الميدان اليمني – خاص
شهدت جبهات القتال في محافظة مأرب شرق اليمن، معارك عنيفة وضارية خلال الساعات الماضية، بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي.
وأفادت مصادر محلية في محافظة مأرب، بأن قوات التحالف بدأت في سحب أسلحتها من معسكر صحن الجن الذي يقع شمال مدينة مأرب.
ولفتت المصادر بأن التحالف اتخذ قرار سحب أسلحته الثقيلة والمتوسطة من معسكر صحن الجن جراء مخاوفه من سقوط المعسكر الاستراتيجي بيد مليشيا الحوثي.
وبينت المصادر بان الأسلحة التابعة للتحالف الذي شرع بسحبها من المعسكر تشمل المدافع الثقيلة ومنها مدفع جهنم والدبابات والعربات العسكرية ومدرعات وأطقم عسكرية وذخائر متنوعة.
وأظهرت صور التقطها ناشطون إعلاميون مغادرة العديد من العربات العسكرية المحملة بمختلف الأسلحة التابعة للتحالف وهي في طريقها صوب منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية.
يأتي ذلك غداة سقوط معسكر ماس الاستراتيجي بيد مليشيا الحوثي والذي يفتح الطريق من خلاله للتقدم نحو مدينة مأرب من الجهة الشمالية والشمالية الغربية وسيكون معسكر صحن الجن في طريق المليشيات الحوثية قبل التقدم نحو المدينة التي تستميت على اسقاطها.
وتدور معارك عنيفة منذ عدة أسابيع في محافظة مأرب، بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي، وسط تقدم ميداني للحوثيين الذين يسعون لإطباق الحصار المحكم على المدينة من عدة اتجاهات.
وتستميت القوات الحكومية في الدفاع عن مأرب التي تمثل لها أهمية استراتيجية كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية.
وتواجه الحكومة الشرعية تصعيد الحوثيين في مأرب منذ بضعة أشهر، ببيانات “حرب نفسية” في محاولة إنقاذ أخيرة لقوات تتهاوى على وقع ضربات حوثية عنيفة، وخذلان واضح من التحالف، الذي يكتفي بالحضور عبر مقاتلاته التي تشن غارات كثيفة على مواقع الحوثيين، وحتى المواقع “الحكومية” و”المدنية”، لكنها لم تكن عائقاً أمام أي تقدم حوثي في أي جبهات سابقة.
اللافت أن التقدم الحوثي في مأرب قابلته القوات السعودية هناك بسحب معداتها العسكرية الثقيلة صوب منطقة العبر بمحافظة حضرموت.
واعتبر مصدر عسكري أن سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة يعد تقدماً استراتيجياً كبيراً وسيمكنهم من تطويق مأرب من كافة الاتجاهات وقطع خطوط إمداد القوات الحكومية بشكل كامل.
وحصدت المعارك التي لا تزال مستمرة بضراوة منذ مطلع العام الجاري، أعداداً كثيرة من مقاتلي الطرفين، لكنهما لا يكشفان عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى.
ويقول مراقبون إن إسقاط الحوثيين لمدينة مأرب، سيكون صادماً للحكومة الشرعية وقواتها خاصة وأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات تخنقها في شبوة وأبين والمحافظات الجنوبية والشرقية.
وتعد مأرب معقلاً هاماً للقوات الحكومية وحاضنتها عسكرياً وحتى إدارياً، وقد زاد من أهميتها سيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن، وتمكنه من مقارعة القوات الحكومية في معارك أبين وشبوة.