القرآن الكريم هو نور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، فهو معجزة الله الخالدة ، ولقد تحدى الله سبحانه وتعالى به الكافرين أن يأتوا بسورة مثله أو حتى آية فلم يستطيعوا .
وفي القرآن الكريم ذكر لكثير من الأمم السابقة ، ومن هذه الأمم من آمن بالله العلي العظيم فكان الجزاء عند الله سبحانه وتعالى جنات النعيم ، ومن هذه الأمم من كفر وجحد نعمة الله سبحانه وتعالى فحق عليهم العذاب الشديد.
والقرآن الكريم يعرض لنا هذه القصص حتى نزداد إيمانا وتزداد قلوبنا يقيناً ، ونتبع طريق الهدى ، وقد يمر الإنسان المؤمن خلال تلاوته لآيات الذكر الحكيم بأسماء شخصيات لا يستطيع أن يحددها على وجه اليقين ، ومن الواجب عليه أن يسعى في معرفة ما استغلق عليه من كلمات أو آيات حتى يتحقق الفهم الكامل لآيات القرآن الكريم.
ومن بين هذه الشخصيات طاغية جبار ظالم ، قد أعطاه الله الملك ، ولكنه كفر بأنعم الله ، وعلا وتجبر في الأرض ، فحق عليه العذاب الأليم ، وقد أدعي الألوهية .
وهو الطاغية النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح -عليه السلام- ، وهو أحد الملوك الأربعة في الدنيا الذين أخبرنا عنهم الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ،حيث قال : ” ملك الدنيا أربعة مؤمنان وكافران أما المؤمنان فسليمان وذو القرنين والكافران النمرود وبختنصر وسيملكها خامس من أهل بيتي» .
وقد ورد ذكر النمرود في القرآن الكريم قال تعالى :- ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” .سورة البقرة
وقد ادعى النمرود الألوهية ، وأن بإستطاعته أنه يحي ويميت ، ولكن عندما طلب منه سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يأتي بالشمس من المشرق فأت بها أنت يا نمرود من المغرب ، فبهت الذي كفر وسكت عن الجواب .
وقد أرسل الله إليه ملكا ينهاه عن الكفر ويأمره بعبادة الله الواحد الأحد ، ولكنه أبى ، ثم دعاه ثانية وثالثة ، ولكنه أبى أن يؤمن بالله ، فسلط الله عليه ذبابة دخلت في أنفه ، وظلت به ٤٠٠ سنة وكان يُضْرَبُ رأسُه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها .