الميدان اليمني – خاص
اندلعت مواجهات عنيفة في محافظة أبين، شرق عدن، جنوبي اليمن، بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات تابعة للحكومة الشرعية، على خلفية التوتر الجاري بينهما أخيرا، بعد تعثر لجان الوساطة في الوصول إلى حل يقبله الطرفان لتهدئة التوتر المستمر منذ ما يقارب عشرة أيام، في ظل اتهامات متبادلة بين الطرفين بالمسؤولية عن التسبب في انفجار الأوضاع.
وأشارت دائرة التوجيه المعنوي في قوات الحزام الأمني في محور أبين، في منشور صحافي على صفحتها في “فيسبوك”، إلى وقوع اشتباكات بين قواتها المسنودة برجال قبائل المراقشة، وبين ما سمتها “القوات الإخوانية المعتدية”، في منطقة الخبر، وتحدثت عن إيقاع “خسائر في الأرواح والمعدات”، بعد “استهداف طقمين عسكرين وإحراقهما بالكامل، وطقم يتبع لقوات اللواء الثالث حرس رئاسي، والآخر يتبع للقوات الخاصة أبين التي يقودها محمد علي العوبان”.
في المقابل، يقول العقيد سليم الصبيحي، من قوات الشرعية إن “هناك اشتباكات ما زالت بين مجاميع من الطرفين، وليست، كما يحاول الإعلام المقابل الموالي للانتقالي تصويرها، حربا اندلعت من جديد بين مختلف القوات والتشكيلات”.
وأكد أن “القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تسعى منذ أيام لتفجير الأوضاع عسكريا في أبين للهروب من تنفيذ اتفاق الرياض في شقيه الأمني والعسكري، وتحاول هذه القوات إعاقة بسط الأمن في أبين من خلال إعاقة انتشار قوات إدارة الأمن والقوات الخاصة لتأمين الطرقات والمناطق، ووقف الهجمات التي تستهدف المسافرين والنقاط الأمنية، لذلك تسعى القوات الموالية للانتقالي إلى استغلال هذه الأحداث لبسط سيطرتها على أبين، والتي فشلت فيها في الحرب وتحاول الآن من خلال هذه التحركات تحقيق ذلك”، بحسب صحيفة “العربي الجديد”.
وتصاعد التوتر في محافظة أبين، شرق عدن، جنوب اليمن، بين قوات موالية للشرعية وأخرى تابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، ولا سيما في مديرية أحور الساحلية، عقب فشل لجان وساطة، وكانت قد سبقتها اشتباكات متقطعة خلال الأسبوع الحالي، وسط اتهامات متبادلة من الطرفين باستهداف كل منهما الآخر.
وكانت معلومات، قد تحدثت عن فشل الوساطة الجارية بين الطرفين في أبين منذ أيام، التي تقودها زعامات قبلية واجتماعية في أبين.
وأدى ذلك الفشل إلى اندلاع الاشتباكات بين مجاميع من الطرفين من جديد، في منطقة المرون في خبر المراقشة التابعة لمديرية أحور، وسط تهديد من قوات “الانتقالي” ودعوات لشن هجوم لإخراج قوات الشرعية من أبين، التي يقولون إنها تابعة لـ”الإخوان”.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي محمد النقيب في تغريدة عبر “تويتر”: “الموقف الدفاعي الصلب لقوات الحزام الأمني ورجال القبائل والمقاومة أربك صفوف العناصر الإرهابية رغم حجم التعزيزات المساندة لها ودفعها خلال الساعات الماضية إلى محاولة توسيع مسرح انتحارها ومضاعفة خسائرها”.
وأضاف أن “منطقة خبر المراقشة شهدت اشتباكات تمددت من الساحلية غرباً إلى حيد يحيى شرقاً”.
ويأتي هذا التوتر المتصاعد بعدما تزايدت الأحداث الأمنية في أبين، إثر هجمات لعناصر مفترضة من “القاعدة” على نقاط أمنية تتولاها قوات الحزام الأمني.
وبحسب قوات الأمن التابعة للشرعية، فإن قيادة إدارة الأمن والقوات الخاصة في أبين أرسلت قوات لملاحقة عناصر القاعدة المفترضين، لكن قوات تابعة للحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي اشتبكت مع قوات الأمن، وفرضت قوات الأمن وجودها في مديرية أحور الساحلية، وسيطرت على الخط الدولي الساحلي الذي يربط عدن بأبين وشبوة وحضرموت والمهرة، وهو الأمر الذي ترفضه القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقول إن قوات الأمن هي التي تقف وراء استهداف قواتها، متهمة قوات الشرعية الموجودة في أبين بأنها تابعة لـ”لإخوان”، مؤكدة أنها ستطردها من المحافظة.
معارك مأرب
على صعيد آخر، دارت معارك عنيفة على جبهات عدة بمحافظة مأرب شرقي اليمن، أشدها ضراوة ما وقع في منطقة الكسارة شمال غرب مدينة مأرب، بعدما شن الحوثيون هجوما على مواقع الجيش الوطني.
في الوقت نفسه، قال مصدر أمني إن الحوثيين كثفوا قصفهم على مدينة مأرب، مركز المحافظة، بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على عدة مناطق بالمحافظة.
وأضاف المصدر أن الدفاعات الأرضية التابعة للقوات الحكومية أسقطت طائرة ملغمة أطلقها الحوثيون دون وقوع ضحايا.
في المقابل، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن التحالف شن غارات على مديريتي صرواح ومدغل في مأرب.
ومنذ مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثي أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ الجماعة هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.