الميدان اليمني – متابعة خاصة
أفادت مصادر حكومية بأن الحوثيين ناقشوا مع المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، تفاصيل المبادرة السعودية، التي أطلقتها الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر “أن الحوثيين طلبوا في محادثاتهم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود أو شروط”، وفق ما نقلت قناة “الجزيرة”.
وفي الوقت الذي قالت فيه المصادر، “إن هناك مرونة في الحوار بين المبعوثين الأممي والأمريكي والحوثيين”. أكدت أن هناك “تعقيد في خطوات التنفيذ المتزامن”. للمبادرة السعودية، وأهمها فتح الميناء والمطار.
في المقابل، قالت المصادر “إن الرئيس عبد ربه منصور هادي أبلغ المبعوثين الأممي والأمريكي تحفظه على أي تعديل لشروط فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء”.
وأشارت إلى أن المبعوثين سيعودان إلى مسقط لنقل وجهة نظر الحكومة إلى الحوثيين.
والأحد، التقى الرئيس هادي بالمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، لبحث سبل تنفيذ المبادرة السعودية، والوصول إلى حل سياسي في اليمن.
ووصلا السبت، المبعوثان الأممي والأمريكي إلى العاصمة السعودية الرياض، للقاء الرئيس هادي وقيادة الشرعية، بعد عقد لقاءات مماثلة مع قيادة جماعة الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.
وطرحت المملكة العربية السعودية، يوم الاثنين الماضي (22 مارس/ آذار 2021)، مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية. لكن الحوثيين طالبوا برفع الحصار بشكل كامل.
وتتضمن المبادرة التي أطلع عليها “الميدان اليمني”، إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إنه سيتم استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مضيفاً أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين عليها.
وفي أول رد فعل، قال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، في تصريحات مع “رويترز”، إن “المبادرة السعودية لا تتضمن شيئا جديدا، رغم أنه بدا منفتحا على جهود التفاوض من أجل السلام”.
وأضاف أن السعودية جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا، مشيرا إلى أن فتح المطارات والموانئ حق إنساني ولا ينبغي استخدامه كأداة ضغط.
ولم يحدد الإعلان المسارات التي سيُسمح بأن تسلكها الطائرات المتجهة إلى صنعاء أو ما إذا كان الأمر سيستلزم الحصول على موافقات إضافية مسبقة من أجل السماح بدخول واردات المواد الغذائية والوقود عبر ميناء الحُديدة.
ووضعت الأمم المتحدة بالفعل آلية في جيبوتي لتفتيش السفن قبل أن ترسو في ميناء الحُديدة. لكن السفن الحربية الخاصة بالتحالف بقيادة السعودية أوقفت معظم السفن على الرغم من تصريح الأمم المتحدة.
وأوضح الأمير فيصل أن عائدات الضرائب من الميناء ستوضع في حساب مصرفي مشترك في البنك المركزي اليمني فرع الحُديدة بموجب اتفاق أبرمه الجانبان في ستوكهولم عام 2018 على الرغم من أن التحالف بقيادة السعودية لم يؤيده بالكامل حتى الآن.
ومنذ مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثي أواخر 2014.
وتشهد اليمن منذ أكثر من ست سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 16 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و3 ملايين يعانون من سوء تغذية حاد.