مّت صلوات الاستسقاء مساجد سوريا طلباً لنزول المطر وإطفاء الحرائق التي اجتاحت الأراضي والغابات السورية في المناطق الساحلية والوسطى.
ودعت وزارة الأوقاف السورية كافة المساجد ودور العبادة بمختلف المحافظات إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة ظهر اليوم السبت، طلباً للغيث والمطر علّه يُخمد النيران الكارثيّة التي التهمت آلاف الدونمات من الأحراج والأراضي الزراعية في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، وأجبرت الأهالي على النزوح عن قراهم المشتعلة.
وطبّق أئمة المساجد في دمشق خلال شعائر صلاة الاستسقاء سنة عن نبي الإسلام محمد (عليه الصلاة والسلام)، وارتدوا الملابس على الوجه الأخر كتعبير عن الفقر والضعف والتوسل إلى الله، وتقربوا في دعائهم إلى الله عز وجل بطهارة دماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن سوريا، طالبين المغفرة والرحمة والغوث والغيث من الله.
وفي الحسكة التي عانت حرائق هائلة التهمت مواسم القمح، أدى المئات من السوريين صلاة الاستسقاء، بعد أداء صلاة الظهر، في صورة تعبر عن تكاتف السوريين مع بعضهم، حيث تضرع المصلون لله تعالى أن يسقهم غيثاً سحاً غدقاً من السماء رحمة للعالمين، لإخماد الحرائق المشتعلة في الغابات بالساحل السوري.
وأشار مراسل “سبوتنيك” في الحسكة، إلى أن جميع مساجد المحافظة ريفاً ومدينة أقاموا الصلاة بمشاركة واسعة من الأهالي، وتضرعوا إلى الله عز وجل لإنزال الأمطار وإخماد الحرائق المشتعلة في رئتي سوريا غابات اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، وأن يكون عوناً لإخوانهم في إنقاذ أراضيهم ومحاصيلهم وأشجارهم المثمرة.
وأكد أئمة المساجد السورية في مختلف المحافظات خلال خطبة صلاة الاستسقاء على المعاني السامية للصلاة وضرورة التوجه بقلب مخلص موقن بالإجابة إلى الله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة والرحمة والغوث منه، موضحين أن هذه الصلاة كان يدعوا إليها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، أثناء توقف نزول المطر أو عند حدوث بلاء و قحط وعوز.
ونوّه الأئمة إلى أن سوريا تعيش اليوم بلوى كبيرة تشبه ما حدث للمحاصيل الزراعية التي أحرقت في الجزيرة السورية وجنوب البلاد عمداً من قبل الاحتلال الأمريكي، مؤكدين أن احتراق الغابات والأشجار المثمرة في الساحل السوري ما هو إلا استمرار لمحاصرة وتجويع الشعب السوري.
وتشهد سوريا لليوم الثالث على التوالي اندلاع حرائق واسعة لم تشهدها البلاد من قبل، وذلك في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، حيث أتت النيران على آلاف الدونمات من الأحراج وغابات السنديان المعمرة والأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون والحمضيات وغيرها من المحاصيل التي يعتاش عليها فلاحو تلك المناطق، الأمر الذي أسفر حتى اللحظة وبحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة السورية إلى 3 وفيات وإصابات عديدة في صفوف أهالي القرى بسبب وصول النيران إلى المنازل السكنية، وسط حركة نزوح من قرى ريف القرداحة وجبلة وبانياس التابعة لمحافظة اللاذقية.
وتعاني طواقم الإطفاء في مختلف المحافظات السورية ضغطاً هائلاً جراء تهالك التجهيزات والعربات، بعد نحو عشر سنوات من استخدامها المكثف، لتلافي الأضرار المتراكمة التي نجمت عن الأعمال الإرهابية من حرائق وتفجيرات وقذائف صاروخية كانت تنهال على مختلف المناطق السكنية الآمنة.
المصدر: سبوتنيك