الميدان اليمني – وكالات
كتبت المحاضرة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية لاريسا شاشوك، في “فوينيه أوبزرينيه”، عن نتائج تحويل اليمن إلى ساحة لعب دامية للقوى الإقليمية.
وجاء في المقال:
للقوى الخارجية تأثير أساسي في الأحداث الجارية في اليمن، ما يعقّد الوضع السياسي الداخلي باستمرار. تلتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الصراع اليمني. لكن هذه المهمة معقدة.
بالنسبة للسعودية، تشكل تكاليف الحملة العسكرية في اليمن عبئا ثقيلا، خاصة على خلفية تراجع أسعار النفط والركود الاقتصادي وسط جائحة كوفيد-19. أما من وجهة نظر الطموحات العسكرية، فيبدو أن الرياض لم تكن على مستوى توقعاتها الخاصة، كما فشلت في تخريب العلاقات بين الحوثيين وإيران.
من جانبهم، استخدم الحوثيون الحرب لتحصين مواقعهم في شمال غرب اليمن، فهم يسيطرون الآن على 70-80% من سكان البلاد. لهذا السبب، فإن توقع تخليهم عن أسلحتهم والانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية هو تفكير حالم، يصور المأمول كأنه واقع.
لقد حققت الإمارات، على عكس السعودية، أهدافها العسكرية جزئيا، مستعرضة قدرتها على ممارسة سياسة مستقلة، والانعتاق من دور الشريك الأصغر للسعودية، ولا تزال لاعباً رئيسياً في اليمن، على الرغم من سحب قواتها مؤخرا من البلاد. ومع ذلك، فإن التدخل العسكري الإماراتي في تسوية الصراع اليمني قوض صورة البلاد كما قوض صورة المملكة العربية السعودية، وأدى سير الأعمال القتالية إلى زيادة التوترات بين مختلف الإمارات.
استطاعت إيران، التي تمتلك موارد قليلة، أن تخلق تهديدا عسكريا حقيقيا على الحدود مع السعودية بل وداخل أراضي المملكة. وهكذا إن تداعيات الحرب، والإضرار التي ألحقتها بسمعة شركاء التحالف وفتور علاقاتهم مع الولايات المتحدة يمكن أن تصب في مصلحة إيران.
لا تزال عملية السلام المستقرة في اليمن بعيدة المنال.