الميدان الدولي

المفكر عبدالله النفيسي يحذر أردوغان بشدة وينصحه بسحب قواته العسكرية من هذه الدولة فورًا: إياك والبقاء لحظة واحدة!

الميدان اليمني – خاص

حذر المفكر والأكاديمي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من البقاء في أفغانستان بعد خروج القوات الأمريكية لحظة واحدة، معتبراً أن الإلحاح الأمريكي على الوجود التركي بكابول بمثابة مكيدة بالقوات التركية هناك.

وقال الخبير في العلوم السياسية عبدالله النفيسي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر رصدها “الميدان اليمني”: “لو كنت مكان تركيا لقررت الانسحاب من كابول، الأخبار (من داخل حركة طالبان) تؤكّد بأنّ الأمر محفوف بالمخاطر”.

وحذر النفيسي الأتراك من خداع الأمريكان مذكرًا لهم بنقض العهود والتخلي عن الأصحاب على مر السنين.

وأضاف النفيسي: “قد يكون وراء الإلحاح الأمريكي على تركيا البقاء في كابول مكيدة أمريكية بالقوات التركية هناك، فالعم سام غير جدير بالثقة، الأحوط الانسحاب لا البقاء في كابول”.

وأشار النفيسي إلى تخلي الأمريكان عن أصدقائهم التقليدين مشيرًا إلى السعودية في مواجهة الحوثي وإيران، ومصر في مواجهة إثيوبيا و سد النهضة، فكيف وأنت الآن عدو مفترض وعليك عقوبات أمريكية، وتساءل هل تؤمن جانبهم؟.

وأضاف النفيسي إن القوات التركية في خطر ما داموا في أفغانستان، وهي بين مطرقة الأمريكان وسندان الطالبان والدواعش، الذين يرمون غلي الانتقام من الأتراك بأي طريقة.

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن وفدًا أمريكيًا يزور تركيا لمناقشة اقتراح بقاء القوات التركية في أفغانستان، لضمان أمن مطار كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” من الحرب.

ولفت أكار إلى وجود قوات تركية غير مقاتلة في أفغانستان منذ ست سنوات لحماية مطار كابول، موضحًا أن بلاده لا تفكر حاليًا في زيادة عدد جنودها هناك.

ووفقًا لما ذكرته وكالة “الأناضول” التركية، فإن أنقرة تدير العمليات العسكرية واللوجستية في مطار كابول كجزء من مهمة الدعم الحازم التي يقودها “الناتو” هناك.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش مع الرئيس الأمريكي جو بايدن قضية البقاء التركي في أفغانستان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في بروكسل في 16 من حزيران الحالي.

وفي آذار الماضي أعرب المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” التركي، عمر جيليك، استعداد بلاده للمشاركة في أي وساطة لإحلال السلام في أفغانستان.

المبادرة التركية لاقت قبول الحكومة الأفغانية، وجرى التحضير لإقامة مؤتمر إسطنبول بشأن أفغانستان، بتنسيق مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي زار أسطنبول في الشهر نفسه.

كما أعلنت الخارجية التركية في 13 من نيسان الماضي، انعقاد مفاوضات السلام الأفغانية في إسطنبول بين 24 من نيسان و4 من أيار، قبل أن يعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في الشهر نفسه، تأجيل المؤتمر إلى ما بعد شهر رمضان، بسبب عدم وضوح تشكيل الوفود المشاركة.

وفي وقت سابق، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريرًا يتحدث عن موعد تقريبي لانهيار محتمل للحكومة الأفغانية أمام تقدّم قوات حركة “طالبان” في أفغانستان.

واعتمدت الصحيفة على تقارير استخباراتية أمريكية بيّنت أن حكومة أفغانستان يمكن أن تنهار بعد ستة أشهر من الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد.

وفقًا لما نشرته الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم، لكنها قالت إنهم على دراية بالتقييم الجديد.

وتواصل قوات “طالبان” تقدّمها العسكري في أفغانستان منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 من نيسان الماضي، عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وبدأ سحب القوات الأمريكية من أفغانستان منذ 29 نيسان الماضي، وفقًا لتصريحات صحفية أدلت بها نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، لتعلن أن عملية سحب القوات الأمريكية بدأت بشكل رسمي، ومن المفترض أن تنتهي بحلول أيلول المقبل.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، برئيس الحكومة الأفغانية، أشرف غني، في 25 من حزيران الحالي لمناقشة مواصلة الدعم الأمريكي لأفغانستان، والذي يمكن أن يستمر لعامين بعد اكتمال الانسحاب الأمريكي.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن محللين في المخابرات ومسؤولين عسكريين أمريكيين، فإن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقط خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة من مغادرة القوات الأمريكية.

ووقعت الولايات المتحدة مع “طالبان” في 29 من شباط 2020، اتفاق سلام ينهي حربًا عمرها عشرين عامًا بين الجانبين.

ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا، وتخفيض عدد القوات الأمريكية إلى ثمانية آلاف و600 شخص خلال 135 يومًا من تاريخ الاتفاق.

ووفقًا للاتفاق تقرر سحب القوات الأمريكية وحلفائها والتحالف جميع قواتهم من خمسة قواعد عسكرية في غضون 135 يومًا، بالإضافة لإزالة العقوبات الأمريكية عن أفراد “طالبان” في شهر آب من العام نفسه، وإطلاق سراح آلاف السجناء المحتجزين لدى طالبان والقوات الحكومية.

وبموجب الاتفاق حصلت واشنطن على ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة، وتعهدت “طالبان” بالانخراط في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في آذار من العام نفسه، لكن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.

شارك هذا الخبر