الحرب في ليبيا

الكشف عن “الزعماء” الذين خذلوا “الزعيم” وتركوه يواجه مصيره .. وتفاصيل مكالماته معهم في اللحظات الأخيرة!

الميدان اليمني – وكالات

تمر 15 فبراير/ شباط، الذكرى العاشرة لأحداث ليبيا، التي أدت إلى سقوط نظام العقيد معمر القذافي، ودخول ليبيا في دوامة الحرب الأهلية فيما بعد.

العديد من رجال النظام السابق شاركوا في متابعة الأحداث طيلة ثمانية أشهر حتى سقوط النظام، منهم من تحدث مرات عدة ومنهم من يرفض الحديث حتى اليوم.

في شهادته عن الأيام الأولى للأحداث في ليبيا، قال محمد القشاط مساعد وزير الخارجية وسفير ليبيا في الرياض في عهد القذافي، إن: “تقدير الموقف في العام 2011 حين انطلقت الأحداث في تونس ومصر، كان يشير إلى أن الأمر سينتقل إلى ليبيا”.

وأضاف القشاط في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن القذافي توقع: “أن تبقى الاحتجاجات والتظاهرات في الإطار المحلي، وأعطى تعليماته للشرطة والجيش بعدم التصدي للمتظاهرين، وأن عمليات الاستيلاء على الأسلحة من المعسكرات وقعت إثر تعليمات القائد بعدم التصدي للمحتجين”.

وبحسب القشاط، فإن قرار مجلس التعاون الخليجي الذي طلب من مجلس الأمن التدخل وكذلك قرار الجامعة العربية ساهما في كارثة تدخل الناتو فيما بعد.

القشاط يسرد في شهادته عن الأحداث التي وقعت في ليبيا أن الغرفة الرئيسية لمتابعة الأحداث والتي شارك فيها أجرت اتصالات بالمحتجين في الأيام الأولى لمعرفة مطالبهم وتلبيتها والتشاور معهم، إلا أنهم لم يستجيبوا للتواصل، لأنهم كانوا موجهين من الخارج، على حد تعبيره.

وأوضح القشاط أن ضمن المحاولات التي أجراها القذافي كانت اتصالات في الأيام الأولى مع العديد من الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.

وأشار إلى أن القذافي أجرى اتصالات أيضا مع بعض الدول العربية، إلا أن الاتصالات لم تأت بنتائج إيجابية.

وأكد أن: “مجموعات من الإخوان المسلمين تقدر بالمئات دخلت إلى ليبيا من مصر ومن تونس، إضافة إلى نقل الأسلحة بكميات كبيرة جدا عبر الحدود التونسية”.

ويصمت القشاط لحظات وكأنه لا يريد النطق بالكلمات ليعود بنبرة حزينة قائلا: “المجموعات المقاتلة التي دخلت ليبيا ضمت العديد من الجنسيات منهم جزائريين وتوانسة ومغاربة ومصريين ويمنيين، وكانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر على تواصل مع الجماعة في ليبيا بشكل دائم”.

وتحدث القشاط في ذلك الوقت إلى العديد من السفراء منهم السفير الصيني والروسي في الرياض، وكتب إلى العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ومضى القشاط بقوله: “تدخل الناتو استهدف كل مؤسسات الدولة الليبية إضافة إلى المنشئات المدنية، حيث كان القصف في ذلك الوقت ليس لحماية المدنيين بل من أجل إنهاء ليبيا”.