الميدان اليمني – متابعة خاصة
حذرت ندوة سياسية عقدت في مدينة مأرب، من تجزئة أي اتفاق سياسي مرتقب للصراع في اليمن التي تشهد حربا طاحنة للعام السابع على التوالي بين الحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وبين جماعة الحوثي.
وأكدت الندوة التي نظمها المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية بعنوان “مشاريع التسوية السياسية في اليمن.. بين مقاربات الحل وتأجيج الصراع” وشارك فيها عدد من الدبلوماسيين ورؤساء مراكز دراسات وأبحاث خليجية وعربية عبر تطبيق الزوم، أن أي مبادرة لا تتسم بالشمولية في تعاطيها مع الأزمة اليمنية ولا تعالج الجذر الطبيعي للحرب في اليمن فإنها تؤسس لحرب جديدة ومعركة قادمة في البلاد.
وشدد المشاركون، على ضرورة التزام أي مبادرة سياسية لحل الأزمة اليمنية بمضامين المرجعيات الثلاث.
والمرجعيات الثلاث هي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن.
المشاركون في الندوة أكدوا أن التسوية السياسية التي يمكنها أن تفضي إلى إيقاف الحرب في اليمن هي تلك التسوية القائمة على الرؤية الإقليمية والدولية لطبيعة النزاع ومنطلقات والتي عبرت عنها القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار ألأممي 2216.
وأضافوا أن الإجماع الدولي حول مرجعيات حل الأزمة اليمنية الثلاث تشكل أرضية مثالية لأي مبادرة لتسوية سياسية مرتقبة سيكتب لها الناجح في اليمن.
واتهم المشاركون في الندوة المبعوث الأممي بالسعي لتسليم الحوثيين ثلث اليمن عبر المبادرة التي يحاول تسويقها في الأروقة الدولية، وطمس مرجعيات الحل المعروفة.
والشهر الماضي أعلنت السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن، مبادرة لحل الأزمة تتضمن وقف إطلاق النار وبدء مشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية أممية، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة.
وفي اليومين الماضيين أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، دعوات للجلوس إلى طاولات المفاوضات، ودعم بلديهما لعملية السلام في اليمن.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها اطلع عليه “الميدان اليمني”، إن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سيتوجه إلى السعودية وسلطنة عمان الخميس لإجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين في البلدين تدور حول الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن.
وقال البيان مناقشات ليندركينغ ستركز “على ضمان تسهيل مرور السلع والمساعدات الإنسانية بشكل منتظم وبدون تأخير في جميع أنحاء اليمن”، وأيضا سيبحث وقفا دائما لإطلاق النار ونقل الأطراف المتناحرة إلى عملية سياسية.
ومنذ تولي تيم ليندركينغ منصبه في يناير وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن اليمن ضمن أولوياته وعين ليندركينغ للمساعدة في إحياء جهود الأمم المتحدة المتوقفة لإنهاء صراع يجمع المراقبون على أنه حرب بالوكالة بين الخصمين المملكة العربية السعودية وإيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد التقى المتحدث باسم المتمردين اليمنيين محمد عبد السلام في مسقط أمس الأربعاء، وأكد له موقف طهران المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن.
وجاءت تصريحات ظريف بعد دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحوثيين إلى وقف الحرب والتفاوض.
وللعام السابع على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية، وجماعة الحوثي المسيطرة على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري تقوده السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلفت “أزمة إنسانية حادة هي الأسوأ في العالم”، وفقا للأمم المتحدة.
وتسببت الحرب الأهلية فيما تصفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل اعتماد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات ومواجهة 13 مليونا لخطر الموت جوعا.