الميدان اليمني – خاص
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، بيان هام بعد ساعات من تصريحات للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن واشنطن “تعترف بجماعة الحوثي طرفا شرعيا في اليمن”.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان رصده “الميدان اليمني”، إن الولايات المتحدة تعترف مثل بقية المجتمع الدولي بحكومة اليمن، وهي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليًا في اليمن.
وأضافت الخارجية الأمريكية، في البيان الذي نشرته على حسابها بموقع “تويتر” اليوم الجمعة: “لقد رأينا بعض التقارير الإعلامية الخاطئة حول التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينج بشأن الحوثيين والصراع في اليمن”.
وتابعت الوزارة في تعليقها على تصريح المبعوث: “يسيطر الحوثيون على الناس والأراضي في اليمن”.
كما أوضح المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، ليندركينغ: “لا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع عبر التمنّي فقط. لذلك، دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض”، بحسب الخارجية.
وأكدت الخارجية الأمريكية في البيان الذي اطلع عليه “الميدان اليمني” أنه: “سيحتاج الحوثيون إلى أن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن. ومع ذلك، ما زلنا نشعر بالقلق إزاء تركيز الحوثيين على شن الحرب، وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين، أكثر من كونهم جزءًا من حل الصراع”.
وجاء بيان الخارجية الأمريكية تعقيبًا على تصريحات للمبعوث ليندركينغ، تابعها “الميدان اليمني”، قال فيها، إن واشنطن تعترف بجماعة الحوثي طرفًا شرعيًا في اليمن، معربًا عن أمله في التوصل لوقف لإطلاق النار بين التحالف بقيادة السعودية، وجماعة الحوثيين؛ للتخفيف من حدة الأزمة.
وقال: “خبرتي المتعلقة بالحوثيين تقول إنهم قالوا من قبل، إنهم ملتزمون بالسلام في اليمن.. مستمرون في التواصل معهم”.
وأضاف: “اعترفت الولايات المتحدة بهم كطرف مشروع، ونعترف بهم كجماعة تمكنت من تحقيق مكاسب كبرى.. دعونا نتعامل مع الواقع القائم على الأرض”.
وحث ليندركينغ -في ندوة للمجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية أمس الخميس- الحوثيين على دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى تحقيق السلام، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لإيقاف العمليات الهجومية في مأرب، والانخراط في وقف شامل لإطلاق النار.
وأكد المبعوث الأميركي أن الحوثيين لا يتحملون مسؤولية العنف بمفردهم، بل يتحمل التحالف الذي تقوده السعودية جزءا من هذه المسؤولية.
وأضاف أن الانخراط في اتفاق الرياض مشجع، ويمكن أن يسهم في المزيد من الفرص وعودة الحكومة اليمنية إلى عدن.
ولفت ليندركينغ إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تزداد سوءا كلما استمرت الحرب، مطالبا المجتمع الدولي بزيادة تمويل المساعدات الإنسانية في اليمن، مشيرا إلى أن برامج المساعدات المخصصة لليمن ستبدأ في التوقف ما لم تزد المساهمات في الشهور القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من تقديم السعودية مبادرة لوقف إطلاق النار، والتحركات الأممية والأميركية الدؤوبة في المنطقة أخيراً، وتنقل المبعوثين الدوليين بين الرياض ومسقط وعدن، وأخيراً صنعاء، فإن تلك الجهود لم تسفر حتى اللحظة عن اختراق جوهري في جدار الأزمة المعقدة.
وللعام السابع على التوالي، يشهد اليمن حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من اليمنيين، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على مساعدات للبقاء أحياء، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أنه له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا، وذلك من أجل دعم وتثبيت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنها وبعد نحو 7 أعوام لم تحقق سوى أسوأ كارثة إنسانية عالمية، وفقاً للأمم المتحدة.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين والعسكرين في الجانبين؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية للبلاد، وانتشار الأمراض والأوبئة، ونزوح السكان من مناطق القتال، فيما يعاني البلد من تدهور حاد في القطاع الصحي ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 16 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و3 ملايين يعانون من سوء تغذية حاد.
كما تشير منظمة “موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث ACLED” إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن، بينهم 12 ألف مدني، إضافة إلى أن 85 ألف شخص ماتوا نتيجة المجاعة التي سببتها الحرب.