الميدان اليمني – خاص
توفي وزير العدل الأسبق والقيادي في حزب الإصلاح الدكتور عبدالوهاب بن لطف الديلمي، اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول التركية، متأثراً بإصابته بوباء كورونا.
وقالت مصادر مطلعة إن عبدالوهاب الديلمي، أحد أهم قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، توفي بأحد مستشفيات إسطنبول بعد معاناة مع المرض دامت لأكثر من أسبوعين.
ويعد الديلمي أحد الوجوه السياسية والأكاديمية في اليمن، حيث عمل أستاذًا للشريعة بجامعة صنعاء، وله عديد المؤلفات في هذا الجانب، كما تولى منصب وزير العدل لفترة من حياته.
وللدكتور الديلمي العديد من المؤلفات والكتب الدينية أبرزها “جناية أدعياء الزيدية على الزيدية” وهو رد علمي ومنهجي على أخيه أحمد بن لطف الديلمي، الذي ألف كتاب “الزيدية بين محب غالٍ ومبغضٍ قالٍ”.
والدكتور عبدالوهاب الديلمي من مواليد 1938م بمحافظة ذمار، وكرس جهده في العمل الأكاديمي والتربوي وله عدة مؤلفات في مجالات العقيدة والعمل الدعوي، وكان عضواً في مجلس النواب من عام 1986-1993م، كما شغل وزيراً للعدل خلال الفترة من 1994 ـ 1997م، وعلى المجال شغل الفقيد عدة مناصب داخل حزب الإصلاح آخرها رئيساً لدائرة التعليم.
وفيما يلي نبذة عن الدكتور عبدالوهاب بن لطف الديلمي:
الدكتور عبدالوهاب بن لطف الديلمي (1938 – 2021) من محافظة ذمار جنوب صنعاء، ابتعثته الحركة الإسلامية بعد ثورة 26 سبتمبر1962، بعام واحد للدراسة في الأزهر الشريف، فدرس الثانوية وجزء من الجامعة في كلية أصول الدين، ثم سيكمل تعليمه في السعودية، حيث عمل هناك مدرسا في أحد جامعاتها قبل أن يعود لليمن بعد الوحدة اليمنية.
في عام 1984 حصل على درجة الدكتوراه من جامعة محمد بن سعود الإسلامية في الرياض بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في رسالته “معالم الدعوة في قصص القرآن الكريم”.
منذ التحاقه بالدراسة في الأزهر ثم السعودية دخل في صراع مرير مع أسرته وعائلته، وخاصة مع شقيقه أحمد بن لطف الديلمي الذي سيقود حملة تشويه واستهداف له وسوف تتطور فيما بعد لتأليف كتب بينهما، فـ أحمد الديلمي يؤلف كتاب “الزيدية بين محب غالٍ ومبغضٍ قالٍ” وسيرد عليه الشيخ الديلمي بكتاب تحت عنوان “جناية أدعياء الزيدية على الزيدية”، فالأول يتهم الشيخ الديلمي ينقل التسنن (فكر السنة) للعائلة الزيدية (المتشيعة) وسيرد الشيخ الديلمي بقوة على الفكر العنصري لدى التشيع بشكل عام وفي الزيدية بشكل خاص وسيناقش قضايا لم يتناولها أحد قبله يمكن العودة إليها في مضانها.
بعد عودته لليمن وفي أول حكومة إتلافيه بعد الوحدة عين وزيرا للعدل عن حزب الإصلاح (94- 97م)، وكان أول قرار اتخذه قيامه بكسر احتكار معهد القضاء الأعلى لفئة الهاشمين، فأدخل 700 طالب من جميع أنحاء اليمن للدراسة في المعهد، وهو القرار الذي لم يُمس منذ اتفاقية 1970 بين الجمهوريين والملكيين، وسيدفع الدكتور الديلمي ثمن هذا الموقف غاليا وسيجد نفسه في معركة مفتوحة وشرسة مع تيارات عدة أبرزها “الإماميين” والتي استمرت حتى أخر يوم من حياته.
مع اندلاع حرب صيف 94 بين فصيلي الوحدة ظهرت ما يسمى بفتوى استباحة أبناء الجنوب، وهنا سيتولى الهاشميون الإماميون المهمة وكانوا “لوبي منظم” رأس حربة في كل الأحزاب والتيارات السياسية في استهدافه بشكل خاص وحزبه الذي ينتمي إليه بشكل عام، وخاضوا حملات الانتقام والتشفي والترويج للفتوى بكل قوة، والتي هي أصلا ظهرت وسط الحرب بعد مرور 50 يوما منها ولم تكن سابق لها.!
حاول الشيخ الديلمي نفي الفتوى مرارا وآثر الصمت لسنوات، لكن إعلام النظام حينها وجد فيها مادة دسمة لصرف أنظار الرأي العام وخاصة في الجنوب عن جذور وأصل المشكلة، وتغذية معركة إعلامية رهيبة تبعدهم عن جوهر المشكلة، بل وتذهب لتصفية حسابات بين الاشتراكي والإصلاح وقد كان ذلك بكل تأكيد، وهنا، خرج الدكتور الديلمي أيضا في لقاء صحفي مع موقع 26 سبتمبر لينفي التهمة جملة وتفصيلا ويوضح جميع الملابسات حول الفتوى المزعومة، وسيعود مرة أخرى في لقاء تلفزيوني مع قناة سهيل القضائية ولكن هذه المرة في دعوة للمباهلة في هذه القضية الملفقة ولم يرد عليه أحد أو يقبل ذلك.
عمل أيضا مديرا لجامعة الإيمان وقدم استقالته منها بعد خلافات مع الشيخ الزنداني في نهاية 2005، له قرابة خمسة عشر كتابا، وأشرف على عشرات من رسائل الدكتوراه.