الميدان اليمني – ترجمة خاصة
فجر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مفاجئة من العيار الثقيل حينما كشف عن طبيعة العلاقات بين الجماعات اليمنية مع الرعاة الاجانب وحلفائهم في اربع دول إقليمية.
وقال المعهد في دراسة له، إن جماعة الحوثي لا تعتمد على إيران في حربها ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وغالبا ما تتبع نصائح القيادة الإيرانية.
وأشار إلى أن قيادة الجماعة ترفض تدخلات طهران في الشؤون اليمنية بعكس ما يعمل المجلس الانتقالي مع الإمارات وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا مع السعودية، وكما يفعل المحتجون المهريون مع عمان.
وأرجعت الدراسة سبب تفاقم الصراع في اليمن منذ القدم إلى إشراف البلد على الممرات المائية الرئيسية للتجارة العالمية، إضافة إلى كون اليمن ملاذا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما أنه أبقى منطقة الخليج متورطة في الصراع منذ عام 2015.
وأكد أن دفع اليمن نحو الاستقرار يتطلب جهودًا متضافرة وفهمًا عميقًا للعلاقات القائمة فيها، ذلك أن البلد ليس قصة واحدة، إنه شبكة معقدة من القصص والأحداث.
وذكرت الدراسة أن اليمن مكان تقود فيه الشخصيات الأحداث أكثر من المؤسسات، وحيث يكون التأثير غير الرسمي غالبًا أكثر قوة من السلطة الرسمية.
وأشار المعهد إلى أن خطوط المؤامرة الظاهرة في اليمن اليوم لم تبدأ في عام 2015، ولن ينتهي معظمها عندما تنتهي الحرب الحالية لاسيما أن اليمن بلد ذات ذاكرة حادة، حيث لا تزال أحداث 1962 و1986 و 1994 و2004 تلعب دور أحداث اليوم، وغالبًا ما تساعد هذه الذكريات العميقة في تفسير سبب كون التظلم في كثير من الأحيان يلعب دورًا في قلب القرارات والعلاقات في اليمن.
وبحسب الدراسة فإن ظهور الكيانات السياسية الجديدة (على سبيل المثال، المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017)، يرتبط بمشاكل قديمة وتكون وجوهًا جديدة لمظالم قديمة، وهي لا تستند إلى المعرفة بقدر ما تكون تراكمات تاريخية قديمة.
وطبقًا للدراسة، فإن الحرب الأخيرة خلقت خصومًا أكثر مما حفزت الشعور بالمصلحة المشتركة، وغالبًا ما تكون المصلحة المشتركة بين الفاعلين هي خصمهم المشترك.
ويرى معهد واشنطن أن العلاقات اليمنية اليمنية لم تكن معقدة بدرجة كبيرة، فغالبًا ما يكون هناك عنصر إقليمي أيضًا، إذ تعتمد العديد من الجهات الفاعلة اليمنية على راعٍ خارجي للحصول على الدعم المالي، كما يفعل المجلس الانتقالي الجنوبي مع الإمارات، وكما يفعل المحتجون المهريون مع عمان .
وتُظهر هذه المصفوفة أن أقرب “التحالفات” في اليمن تكون عادة مع راعٍ أجنبي. ومع ذلك، ربما بشكل غير متوقع، تعبر معظم الجماعات اليمنية بشدة عن مشاعر مناهضة للتدخل الأجنبي.
وذكرت الدراسة أن علاقات الجماعات اليمنية مع الرعاة الأجانب متعددة الأبعاد: فالموارد المالية تساعد الجماعات اليمنية في متابعة طموحاتها، لكن هذه المجموعات تحرس استقلاليتها من خلال عدم اتباع نصائح رعاتها دائمًا، ومن النادر أن تتصرف جماعة في اليمن كوكيل كامل لدولة خارجية.
وأوضحت أن أربع دول أقليمية هي الجهات الفاعلة في النزاع باليمن، وهي: إيران وعمان والسعودية والإمارات، وهي -بحسب الدراسة- ليست بأي حال من الأحوال الدول الإقليمية الوحيدة التي لها مصلحة في اليمن، إذ يمكن أن يشمل المشروع قطر أو حتى تركيا، خاصة إذا استمر اهتمام وتأثير الدولتين في النمو.