الميدان اليمني – متابعة خاصة
قال خبير عسكري إسرائيلي إن “تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تفيد بأن ساحة الرد الفوري لإيران على كل هجوم عليها هي سوريا، لأن المليشيات التي أنشأتها هناك، وتعتمد على المقاتلين الأفغان والباكستانيين، خاضعة تمامًا لسيطرتها”.
ولفت الخبير يوآف ليمور في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم إلى أن “مليشيا إيران هناك تحوز مميزات عدة أهمها القوة والسلاح، لكن عيبها أن قدراتها القتالية ليست على مستوى عالٍ، ما يجعل الاعتماد عليها للرد على إسرائيل صعبًا”.
وأضاف: “في عامي 2018-2019 فشلت إيران في كل مرة في الرد على إسرائيل من سوريا، بل إنها دفعت الثمن أيضًا، ما دفعها لاختيار جبهة جديدة للرد على إسرائيل من خلالها، وهي اليمن حيث يسيطر عليها الحوثيون، ويمكن تشبيههم بحزب الله، وقد يذهبون بعيدًا جدًا لصالح إيران طالما أن مصالحهم لا تتعرض للخطر”.
وأكد ليمور، الذي غطى الحروب العربية الإسرائيلية، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أن “المعلومات الإسرائيلية تتحدث عن أن الحوثيين فعلوا ذلك في سبتمبر 2019، بهجوم جوي بطائرات دون طيار وصواريخ كروز على منشآت شركة النفط السعودية، أرامكو، ورغم أن الإطلاق تم من داخل إيران، إلا أن الحوثيين كانوا مخلصين بما يكفي لها لتحمل مسؤولية “كاذبة” لإبعاد الشبهة عنها، والخوف أن يفعلوا الشيء نفسه مع إسرائيل”.
وأشار إلى أنه “في الآونة الأخيرة، تتابع إسرائيل بقلق تكديس الأسلحة المتطورة في اليمن، بالتزامن مع التغيرات التي طرأت على سياسة إيران في السنوات الأخيرة، وبعد أن احتفظت في الماضي بالأسلحة المتطورة لنفسها، فقد دعت مؤخرًا لتوزيعها، ونقلها بسخاء إلى مبعوثيها، مع التركيز على حزب الله والحوثيين، وكجزء من ذلك، نقلت إيران إلى اليمن نفس الأسلحة المستخدمة التي أضرت بالسعودية”.
وأوضح أن “ذلك سيسمح لإيران بالعمل ضد إسرائيل من خارج أراضيها، خاصة من اليمن، وبوسائل تتحدى المضادات الدفاعية الإسرائيلية بشكل كبير، وعلى عكس الصواريخ التي يسهل اكتشافها نسبيًا من قبل إسرائيل بسبب شكل طيرانها، فإن الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز يصعب تحديدها، ولا يزال يتعين على إسرائيل التعامل مع هذه التهديدات”.
وأكد أن “اليمن ما زال جبهة بعيدة جدًا عن إسرائيل، وشكل مشكلة للأمريكيين والسعوديين والإمارات، ورغم أن اليمن لم يكن في الواقع محور جمع المعلومات لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكنها استثمرت أيضًا في هذه الجبهة، وربما تسعى للحصول على مساعدة من الولايات المتحدة، التي تخضع اليمن للمراقبة عن كثب، بما فيها من خلال الطائرات المقاتلة، وبعيدا عن حدودها”.
وأضاف أنه “يجب التأكيد وفقًا لأفضل التقديرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فإن التهديد القادم من اليمن ليس موجودًا بعد، ومع ذلك تجري الاستعدادات للتصدي له والعمل على ردعه مبكراً، ورغم الاحتياطات الإسرائيلية المطلوبة لمواجهة الحوثيين، وتهديداتهم التقليدية، فإن الصداع الرئيسي لإسرائيل يكمن في البرنامج النووي لإيران، صحيح أنها لا تزال بعيدة عن القنبلة، لكنها تتقدم بثبات نحوها”.
وأكد أنه “في حين أن الجمهور الإسرائيلي يترنح بين تلقي اللقاحات من وباء كورونا إلى معدلات التدهور الاقتصادي، فإن المؤسسة العسكرية تتطلع بقلق شرقًا إلى إيران، ويرجع ذلك لتراكم الأحداث التي تشهدها المنطقة بأكملها، خاصة مرور الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قاسم سليماني، والرغبة بالانتقام لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وتنفيذ الرد الموعود على سلسلة الهجمات الإسرائيلية في سوريا”.
وختم بالقول إن “التقدير الأمني والعسكري الإسرائيلي السائد أن إيران لن تكسر الأدوات، والوكالة الدولية للطاقة الذرية مهتمة جدًا بإغلاق ملفاتها العالقة معها، وترغب بإشراكها في المحادثات المتوقع إجراؤها مع إدارة بايدن، بانتظار صدور مواقفها الرسمية، وشروطها للموافقة على العودة للاتفاق النووي”.