الميدان اليمني – متابعات
تداول ناشطون يمنيون، صورة تجمع للمرة الأولى نجل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، مع الشخصية السلفية المثيرة للجدل والمقرب من الإمارات، هاني بن بريك، في ضيافة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.
وظهر العميد، أحمد صالح، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري سابقا، المقيم في العاصمة الإماراتية، برفقة ابن زايد، وملك الأردن عبدالله الثاني، وبجواره هاني بن بريك، نائب ما يسمى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال، والمحال للتحقيق من قبل الحكومة اليمنية.
وجاء هذا اللقاء النادر الذي يجمع نجل صالح (اختير في وقت سابق من الشهر الماضي، نائبا لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الجناح المتحالف مع الحوثي في صنعاء) وابن بريك، على هامش دعوة من ولي عهد أبوظبي، دون أن تقدم تفاصيل إضافية عن طبيعة اللقاء.
وعلق الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الرقيب الهدياني على الصورة قائلا: “الإمارات تشتغل بكل الطرق والسبل للبحث عن حل بديل.. ولن تسلم بالشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي”.
وتابع في تصريحات إعلامية: “مخطئ من يعتقد أن الصور التي ظهر فيها أحمد صالح وهاني بن بريك مع محمد بن زايد، عفوية لضيوف في بلاط الأمير”.
وبحسب الهدياني فإن عنوان اللقطة المعلن هو حضور محمد بن زايد مع ملك الأردن، محاضرة بعنوان “إحداث تغيير شامل في طب الأطفال في العالم”.. مضيفا أنه بوجود ضيوف أبوظبي الذين اقتصرت دعوتهم على إماراتيين إضافة إلى هاني وعفاش (يقصد به أحمد صالح، كون هذه الكنية توصف بها أسرته).
وأضاف: “أما العنوان غير المعلن لهذه اللقطة فهو استفزاز جديد للشرعية اليمنية، يضاف للاستفزازات السابقة والقائمة”، مؤكدا أنه استفزاز يبعث برسالة بأن “هؤلاء أيادينا التي نجهزها وندعمها ماليا وتسليحا لحكم اليمن فدراليا أو مقسما”.
واستنكر السياسي اليمني “دعوة واستقبال أحمد علي صالح، وهو مدان من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم، كطرف رئيسي في دعم الانقلابين في صنعاء (جماعة الحوثي).. فضلا عن أن نجل صالح شمله قرار العقوبات الدولية، بالاسم، كعنصر أساسي في الانقلاب على السلطة الشرعية اليمنية ودعم الحوثي”.
وقال القيادي والناشط في ثورة 11 فبراير 2011، خالد الأنسي: “عما قريب سترون الحواثيش (أي الحوثيين والعفافيش أتباع صالح) وهم يعملون كجزء من المنظومة العفاشية”.
وأضاف في تعليقه على الصورة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: حينها ستتأكدون أنه تم تصفية المخلوع عفاش ونذقه (رميه) بالثلاجة، بالاتفاق مع عياله”.
وبحسب الأنسي فإن الهدف من ذلك، هو تمكين الثورة المضادة من تمرير سيناريو حمادة (أي أحمد علي)، المنقذ الذي تعثر بسبب هوس عفاش (نجل صالح) بالسلطة وإصراره على العودة للحكم بنفسه.
ويتزامن هذا الظهور، مع حلول الذكرى التاسعة والعشرين لتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب في 22 أيار/ مايو 1990، في ظل تصاعد دعوات الانفصال بين الشطرين التي يتبناها حلفاء الإمارات في جنوب البلاد.
كما أن هذا الظهور للرجلين المقربين من ولي عهد أبوظبي، جاء بعد أيام من إعلان المجلس الانتقالي الذي تشكل بدعم إماراتي أواسط العام 2017، الحرب على قوات الجيش اليمني المتمركزة في وادي حضرموت، ضمن مسرح انتشار قوات “المنطقة العسكرية الأولى”.
وتساءل الناشط السياسي، سمير الصلاحي عن طبيعة ظهور نجل صالح مع ملك الأردن ومحمد بن زايد.
وقال في تعليق نشره عبر “فيسبوك”: “ماذا يفعل يفعل أحمد علي عبدالله صالح وهاني بن بريك خلف ملك الأردن ومحمد بن زايد؟”، لافتا إلى أن الاهتمام بأحمد علي لهذه الدرجة، يعني أنه يتم تجهيزه لطبخة لم تنضج بعد.
وعلق الإعلامي ورئيس مركز”هنا عدن” للدراسات، أنيس منصور، على الصورة عبر “فيسبوك” قائلا: “خلف الأكمة ما خلفها.. كل يوم تأتي صورة أوضح مما قبلها وتنجلي الحقائق”.