمينية غير البروتينية الموجودة في الشاي الأخضر”.
وبحسب الخبيرة: “يساعد هذا الحمض الأميني على الاسترخاء، خاصة أثناء الظروف المجهدة التي يمكن أن تضعف نسبة التركيز”.
وتتابع غودوي: “إن اجتماع مضادات الأكسدة (EGCG)، وهي مكونات خاصة يشتهر بها الشاي الأخضر، مع عنصر (L-theanine)،
يمكن أن يساعد في دعم صحة الدماغ وتعديل الإجهاد في حالات الضغط العالي، مما يسهل التركيز والانتباه”.
الكرز الشتوي… عناصر نشطة بيولوجيا
يشتهر الكرز الشتوي أو كرز الشتاء أو “العبعب المنوم” (Ashwagandha) بقدرته على تحسين الاسترخاء وزيادة التركيز، بحسب المقال.
وتؤكد الخبيرة غودوي: “نحن نعلم أنه في ظل الظروف المجهدة، يمكن أن تضعف قدرتنا على التركيز.
ومن المعروف أن المركبات النشطة بيولوجيًا، مثل القلويات وعنصر ويثانوليد، الموجودة في جذور الكرز الشتوي هي المسؤولة عن الخصائص المفيدة لهذه الثمرة.
هذه العشبة تسهل استجابة الجسم للضغط، و يمكن أن يهدئ العقل ويدعم التركيز في لحظات التوتر الشديد”.
وتنمو هذه العشبة في وسط وجنوب أوروبا وإيران والصين وجنوب شرق آسيا.
و”العبعب المنوم” نوع نباتي ينتمي إلى جنس “العبعب” من الفصيلة الباذنجانية. وعلى الرغم من أنه يستخدم عادة كعشب طبي في الطب الهندي القديم، إلا أنه لا يوجد دليل طبي ودراسات علمية حديثة تؤكد أن له أي تأثير بيولوجي، لكن يتم صناعة الكثير من الأدوية والمكملات الغذائية بالاعتماد عليه.