أخبار اليمن الآن

ورد الآن: الحوثي يعلن رسميا حسم المعركة وسقوط مأرب .. بيان عسكري عاجل يعلن سيطرة الحوثيين على مأرب وهذا ما سيحدث خلال الساعات القادمة (تفاصيل)

الميدان اليمني – متابعة خاصة

قالت جماعة الحوثيين، اليوم الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، إن قواتها حققت انتصارات وتقدمت إلى مشارف مدينة مأرب شمال شرق اليمن، مشيرة إلى أن إعلانها السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط سيتم خلال 48 ساعة القادمة.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن المتحدث العسكري باسم القوات الجوية للحوثيين، اللواء عبد الله الجفري، اليوم الأربعاء، قوله إن قواتهم سيطرت على مواقع في مديريات رحبة والجوبة وحريب، مستدلا بدعوات أطلقها مجلس النواب، التابع للحكومة اليمنية، من أجل إنقاذ المدينة من الحوثيين.

وأضاف الجفري أن إعلان السيطرة على مأرب سيتم خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.

وأوضح أن قرار السيطرة على مأرب اتُخذ خلال الأيام الماضية، رداً على استمرار ما وصفه بـ”الحصار المستمر للعدوان (يقصد التحالف العربي) على اليمنيين”.

وذكر المتحدث الحوثي، أن القيادة العسكرية للجماعة عقدت اجتماعا لبحث الأوضاع في مأرب، في إشارة إلى جاهزيتها للسيطرة على المدينة.

واتهم الحكومة اليمنية بإفشال الأمور مسبقا للتوصل إلى أي تسوية سياسية، وطريق التفاوض وصل إلى حالة الانسداد، ما “دفع القيادة السياسية والعسكرية لبدء معركة تحرير مأرب”، حد قوله.

وفي المقابل، قال متحدث القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة من تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، العميد عبده مجلي، للأناضول، إن الحوثيين دفعوا بالمئات من مقاتليهم باتجاه مأرب، والهجوم على أشده من الشمال والغرب والجنوب باتجاه المدينة، مركز المحافظة (مأرب).

وأوضح أن هجمات الحوثيين، المستمرة منذ 4 فبراير/ شباط الجاري، أشبه بالعمليات الانتحارية، إذ تنتهي بسقوط العشرات من المسلحين الحوثيين قتلى وجرحى.

وتابع أن مقاتلات التحالف شنت غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في جبهات عدة، ودمرت لهم آليات مسلحة.

وأفاد “مجلي” بأن المعارك الشرسة تدور في جبل مراد جنوبي المحافظة، وصرواح في الغرب، حيث يسعى الحوثيون إلى إحداث خرق في الدفاعات القوية للقوات الحكومية، المسنودة برجال القبائل.

وخلال الأعوام الماضية، شكلت المعارك الدائرة على محيط محافظة مأرب حرب استنزاف للطرفين، حيث اقتصر القتال على هجمات محدودة ما تلبث أن تنتهي على حائط الصد للقوات الحكومية، لكن الوضع تغير في الميدان خلال الأيام الأخيرة.

وقال “مجلي” إن الهجوم على مأرب أُعد له منذ أشهر، واستبقه الحوثيون بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخخة على المدينة، والدفاعات الجوية أسقطت، خلال الأيام الماضية، خمس طائرات وعددا من الصواريخ.

ما يحمي مأرب حتى الآن من السقوط بيد الحوثيين، وفق مراقبين، هو في المقام الأول صمود القبائل المحلية، التي وظفت معرفتها بتضاريس المناطق الجنوبية والغربية للمحافظة، في تحقيق خطوة استباقية على الميدان.

وبالنسبة للحوثيين، فإن إمكانية الوصول إلى مدينة مأرب والتقدم شرقا للاستيلاء على حقول “صافر” النفطية، يمثّل هدفا شديد الإغواء، لذا حظيت المعركة باهتمام وترقب شديدين محليا ودوليا.

أما بالنسبة للحكومة والسلطات المحلية في مأرب، فإن سيطرة الحوثيين ستفاقم من أزمة النازحين.

ووفق تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن حوالي مليون يمني لجأوا إلى مأرب منذ بداية الحرب.

أما الأطراف الدولية، فتدرك أن النتيجة في مأرب ستشكل مستقبل الحرب والسلام المحتمل في اليمن.

ويمنح انتصار الحوثيين في مأرب سيطرة شبه كاملة للجماعة على المحافظات الشمالية، والوصول إلى موارد البلاد من النفط والغاز والعائدات التي ترافقها، وفي المقابل فإن هزيمتهم ستمثل انتكاسة رئيسية ربما تكون بداية هزيمتهم عسكريا.

وتشهد محافظة مأرب شمال اليمن للأسبوع الثاني على التوالي معارك ضارية بين الحوثيين وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.

وكشفت الحشود وسير المعارك أن الأوضاع هذه المرة تتجه للحسم لصالح أي من أطراف الصراع، حيث أن الحل السياسي ينتظر نتائج تلك المعركة.

وتقع محافظة مأرب الإستراتيجية والغنية بالنفط شرق العاصمة صنعاء، وتبعد عنها نحو 120 كيلومترا، وألقى احتدام القتال في مأرب في الأسبوعين الأخيرين الضوء على الأهمية الإستراتيجية لهذه المحافظة.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة الشرعية المعترف بها، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

وإذا ما سيطر الحوثيون على مأرب، سيصبح شمال اليمن بكامله تحت سيطرتهم، ما سيمثل ضربة موجعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ آذار/ مارس 2015، خاصة وأن المدينة كان ينظر إليها كـ “محمية سعودية” استثمرت فيها المملكة بشكل كبير في محاولة لجعلها نقطة الاستقطاب الوحيدة للأعمال في البلد الغارق في الحرب.

كما ستخسر الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً جزءا كبيراً من صورتها كنظير مساوٍ للحوثيين في محادثات السلام، وفق مراقبين.

وحثت الولايات المتحدة، في بيان الثلاثاء، جماعة الحوثي على وقف تقدمها في مأرب، والتحول إلى المفاوضات، وشددت على أن “اعتداء الحوثيين على مأرب هو عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام أو بإنهاء الحرب”.

وأودت الحرب، المستمرة منذ نحو 7 أعوام، بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

شارك هذا الخبر