القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
الميدان اليمني – خاص
توفي فجر اليوم الاثنين 12 يوليو/تموز 2021، مفتي الجمهورية اليمنية، القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، في العاصمة صنعاء، عن عمر ناهز المائة عام، وذلك بعد تدهور متقطع لحالته الصحية خلال الشهور الماضية.
وشيّع الآلاف من اليمنيين ظهر اليوم الإثنين، القاضي العلامة، “محمد بن إسماعيل العمراني”، إلى مقبرة الدفعي في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء عقب الصلاة عليه بمسجد الزبيري.
وكان القاضي العمراني قد تعرض لوعكة صحية نهاية الشهر الماضي، وأُدخل على اثرها المشفى وتحسنت حالته ونقل للمنزل، إلا أن وضعه الصحي تدهور مطلع الشهر الجاري وتم إسعافه لأحد مستشفيات العاصمة، وتوفي فجر اليوم الإثنين.
من جهتها، نعت وزارتي الأوقاف والإرشاد اليمنية في حكومتي صنعاء وعدن، وفاة مفتي الجمهورية، محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين، عن عمر تجاوز المائة عام قضاها في خدمة الوطن في العلوم الدينية والاجتهاد والإفتاء.
وقالت الوزارتين في بيانات منفصله حصل “الميدان اليمني” على نسخه منها، إنه “بهذا المصاب الجلل والخطب العظيم نعزي أنفسنا ونعزي اليمنيين قيادة وشعبا، والأمتين العربية والإسلامية، والعزاء لوالده وأهله وأحفاده وطلابه ومحبيه”.
وأوضحت أن “الفقيد العمراني، كان أحد كبار علماء اليمن الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم وتعليم الأجيال وخدمة الدين تحصيلاً وتدريساً وإرشاداً للناس ولم يتوانَ عن تقديم نصح وأمر بمعروف ونهي عن منكر”.
وأشادت بما اتصف به “العلامة العمراني من قدوة حسنة، حيث كان عالماً زاهداً ومجتهداً ومربياَ فاضلاً، فضلا عن كونه مفتي الجمهورية، وعالم الأمة، وشيخ الملة، قاضي القضاة وعلّامة اليمن العالم المجتهد الذي استزاد منه الكثير من طلاب العلم ونهلوا من علمه وزهده وورعه”.
وأكدت أن “اليمن والأمة، خسرت برحيل الفقيد العلامة محمد بن إسماعيل العمراني علماً من أعلامها الذين أمضوا حياتهم في دراسة العلم والتدريس والإرشاد والإفتاء ومرجعية علميّة معتبرة، وعلَما من أعلامها الكبار، ولكن عزاؤنا أنه قد خلف من بعده مئات العلماء السائرين على دربه، على امتداد ربوع اليمن والعالم الإسلامي”.
ووجهت الوزارة دعوة لكل اليمنيين عقب صلاة الظهر إلى “إقامة صلاة الغائب في جميع مساجد الجمهورية على روح الفقيد الكبير، سائلين المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة”.
المولد والنشأة
وُلد القاضي العمراني في مدينة صنعاء عام 1922، ويُعد أشهر علماء اليمن المعاصرين، ومرجعيتَهم في ما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية، كما أنه شغل منصب “مفتي الجمهورية”.
ويحظى القاضي العمراني باحترام ومحبّة مختلف الفِئات اليمنية، ونأى بنفسه بعيداً عن الصراعات السياسية الأخيرة منذ سبع سنوات.
وتعد أسرة القاضي العمراني أسرة عريقة في العلم، ضاربة جذورها في الفضل والصلاح والقضاء، وقد ساهم أجداده في نشر العلم، واجتهدوا في ذلك تعليماً وإرشاداً وتأليفاً.
كما أن جده القاضي العلامة محمد بن علي العمراني كان من أبرز تلاميذ القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني.
ونشط في الإفتاء عبر الصحف والإذاعة لنحو ثلاثة عقود من إذاعة صنعاء، في برنامج ‘فتاوى’، الذي لم يعد يُذاع منذ بضع سنوات.