قضت محكمة الجنايات في الكويت اليوم الأحد ببراءة النائب السابق الأكاديمي د. عبد الله النفيسي من تهمة الإساءة للإمارات.
وقال محامي النفيسي، في تغريدة له عبر تويتر “أصدرت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد غازي الميموني حكمها الأول اليوم باسم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببراءة موكلنا الدكتور عبد الله النفيسي من التهم الموجهة إليه في القضية المرفوعة من وزارة الخارجية الكويتية بخصوص دولة الإمارات”.
وبحسب صحف كويتية فإن الحكم هو أول حكم قضائي يصدر باسم أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الذي أدى اليمين الدستورية أميرا للبلاد صباح الأربعاء الماضي خلفا للأمير صباح الأحمد الذي توفي الثلاثاء الماضي.
وأعرب النفيسي عن سعادته بالحكم، مضيفا “أحمد الله أنني في الكويت”.
وكانت محكمة الجنايات الكويتية أصدرت بداية العام الجاري 2020. أمراً بضبط وإحضار الأكاديمي والمفكر الكويتي للمثول أمامها في قضية “الإساءة للإمارات” التي تمثلت في تغريدة على تويتر.
وكان عبدالله النفيسي أعلن استعداده للمثول أمام القضاء في الوقت الذي تحدده المحكمة، على خلفية القضية التي رفعتها وزارة الخارجية الكويتية ضده، مؤكداً حرصه على الحضور دون تغيب أو تأخير في جميع القضايا التي تعرّض لها أمام النيابة والقضاء.
ونفى الدكتور النفيسي في تصريح لوسائل الإعلام في مارس/ آذار الماضي، إساءته للإمارات، وأشار إلى أن حديثه موجه للقيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية والمقيم في الإمارات محمد دحلان، مضيفاً أنها “كانت من باب النصيحة والمصلحة العامة”.
وأضاف “شعوري عظيم، أحمد الله أنني في الكويت، وأحمد الله أن الكويت ما زالت محتفظة بالروح المؤيدة للرأي السديد والرأي الرشيد”.
وقال النفيسي في تصريحاته السابقة: “أعتقد أن الجيل الجديد يجب أن يعض بالنواجذ على هذه الحريات وعلى هذه الدستورية وعلى هذه الروح، التي فيها كثير من الاحتشام السياسي، لأنه سمعت كلاما من هيئة المحكمة الموقرة لا يُقال في أي قطر عربي”.
وفي شهر يوليو الماضي، أثارت تغريدة النفيسي موجة غضب في الأوساط السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال في تغريدته: “هيّا بِنَا نلعب. شيء طبيعي أن يلعب «العيال». لا ضير في ذلك ألَّبتّه. اللّعب ضروري لصحة «العيال». وشيء طبيعي أن نقول: إنّه لعب: عيال. هيّا بِنَا نلعب».
وأثارت التغريدة تساؤلات وجدلاً من قبل مغردين، إذ اعتبروا أنها بمثابة رد ضمني على مقطع مصور نشره وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد على تويتر، هاجم فيه السياسي الكويتي، علماً أنه لم تشر تغريدة النفيسي إلى جهة ما، إلا أنه تابع قائلاً: “اللَّهُم اكفني شرّهم، واصرف عنّي أذاهم. ومن يتوكّل على الله فهو حسبه، قال الصاوي: من فوّض إليه أمره كفاه ما أهمّه. ونعم بالله”.
وكان بن زايد نشر فيديو للنفيسي يتضمن مقاطع مجتزأة من ندوة له في البحرين، عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتعرض النفيسي لهجوم من قبل حسابات سعودية وإماراتية اعتبرت أنه يقصد في تغريدته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونظيره في أبو ظبي محمد بن زايد.
ويعد الدكتور عبد الله النفيسي أحد النشطاء السياسيين، اُنتخب عضواً لمجلس الأمة في انتخابات عام 1985 عن الدائرة الانتخابية الثامنة، وله مواقف عدة، ويتصدر المشهد، حيث أثار جدلاً تجاوز حدود بلاده، عبر سلسلة لقاءات بُثت على موقع يوتيوب ربط مراقبون بينها وبين استدعائه للتحقيق في قضايا مختلفة، وحتى محاولة اغتياله من جهة مجهولة.
وأعاد ناشطون تداول تغريدة كتبها النفيسي عام 2017، وقال فيها “محمد دحلان هو الذي يحكم الإمارات، وإسرائيل تحكم محمد دحلان.. فكّر فيها بعمق”.
واعتبر بعضهم أن جرأة النفيسي في انتقاد الكثير من الحكومات والمسؤولين خلال برنامجه الأخير كان سببا في استدعائه للمحاسبة على تلك التغريدة القديمة، حسب رأيهم.