الميدان اليمني – متابعات
تحدث الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، عن مساعي مصر لإعادة العلاقات مع الدول العربية، بعد اتفاقية السلام، التي أبرمها الرئيس المصري الراحل، أنور السادات مع إسرائيل وأمريكا في “كامب ديفيد”.
ونفى في حواره الخاص مع صحيفة “الأنباء” الكويتية، إن كانت مصر قدمت أي تنازلات في علاقتها مع إسرائيل من أجل عودة علاقاتها مع الدول العربية، وأضاف أنه عمل جاهدا على لم الشمل العربي، لكي يكون للعرب صوت وموقف قوي أمام العالم، وأنه عندما تقرر عقد القمة العربية في بغداد في مايو/أيار 1990، سعى لحضور كل الدول العربية للخروج من حالة الانقسام التي كانت موجودة، ونجح في إقناع كل الزعماء بالحضور إلا الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وقال للإعلامية الكويتية فجر السعيد: “حاولت إقناع الرئيس الأسد بالحضور ولكنه رفض، بسبب الخلافات العميقة بينه وبين الرئيس العراقي صدام حسين، وحدثت مشادات عنيفة بينهما في مؤتمر القمة السابق في المغرب عام 1989، والتي كانت أول قمة عربية أحضرها بعد عودة العلاقات، وتحدثت مع صدام أيامها وقلت له أنك تشددت في خطابك مع حافظ الأسد بشكل يعقد العلاقات بينكم، فالخلاف بينهما كان عميقا”.
وعن ظروف إنشاء مجلس التعاون العربي، كشف حسني مبارك للصحيفة الكويتية، أنه قبل قمة بغداد، ومع عودة العلاقات العربية، فاتحه العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، في فكرة إنشاء مجلس للتعاون العربي، أسوة بمجلس التعاون الخليجي يضم مصر والأردن والعراق، وأخبره أنه تحدث مع صدام حسين بشأنه، فأخبره مبارك أنه ليس لديه مانع، خاصة أن الحديث كان عن تجمع للتعاون الاقتصادي.
وأضاف مبارك: “بعد ذلك، أخبرني الملك حسين أن صدام يرى ضم اليمن لهذا التجمع، فقلت له في الحال خد بالك يا جلالة الملك، العراق والأردن ومصر والآن اليمن، وهذا من الممكن أن يفسر أنه ضد المملكة العربية السعودية، فيجب أن أطلع السعودية حتى لا يكون هناك تفسير خاطئ، وبعد ذلك حدثني الملك حسين، وبعده الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن ممكن نفكر في تعاون عسكري يتضمن تبادل للقوات، بمعنى أن يعني أرسل قوات للعراق والأردن، وهم يرسلوا لي قوات عندي، فكانت إجابتي بالرفض، تعاون اقتصادي آه ولكن عسكري لا”.
وأردف موضحا: “أولا أنا عندي معاهدة سلام مع إسرائيل على عكس الأردن.. لماذا تعاون عسكري فمن سنحارب.. ثم نحن لدينا عندنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك لكي نصد أي عدوان على الدول العربية.. نحن لن نحارب بعض.”
وكشف الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، في لقاءه مع الصحيفة الكويتية، أنه “كانت هناك محاولات أخرى بشأن إدراج التعاون العسكري في مجلس التعاون العربي، خلال أحد اجتماعها الثاني الذي عقد مدينة الإسكندرية، بل أن الرئيس اليمني اقترح عليه دمج أجهزة المخابرات.. فقال له مستحيل وأنا أرفض أي شيء في هذا الاتجاه”.
وأشار مبارك إلى “أن كل هذه الاقتراحات بشأن التعاون العسكري والاستخباراتي كانت ترده من الملك حسين وعلي صالح، ولكنه رفض كل هذا واستمر الإطار الاقتصادي، ولكن تولدت لديه شكوك”.
ولم يسبق لمبارك أن أجرى حوارا صحفيا مصورا منذ الإطاحة به من الحكم وما أعقب من سنوات في السجون والمحاكم، فيما سبق للإعلامية الكويتية أن نشرت حوارا مكتوبا مع حسني مبارك في العام 2015 قالت إنها أجرته عبر الهاتف.