الميدان اليمني – وكالات
كثفت البعثة الدبلوماسية السعودية في المغرب من تحركاتها في العاصمة الرباط في محاولة لتبديد الخلافات التي طبعت على مدى أشهر العلاقات بين البلدين.
واستقبل مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الثلاثاء، بمقر الوزارة بالرباط، سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة المغربية عبد الله بن سعد الغريري، وفقا لصحيفة “اليوم” المغربية.
الخطوة تأتي بعد خطوات مشابهة اتخذتها القيادة السعودية وسفيرها بالرباط لإنهاء أزمة دبلوماسية غير مسبوقة شهدتها العلاقة بين البلدين خلال السنتين الماضيتين وبلغت ذروتها خلال الأشهر الماضية، بحسب الصحيفة المغربية.
وعبر المسؤول السعودي خلال اللقاء عن قوة العلاقات الثنائية الأخوية والتاريخية بين المملكتين المغربية والسعودية، وفق ما أكده الوزير الخلفي على صفحته الرسمية في فيسبوك.
وكان السفير السعودي قد زار في وقت سابق وزير العدل المغربي محمد أوجار، ليعبر عن إشادته بالجهود الإصلاحية التي ينهجها المغرب في مجال العدالة.
وقالت الصحيفة إن الأزمة بين الرباط والرياض انطلقت بوادرها صيف العام قبل الماضي إثر اختيار المغرب عدم الإصطفاف مع السعودية في خلافها مع قطر بعد فرض الحصار على هذه الأخيرة.
كما تعززت هذه الخلافات بعد تصويت السعودية في الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، لصالح الملف الأمريكي، من أجل استضافة مونديال 2026، على حساب ملف المغرب المُعوِّل، آنذاك، على دعم الدول العربية الشقيقة للفوز بتنظيمه، بالإضافة إلى موقف المغرب، الأخير، من الحرب في اليمن وغير ذلك.
وكان تقرير نشرته وكالة الأسوشيتدبرس نقلا عن مصادر حكومية، ذكر أن المغرب جمد نشاطاته العسكرية ضمن التحالف العربي، الذي يخوض حربا في اليمن ضد جماعة الحوثي وتتزعمه السعودية.
وقال مسؤول حكومي مغربي إن الرباط لم تعد تشارك في التدخل العسكري في اليمن ولا تحضر اجتماعات وزراء دول التحالف العربي، دون إضافة أي تفاصيل أخرى.
يشار إلى أن المغرب لم يفصح عن حجم مشاركته في التحالف العربي، الفاعل عسكريا في اليمن منذ عام 2015. وتسببت الحرب في اليمن حتى الآن في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني، بالإضافة إلى أسوأ كارثة إنسانية، بحسب معطيات الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد أوضح في مقابلة تلفزيونية، أن بلاده غيرت مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
وقال بوريطة، إن المغرب شارك في أنشطة التحالف، و”غير مشاركته انطلاقا من تقييمه للتطورات على أرض الواقع، وانطلاقا من تقييم البلاد للتطورات في اليمن، خصوصا الجانب الإنساني”.
وبعد هذه المقابلة، قامت قناة “العربية” التي تمولها السعودية ببث فيلم وثائقي عن الصحراء الغربية يدعم جبهة البوليساريو في مسعاها للسيطرة على المنطقة المتنازع عليها دولياً مع المغرب. وعلى إثر ذلك استدعى المغرب سفيره في الرياض “للتشاور”، ما أفضى إلى مرحلة من البرود بين البلدين.