وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان

عاجل: مصادر دبلوماسية في الرياض تفجر مفاجأة مدوية وتكشف عن سبب اختيار السعودية لهذا التوقيت لإعلان مبادرتها لوقف الحرب في اليمن

الميدان اليمني – حصري

أفادت مصادر دبلوماسية بأن السعودية في طريق خسارتها لمعركتها السياسية والدبلوماسية في ظل هشاشة المبادرة السياسية التي قدمتها لإعلان وقف الحرب في اليمن يوم أمس الثلاثاء.

وقال مصدر دبلوماسي يمني مقيم في الرياض في تصريح خاص لـ”الميدان اليمني”، مفضلا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن السعودية قدمت نفسها بشكل ضعيف أمام المجتمع الدولي الذي يدرك أبعاد المبادرة التي قدمتها الرياض ولا يمكن أن تنطلي عليه تلك المناورة السياسية في ظل المعارك الدبلوماسية المشتعلة بين السعودية ومليشيا الحوثي من جهة ثانية.

من جانبه أعتبر المحلل السياسي اليمني ورئيس مركز صنعاء للدراسات أسامة الحوري المقيم في لندن في تصريحات إعلامية بأن المبادرة التي تقدمت بها السعودية تهدف إلى تخفيف الضغط عليها لا سميا مع اقتراب الذكرى السادسة للحرب في اليمن والتي تصادف الـ 26 من مارس الجاري.

وقال الحوري بأن السعودية تسعى لتخفيف الضغط الكبير من قبل المجتمع الدولي عليها فاستبقت موعد الذكرى السادسة لحربها في اليمن والذي تسبب بأكبر أزمة إنسانية في العالم بهذه المبادرة لترمي الكرة إلى ملعب الحوثيين.

بدوره أشار مراقبون للشأن اليمني في تصريحات لـ”الميدان اليمني” بأن المبادرة المعلنة من الرياض لم تأتي بأي جديد ولم تكشف عن رغبة حقيقية لدى التحالف العربي في السير نحو تحقيق السلام في اليمن والذي يعاني لست سنوات متوالية من حرب دامية أثرت على المواطنين وسير حياتهم لا سيما مع انقطاع الرواتب وغلاء الأسعار والانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات المحررة والصراع العسكري بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا والحكومة الشرعية والتي لا يزال الانتقالي يسيطر على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات.

وأوضحوا بأن حالة الضعف العسكري التي تعاني منها القوات الحكومية المسنودة بالتحالف والقوات المشتركة على الأرض لا تمنح السعودية فرصة للضغط السياسي على مليشيا الحوثي لا سميا وأن الحوثيون يستهدفون العمق السعودي بضربات جوية وصاروخية متواصلة أربكت المشهد العسكري للتحالف وقدمته بالموقف الأضعف أمام المجتمع الدولي.

وقالوا إن المعركة العسكرية الدائرة اليوم تندرج في إطار المعركة السياسية والتي وصلت إلى مرحلة كسر العظم في ظل الضغط الكبير من قبل المجتمع الدولي على السعودية في حربها في اليمن.

معتبرين بأن الحوثيون من خلال موقفهم المبدئي في الرد على المبادرة السعودية كسبوا جولة سياسية ناورت بها الرياض وكان ردهم واضحا بالنسبة لبنود تلك المبادرة والتي لم تأتي بجديد، حسب قولهم.

وطرحت المملكة العربية السعودية الاثنين (22 مارس/ آذار 2021) مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية. لكن الحوثيين طالبوا برفع الحصار بشكل كامل.

وتتضمن المبادرة التي أطلع عليها “الميدان اليمني”، وأعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين.

وقال الأمير فيصل إنه سيتم استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مضيفاً أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين عليها.

لكن الحوثيين قالوا إن المبادرة لا تتضمن شيئاً جديداً ولا تلبي مطالبهم برفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة.

وقال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، لوكالة رويترز إن الحوثيين توقعوا أن تعلن السعودية إنهاء حصار الموانئ والمطارات ومبادرة للسماح بدخول 14 سفينة يحتجزها التحالف.

وأكد عبد السلام على “ضرورة الفصل بين ما هو حق إنساني كإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، بما لا يكون ذلك خاضعاً للابتزاز السياسي والعسكري”.

وأوضح المفاوض عن جماعة الحوثيين أنهم سيواصلون المحادثات مع الرياض والولايات المتحدة وسلطنة عمان، الوسيط، في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام.

ويطالب الحوثيون برفع الحصار الجوي والبحري، الذي ساهم في حدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم باليمن، كشرط رئيسي قبل إبرام أي اتفاق سلام.

ولم يحدد الإعلان المسارات التي سيُسمح بأن تسلكها الطائرات المتجهة إلى صنعاء أو ما إذا كان الأمر سيستلزم الحصول على موافقات إضافية مسبقة من أجل السماح بدخول واردات المواد الغذائية والوقود عبر ميناء الحُديدة.

ووضعت الأمم المتحدة بالفعل آلية في جيبوتي لتفتيش السفن قبل أن ترسو في ميناء الحُديدة. لكن السفن الحربية الخاصة بالتحالف بقيادة السعودية أوقفت معظم السفن على الرغم من تصريح الأمم المتحدة.

وأوضح الأمير فيصل أن عائدات الضرائب من الميناء ستوضع في حساب مصرفي مشترك في البنك المركزي اليمني فرع الحُديدة بموجب اتفاق أبرمه الجانبان في ستوكهولم عام 2018 على الرغم من أن التحالف بقيادة السعودية لم يؤيده بالكامل حتى الآن.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

دقت ساعة الصفر.. أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف قوية.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب عددا من المحافظات اليمنية

قالت مصادر محلية اليوم الأحد أن تأثيرات الحالة المدارية قد بدأت مع اقترابها من محافظة …