بعث وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، “رسالة سلام إلى العالم الإسلامي”، يلفت فيها إلى أن فرنسا كانت “بلد التسامح” لا “الازدراء أو النبذ”، وذلك عقب الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس.
وقال في الجمعية الوطنية على هامش نقاش حول موازنة وزارته “لا تستمعوا إلى الأصوات التي تسعى إلى تأجيج الريبة. ينبغي ألا نجعل أنفسنا حبيسة تجاوزات أقلية من المتلاعبين”.
وأضاف الوزير: “الدين والثقافة الإسلامية جزء من تاريخنا الفرنسي والأوروبي، ونحن نحترمهما”، لافتا إلى أن “المسلمين ينتمون بصفة مطلقة لمجتمعنا الوطني”.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي “لا يمكننا قبول حملات التضليل والتلاعب هذه لأنها تهدف إلى تشويه الحقائق وإخفائها” في إشارة إلى الاتهامات التي بموجبها يتم التمييز ضد المسلمين في فرنسا.
وقال إن “الأقوال والأفعال لها عواقب تلزم أصحابها بالمسؤولية” و”فرنسا لا تنسى أبدًا” دون أن يذكر أي مجموعة أو دولة بعينها، غير أنه يلمح إلى تركيا التي شنت على فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون منذ عدة أيام هجمات لفظية عنيفة، لا سيما من قبل رئيسها رجب طيب أردوغان.
وتابع لودريان “العديد من الدول في أوروبا وأماكن أخرى لم تنخدع. يمكننا أن نرى بوضوح وشركاؤنا يرون بوضوح أن ما هو على المحك هو معركة أساسية تكاد تكون وجودية ضد التطرف الديني”.
وشدد على أنه “لن نتنازل عن قيمنا الإنسانية للحرية ونموذجنا للديمقراطية والتعددية”.
وتأتي تصريحات لودريان في خضم الأزمة بين فرنسا والعالم الإسلامي على خلفية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد تحت غطاء حرية التعبير، ودعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لها.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم كاريكاتورية على واجهات بعض المباني، مسيئة إلى النبي محمد، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في العديد من الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.