محاكمة ترامب.. هل سيغادر البيت الابيض قبل الخروج من العراق؟!

محاكمة ترامب

 

محاكمة ترامب.. هل سيغادر البيت الابيض قبل الخروج من العراق؟!
تقرير | خاص .
في الوقت الذي يطمح فيه الرئيس الأمريكي _غريب الأطوار_ “دونالد ترامب” إلى الفوز بفترة رئاسية جديدة، (عن الحزب الجمهوري) تعترض مساره السياسي ارهاصات قد تطيح بمستقبله الرئاسي، وتلاحقه تهمٌ بإساءة استخدام السلطة في عاصفة سياسية جاءت على نقيض ما كان يأمله التاجر الأشقر في البيت الأبيض، الذي طالما أفرغ جيوب أمراء النفط في الخليج حتى أتخم خزائن الدولة العظمى، منذ صعوده المريب إلى عرش الولايات المتحدة.

حاليًا يواجه ترامب _بدءًا من اليوم (الأربعاء)_ أولى جلسات محاكمته (التي لن يحظرها) بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأمريكي إجراءات المحاكمة، على خلفية اتهامه بـ”إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس” حيث يتهمه الديمقراطيون بأنه سعى للضغط على الرئيس الأوكراني لفتح تحقيق بشأن أنشطة نجل جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، في خطوة يمكن أن تساعد ترامب في مسعاه لإعادة انتخابه في فترة رئاسية جديدة.

فبعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي القواعد التنظيمية التي اقترحها ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بشأن المحاكمة الخاصة بعزل الرئيس الأميركى دونالد ترامب، تم تمرير القرار في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء بأغلبية 53 صوتا من الجمهوريين مقابل 47 صوتا من الديمقراطيين.

في حين رفض المجلس جميع طلبات الديمقراطيين المقدمة لتعديل إجراءات محاكمة الرئيس دونالد ترامب، خلال الجلسة الإجرائية المنعقدة لهذا الخصوص، ومن تلك الطلبات التي لم يتم المصادقة عليها: استدعاء شهود جدد إلى المحاكمة، وكذلك استدعاء جون بولتون مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي، للشهادة في القضية.

كما رفض الجمهوريون في المجلس المطالبة بجلب أوراق ومستندات من البيت الأبيض، وطلب إحضار وثائق من وزارة الخارجية، وأخرى من مكتب الميزانية، متعلقة بالمساعدة الأمنية في أوكرانيا، إضافة إلى إحضار وثائق وزارة الدفاع المتعلقة بأوكرانيا، واستدعاء مدير مكتب إدارة الميزانية التابع للبيت الأبيض ميك مولفيني، للإدلاء بشهادته.

وتعد هذه المحاكمة الثالثة في تاريخ الولايات المتحدة لرئيس يواجه العزل، بعد الرئيسين أندرو جونسون، وبيل كلينتون، حيث إنه في حال ثبت تورط الرئيس في التهم الموجهة إليه، فسيتخذ الكونغرس الأمريكي قرارًا بإزاحته عن منصبه بتهمة الخيانة العظمى للدستور الأمريكي.

ترامب رئيس يترنح وشعبية تتضاءل

بموازاة هذه الأزمة القانونية التي تهدد مستقبل ترامب الرئاسي، يتصاعد السخط الشعبي في الشارع الأمريكي تجاه السياسيات المتهورة التي اتبعها منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض خلفا للرئيس باراك أوباما، (عن الحزب الديمقراطي) الذي لا ينفك ترامب من التهكم منه واتهامه بسوء إدارة ملف الإرهاب في الشراق الأوسط، ولا سيما في العراق وسوريا.

ويتوقع مراقبون أن تسفر المحاكمة عن عزل ترامب، ولاسيما بعد حصول الكونغرس على تسجيل للمكالمة التي أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني وهو يُملي عليه _بلُغة مواربة_ فتح تحقيق بشأن أنشطة نجل منافسه الأوفر حظًا في الانتخابات المقبلة جو بايدن، ملمّحًا إلى المساعدات التي تقدمها الويات المتحدة لأوكرانيا، في إشارة ضمنية إلى احتمال أن يتخذ الرئيس الأمريكي قرارًا بالامساك عنها في حال رفضت أوكرانيا الامتثال لرغبته في احراق شعبية خصمه الرئاسي أمام الرأي العام، لولا أن سوء طالعه جاء على عكس ما كان يتوقع.

حاليا أصبح من الواضح أن الحزب الديمقراطي الخصيم للسياسات المتطرفة للرئيس ترامب، يراقب بانشراح التطورات التي من شأنها أن تعزز حظوظه السياسية لدى الناخب الأمريكي في الانتخابات المقبلة، خصوصًا أن قطاعًا كبيرًا من الأمريكيين _وفقًا لاستطلاعات الرأي_ أصبحوا غير مقتنعين بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة ف لِسيد البيت الأبيض الجديد، الذي من المحتمل أن يغادر السلطة قبل خروج القوات الأمريكية من العراق.

ترامب فشل في السياسية الخارجية

بين الحين والأخر كانت أصداء الانتقادات تتعالى في الدوائر السياسية الأمريكية وفي الكونغرس الذي تهيمن عليه حاليا أغلبية من الديمقراطيين، ضد السلوك الذي اتبعه ترامب ووزرائه في إدارة الملفات الخارجية، التي طغت عليها البرغماتية والهيمنة.

فخلال السنوات الماضية من حكم الرئيس ترامب، دخلت الولايات المتحدة في علاقات متوترة مع كثير من دول العالم، كما حدث مع فنزويلا وإيران وتركيا وكوريا الشمالية، والتي كان آخرها اغتيال الجنرال الإيراني الأبرز قاسم سليماني قبل أسبوعين في العراق، الأمر الذي دفع الحرس الثوري الإيراني إلى الرد بقصف قاعدتين أمريكيتين في بغداد وأربيل، أفضى إلى بوادر لنشوب حرب كبرى في المنطقة قد تكلف الولايات المتحدة الكثير، وتفسح المجال للعملاق الصيني لسحب البساط من تحتها والقفز إلى رأس الهرم الاقتصاد العالمي بدلا عن الولايات المت

حدة، وهو ما يدركه المواطن الأمريكي ولا يحبذه على أي حال.

ترامب في الخليج

ترامب في الخليج ..اللافت، أنه رغم أن الأمريكيين أنفسهم أصبحوا لا يثقون في رئيسهم الذي أصبح يترنح على هاوية العزل، ما تزال بضاعته السياسية رائجة لدى النخب السياسية في الخليج الماضية قُدمًا في مداهنته وشراء مواقفه السياسية بمئات المليارات في صفقات تسليح وحماية صورية، يستغلها الرجل لإثبات عُلو كعبه في ابتزاز العرب، في خطابات التهريج السياسي، وهو يحاول ترميم صورته التي تلوثت كثيرًا أمام مواطنيه قبل غيرهم.

 

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على فيسبوك إضغط (هـــنــــــــا)